الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
جامعات

المعهد القومي للبحوث الفلكية ينظم احتفالية تعامد الشمس على معبد هيبس بمدينة الخارجة

كشكول

قال الدكتور جاد محمد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن براعة المصريين القدماء في علوم الفلك لتتجلى لنا يومًا بعد يوم لتؤكد لنا أن الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة علمية من المقام الرفيع، فلم يكتف المصري القديم برؤية الشمس والكواكب وغيرها بل قام بحساب شروقها وغروبها وعرف مداراتها ووضع التقاويم اعتمادًا عليها، وسواءً كانت هذه الإنجازات في العلوم الفلكية لغرض ديني أو لغرض دنيوي فلقد أثبت المصري القديم براعته فلكيًا ومهندسًا.

وأضاف رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية،أن المصريين القدماء قاموا بتقسيم اليوم إلى أجزاء (ساعات) واستخدموا أشكالًا مختلفة من الأدوات الفلكية مثل المزولة الشمسية والساعة المائية وقاموا بتقسيم السنة إلى فصول واعتمدوا ظهور نجم الشعرى اليمانية بداية للتقويم، وعرفوا الإتجاهات الأصلية ووجهوا إليها الأهرامات واحتفلوا بمناسباتهم بتوجيه معابدهم إلى اتجاهات محددة لتدخلها أشعة الشمس في وقت محدد من العام.

وأوضح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية،أن العديد من المعابد تشهد صورا لتعامد الشمس عليها في تواريخ محددة تتكرر سنويًا شاهدة على ما وصل إليه المصري القديم من اتقان لعلوم الفلك والهندسة، وأشهر مثال على ذلك معبد رمسيس الثاني بمدينة أبو سمبل حيث قاموا ببنائه لتدخله أشعة الشمس من خلال ممر محسوب طوله واتجاهه وارتفاع مدخله بدقة متناهية حيث تدخله الشمس في يومين من العام في 21 فبراير و21 أكتوبر عندما تكون الزاوية الأفقية للشمس 102 درجة من اتجاه الشمال وهذين اليومين تغيرا إلى 22 فبراير و22 أكتوبر بعد نقل المعبد بأيدي المصريين وبالتعاون مع منظمة اليونسكو في عام 1968م، وأيضا معبد هيبس المسمى بالإسم القديم لواحة الخارجة، وتم تصوير أغلب المعبودات المصرية في العصور القديمة والحديثة على جدران قدس الأقداس به، والذي تتعامد عليه الشمس يومي 7 أبريل و6 سبتمبر من كل عام، حيث تصل أشعة الشمس إلى قدس الأقداس عندما تكون الزاوية الأفقية للشمس 83 درجة من اتجاه الشمال.

نشر الوعي العلمي الصحيح من مهام المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية

وأشار رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية،إلى أن من بين المهام الذي يتبناها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية هى نشر الوعي العلمي الصحيح بين أطياف المجتمع المصري، وتعريفا بإنجازات المصريين القدماء وإظهار قدراتهم الفلكية والهندسية بالاحتفال سنويًا بظاهرة التعامد على المعابد المصرية المختلفة ولتغيير مفهوم الجمهور العام من مجرد المشاهدة إلى الفهم العلمي للظاهرة وحساب أوقاتها بالبرامج الفلكية ورصدها بالأجهزة الفلكية الحديثة واجراء محاكاة لها باستخدام الوسائل التعليمية. 

وأوضح القاضي، أن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية يتمنى للحضور أمسية فلكية شيقة وأن تكون هذه الفعالية ضمن فعاليات مستقبلية تساهم في تنشيط السياحة في منطقة الوادي الجديد.

وسيتم تنظيم احتفالية يوم الاثنين الموافق 5 سبتمبر 2022 لتغطية هذا الحدث ورصده وتعريف الجمهور به حيث تبدا الاحتفالية بأمسية فلكية بمقر المركز الإقليمي للمعهد بالوادي الجديد، بمدينه الخارجة، يعقبها تدريب الجمهور على رصد السماء باستخدامات التلسكوبات الفلكية التي يوفرها المعهد، وذلك برعاية كريمة من اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، وبحضور الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد، والدكتور عبدالعزيز طنطاوي رئيس جامعة الوادي الجديد، والدكتور مجدي عطية مدير المركز الإقليمي بالوادي الجديد، ومنطقة آثار الوادي الجديد، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.

وتبدأ أعمال رصد الظاهرة بمعبد هيبس صباح الثلاثاء 6 سبتمبر 2022 بعد شروق الشمس وحتى الساعة السادسة والنصف صباحا، وتحت إشراف المنطقة الأثرية بالوادي الجديد.