الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

عاجل.. بعد وفاة بسملة.. خبير يكشف البدائل التربوية للعقاب البدني

كشكول

أوضح الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس بكلية الدراسات العليا جامعة القاهرة، البدائل التربوية للعقاب البدني، بعد واقعة وفاة الطالبة بسملة.


وأشار إلى أن  المعلم بدافع من حرصه المزعوم على مصلحة الطالبة ضربها على رأسها بعصاة خشبية مما أدى بعد ذلك إلى وفاتها بسبب النزيف، وهو في ذلك قد تغاضى أو ربما لا يعرف الأساليب التربوية الصحيحة للتعامل مع التلاميذ والتي ليس من بينها إطلاقا العقاب البدني، أو ربما يعرفها ودرسها حيث إنه لابد وأن يكون تربويا وفقا للقواعد الجديدة التي تتبعها وزارة التربية والتعليم لانتقاء المعلمين الجدد ولكنه متأثر بثقافته العتيقة التي ترى أن الضرب هو الوسيلة التربوية الأهم لأننا وببساطة تربينا على الضرب كوسيلة تربوية في مدارسنا.

وأكد في تصريحات خاصة لكشكول، أن  الدعوة إلى التخلي عن الضرب في المدارس بدعة لا تتفق والمنطق السليم من وجهة نظره، وربما أيضا أن هذا المعلم يعلم البدائل التربوية ولا يرى أن الضرب وسيلة تربوية ذات نفع للطالب ولكنه لا يجد امامه ما يعينه من أدوات تربوية يمكنه استخدامها لمساعدة التلميذ على تحقيق تقدم فقد تكون الكثافة في الفصول عالية بحيث لا يمكنه القيام بخطط فردية لمواجهة الضعف في التحصيل التي تعاني منه الطالبة ولا يجد موارد في المدرسة متاحة لعمل وسائل تعليمية مبسطة تساعد الطالبة على تخطي الصعوبة التي تواجهها ولا يجد أيضا الوقت الكافي لتحقيق ذلك نظرا للعجز في أعداد المعلمين وانشغالهم طوال الوقت بأعمال تفيد أو لا تفيد العملية التعليمية.

واستطرد أن هذا ليس دفاعا عن المعلم بل هو مسؤول مسؤولية كاملة عن جريمته تلك هو ومدير المدرسة الذي سمح له بحمل العصاة داخل المدرسة واستخدامها في عقاب الطلاب، ولكنه استقصاء للأسباب لوضع أيدي المسؤولين على تلك الأسباب بحثا لها عن علاج مناسب ولذلك لابد من مراعاة ما يلي:
• لابد من تدريب المعلمين على البدائل التربوية للعقاب البدني كالتجاهل والحرمان من بعض الميزات وتعزيز السلوك الحسن ودمج الطلاب في الأنشطة وتكليفهم بمهام فردية وجماعية والنمذجة والإقصاء  والبرمجة والإيحاء  والتوجيه الإيجابي وضبط المثير والتشجيع والثناء على السلوك الجيد  وإشباع حاجات التلميذ البدنية والنفسية والاجتماعية وغيرها.
• العمل على سد العجز في أعداد المعلمين وبصفة خاصة في المراحل الأولى من التعليم بصورة عاجلة.
• قيام كل من الأخصائي النفسي والاجتماعي بدورهما في مساعدة المعلم على اكتشاف حالات التأخر الدراسي وصعوبات التعلم ووضع الخطط لعلاجها وفقا للقواعد العلمية الصحيحة وبمساعدة الأسرة في هذا الجانب حيث إن هذا الأمر قد يستدعي الطلب من ولى  الأمر بإحضار بعض الوسائل والأدوات المساعدة والتي لن يتحملها المعلم ولا المدرسة بالطبع.
• تدريب المعلمين على اكتشاف وتشخيص حالات التأخر الدراسي وصعوبات التعلم والتعامل معها داخل الفصول.
• تدريب المعلمين على تقديم تعليم متمايز يراعي الفروق الفردية بين الطلاب وتنويع طرق العرض واستخدام أكثر من طريقة في التدريس.
• نظرا لضيق الوقت في الحصص لا يمكن للمعلم متابعة كل هذه الأمور منفردا لذا لابد من تحديد مهما محددة لأولياء الأمور للقيام بها في المنزل لمساعدة الطفل الذي يعاني من مشكلات تحصيلية على التعافي من هذه المشكلات.
• التشديد على عدم استخدام العقاب البدني مطلقا داخل المدارس ومتابعة هذا الأمر بدقة، وإلى جانب ذلك لابد من وجود دفتر خاص بكل معلم يدون به المشكلات التي قابلها المعلم في الفصل والأساليب التي استخدمها لمواجهتها وتشمل هذه المشكلات بدورها المشكلات المرتبطة بضعف التحصيل الدراسي والمشكلات السلوكية الأخرى.
• لابد للمعلم أن يدرك خطورة استخدامه للعقاب البدني والتي تؤدي إلى الكراهية من التلميذ للمعلم ولعملية التعلم ذاتها بالإضافة إلى فقدان قدرة التلميذ على تعلم المهارات الوجدانية والاجتماعية والحياتية السليمة فينخفض تقديره لذاته وتقل كفاءته إلى أقصى حد ويتعلم الخوف وحرمان الطفل من الأمان النفسي والجسدي  وقتل  الإبداع لديه ويعتبر الضرب نمذجة للعنف حيث يتبناه الطفل كأسلوب لمعالجة مشكلاته في المستقبل وتمتد آثاره النفسية على الطالب بحيث يصبح انطوائيا وخجولا وانهزاميا وضعيفا وغير قادر على المواجهة بالإضافة إلى العناد والقسوة. 
• لابد للمعلم أيضا أن يدرك أن الطريقة التي تصلح مع تلميذ معين ربما لا تصلح مع غيره فعليه أن يبحث بعمق عن الدوافع الخفية للسلوك ويعمل على حلها بما يتفق مع شخصية وظروف التلميذ وليس بما تعود على استخدامه من حلول.