الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

«الطفل الملهم» في جناح الأزهر.. من الإعاقة إلى التحدي وحفظ القرآن

كشكول

قد يأخذ الله منك نور هلال ليمنحك نور ودفء شمس، فاحمد الله على ما وهبه لك وانعم بنعمه، لتحقق ما تتمناه وتحلم به، في الساعات الأولى من عمل معرض القاهرة الدولي للكتاب يدخل طفل صغير بإرادة كبيرة يبلغ من العمر ٨ سنوات، قد حرمه الله نور البصر ومنحه البصيرة؛ بلا أنف لكن حاسة اللمس تزن الذهب من دقتها، جميل بروحه وبما يقدمه، أطلقوا عليه الطفل المعجزة بإرادته وإصراره، هو الطفل الأزهري محمد أحمد سيد.

طفل موهوب يتمتع بصوت عذب جميل يتلو به القرآن الذي يحفظ منه الكثير وينشد به الأناشيد والابتهالات، ألهم زوار جناح الأزهر بمعرض الكتاب الحماس والسعادة، فما أن بدأ يتلو القرآن وينشد الابتهالات حتى احتفى به جناح الأزهر لاعتزازهم بهذا الطفل النابغة العبقري.

تحكي والدته عنه وتقول: يبلغ محمد ٨ سنوات، مرت علينا وسط إحباط كبير من الأطباء بصعوبة أن يعيش محمد فالكل أجمع على استحالة أن يعيش ولو لأسبوع واحد حيث ولد بدون عينين ولا أنف وكان لديه ثقب في القلب، قالوا لي: "ريحي نفسك مش هيعيش وخلفي غيره"، هذه كانت كلمات كل الأطباء، لكن مع أب وأم محتسبين وصابرين وراضيين بما أراد الله، يكون الوضع مختلف فتغير حال الطفل وأصبح بحق نعمة كبيرة من الله.

وأكملت حديثها بأنه مع الوقت أصبح محمد يعطينا كل يوم درسًا وعبرة، وخصوصا مع مواجهته الكثير من التنمر، وعن أصعب المواقف التي واجهتها قالت: عدم قبول أي مدرسة له ورفضهم رفضا قاطعا له متعللين بعلل كلها تحمل تنمر أو شفقة، ناشدت الجميع وكل المسؤولين على أن يقوم بأحدهم بإقناع أي مدرسة لالحاق ابني ولكنها كلها محاولات باءت بالفشل، لأفقد الأمل تماما خاصة وأن ابني جاوز سن المدرسة بعامين.

 ولكن يشاء الله أن يثلج قلبي ويملأ الفرح أسرةً صابرةً وراضية، فيجمعني لقاء بمعلمة من الأزهر الشريف فأخبرتها بمأساتي بعدم استطاعتي أن ألحق نجلي بالدراسة لتقول لها: الأزهر بابه مفتوح ولم ولن يغلقه أبدا في وجه أحد، وفوجئت في المساء باتصال هاتفي من أحد المعلمين بالأزهر يطلب مني إحضار ورق نجلي لإلحاقه بالأزهر الشريف، فكانت المفاجأة الأجمل والهدية الأرقى، موجهة الشكر للأزهر الذي حقق حلم حياتها بقبول نجلها، مؤكدة أنها كانت فقدت الأمل في أن تقبل أي مدرسة بابنها.

أما الطفل الأزهري محمد فيقول: والدتي كانت تعطيني الهاتف وبعض أجهزة الصوت  موجود عليها القرآن فتعلمت تشغيل هذه الأجهزة وبدأت أحفظ من خلالها القرآن وبعض الابتهالات والأناشيد الدينية والوطنية.

 وعن أمنياته قال:" أحلم بأن أكون منشدًا وقارئًا للقرآن الكريم، وأرجو من الجميع ألا يتنمروا عليَّ، لأن ذلك يحزنني ويحزن والدتي..  أنا إنسان مثلكم".