«السنة التأهيلية» مقترح بالجامعات للتخلص من كابوس التنسيق.. وأساتذة يضعون "خارطة" التطبيق
مقترح بالجامعات للتخلص من كابوس التنسيق.. تأتي نظم القبول في الجامعات، أحد الملفات، التي يوليها المجلس الأعلى للجامعات، اهتماما كبيرا، ضمن استراتيجية تطوير منظومة التعليم الجامعي، وهو ما أكده مقترح تطبيق «البرامج التأسيسية»، الذي أعدته لجنة ضمت العديد من رؤساء الجامعات، بحثا عن إيجاد نظام قبول جديد بالجامعات الأهلية كتجربة أولى قبل تعميمها في نظيرتها الحكومية، متضمنا منح سنة تأهيلية لطلاب الثانوية العامة للالتحاق بكليات القمة.
مقترح البرامج التأسيسية
مقترح البرامج التأسيسية، يستهدف عبر برامج تمهيدية يتم تدريسها فى الجامعات تأهيل الطلاب الذين أنهوا امتحانات الثانوية العامة أو ما يعادلها، والراغبين في الالتحاق بإحدى كليات القطاع الطبي ( الطب البشري - الطب البيطري - الصيدلة - الأسنان) أو القطاع الهندسي أو العلوم الأساسية أو الإنسانية بالجامعات ولا يؤهلهم مجموع شهادة المرحلة الثانوية أو ما يعادلها لذلك، بالتأهيل علميا لهذه الكليات، مع الحد من الدراسة في جامعات خارجية ضعيفة أو غير معتمدة بمصر والارتقاء بمستوى الجامعات في التصنيفات الدولية.
المقترح يتضمن 4 برامج رئيسية
المقترح يتضمن 4 برامج رئيسية بنظام الساعات المعتمدة لمجالات العلوم المختلفة تقدمها الجامعات، تطبق كمرحلة أولى تجريبية في الجامعات الأهلية مع توحيد لوائحها الدراسية على مستوى الجامعات لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وتتنوع بين برنامج للعلوم الطبية لتأهيل الطلاب للقبول بقطاع كليات «الطب البشري والأسنان والصيدلة والطب البيطري والعلاج الطبيعي»وبرنامج العلوم الهندسية والتكنولوجية المؤهل نحو قطاع «كليات الهندسة والتكنولوجيا والحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي وغيرها»بجانب برنامج العلوم الأساسية.
وضع المقترح طرقا لعمليات تقييم الطلاب في البرامج التأسيسية، من خلال تنظيم امتحانات إلكترونية موحدة ومركزية لطلاب كل برنامج تحت إشراف المجلس الأعلى للجامعات لتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين الطلاب لاستكمال الدراسة بعد اجتياز البرنامج التأسيسي المؤهل للكليات، وأنه في حالة عدم استيفاء المعايير التي تؤهله للالتحاق بإحدى كليات القطاع بالجامعات الأهلية والرسوب فى تلك البرامج، يحق له الالتحاق بالكلية التي تم ترشيحه لها بواسطة مكتب التنسيق من قبل ولا تعتبر السنة الدراسية التي تغيب فيها عام رسوب ويعتبر غيابا بعذر.
تشريع قانوني للتطبيق
قال مصدر مسئول بالمجلس الأعلى للجامعات، في تصريحات خاصة لـ«كشكول»، إنه لن يتم إقرار المقترح وتطبيقة إلا بعد وجود تشريع قانوني، مشيرا إلى أن المقترح سيطبق فى الجامعات الأهلية وللطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة وما يعادلها ويحق للطالب الحصول علي سنة تمهيدية والنجاح واجتيازها وفقًا النسب التي يتم تحديدها وستكون بمثابة درجة تؤهله للالتحاق والدراسة.
«كشكول»، استعرض آراء عدد من الأكاديميين حول فكرة المقترح والجدوى من تطبيقه..
يرى الدكتور وائل كامل، عضو هيئة التدريس، بجامعة حلوان، أن فكرة تطبيق سنة تأهيلية لدخول الجامعات لو كان الهدف منها التحرر من مكتب التنسيق فهي فكرة غير سليمة، فالمتبع في جامعات الدول المتقدمة هو وجود اختبار قبول خاص بكل كلية له معايير واضحة ومعلنة ونظم قياس بشفافية، وهناك مدارس ومعاهد تؤهل لتلك الاختبارات، وهي مستقله عن الجامعة، مشيرا إلى أن الطالب يتقدم لتلك الاختبارات ومن ينجح يتم قبوله وهناك بعض الجامعات تشترط مراعاة حد أدني لمجموع الثانوية العامة أو مجموع المواد المرتبطة بالكلية الراغب في التقدم لها، وهناك نظم قبول تعتمد اعتماد كلي على اجتياز اختبار القبول فقط دون النظر لمحموع الثانوية العامة، ومن يرسب في اختبارات القبول له فرص أخرى بعد أن يكون قد استعد بما فيه الكفاية لاجتياز تلك الاختبارات.
وأشار كامل، إلى وجود فجوة بمناهج الثانوية العامة قد تؤثر على العلاقة بين ارتباط المجموع فيها وبين التخصص المراد الالتحاق به، قائلا: «لو هناك نية للتحول لهذا النظام فلابد من إعادة النظر في مناهج الثانوية العامة وما قبلها لأن مؤهلات خريج الثانوية العامة لا تنحصر فيما تلقاه من تعليم بالمرحلة الثانوية فقط ولكن هي عملية تراكمية، لافتا إلى التخوفات من تدخل الأهواء والوساطات في اختبارات القبول لو حدث تحول لهذا النظام، خصوصا في التعليم الخاص».
واقترح عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، وجود حوار واسع لوضع نظم قبول واختبارات تخصصية تضاهي نظيرها بالدول المتقدمة ووضع نظام شفاف محمي من التدخلات البشرية والأهواء مع معايير واضحة لتلك الاختبارات، والتوسع في إنشاء مدارس ومعاهد تقوم بإعداد الطلاب لتلك الاختبارات.
إلغاء التنسيق
اعتبر الدكتور محمد كامل، عضو هيئة التدريس، بجامعة جنوب الوادي، أن فكرة التطبيق الخاصة بالسنة التأهيلية في الجامعات، فكرة جيدة، لكن لا بد أن تسبقها إجراءات أولها إلغاء التنسيق تماما لأن المحدد هو مدي إلمام الطالب بعلوم التخصص الذي يلحتق به، بالإضافة إلى إلغاء نظام الثانوية العامة واستبداله بالمدارس الفنية بحيث تكون هناك اختيارية للمواد التي يختارها الطالب للتأهل لكلية معينة، فعلى سبيل المثال مجموعة كليات الطب البشري والبيطري والأسنان والعلوم تكون هناك مواد بيولوجي تخص علم الحيوان وكليات مثل الزراعة والعلوم نبات مقررات مؤهلة مثل علم النبات والفلاحة والأراضي وهكذا.
وأكد كامل، أن هذا التطبيق يعمل على خلق فرص للطلاب الغير قادرين على الاستمرار في التعليم أن يكتفي ويكون فني ومن يكمل يكون أمامه فرصة اختيار للكلية التي يرغبها ويتقدم للكلية دون تنسيق في سنة مؤهلة في مواد لتحديد مستواه وقدراته التي على أساسها يتم قبوله بشروط الكلية في الجامعة التى يرغب بالدراسة فيه، مقترحا استحداث معهد للتوجيه العلمي في كل جامعة يكون هو المنوط بتدريس الطالب السنة التى تؤهله للكلية المناسبة لقدراته وإلغاء السنوات التمهيدية في النظام القائم والطالب الذي يرغب بالاكتفاء بالسنة التأهيلية يحصل على دبلوم فوق متوسط، وهو ما يضمن أن يكون مؤهلا للعمل طبق إمكانياته دبلوم فني ودبلوم فوق المتوسط فني أيضا ومن يكمل في الجامعة مما لا شك فيه سيكون نابغة في تخصصه.