"خبير"عن مقترح عودة التكليف لطلاب كليات التربية: يؤثر على كفاءة الخريج سلبًا
أوضح الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي بكلية الدراسات العليا جامعة القاهرة، في تعليقه على مقترح تدريس المواد النظرية بكليات التربية في 3 سنوات وتكليفهم في السنة الرابعة بالمدارس لسد عجز المعلمين، مشيرا إلى أن إعداد المعلم الجيد يتطلب قدرا من المعارف النظرية المتعلقة بالتخصص الذي يقوم بتدريسه للطلاب بالإضافة إلى دراسة العلوم التربوية وما تتضمنه من دراسة سيكولوجية الطلاب والعوامل المؤثرة في بناء الشخصية وبعض الاضطرابات النفسية وكيفية مواجهتها وكيفية بناء المناهج وطرق التدريس الحديثة والمبتكرة بالإضافة إلى تكنولوجيا التعليم وكيفية الإستفادة منها في المدرسة.
وأضاف الدكتور عاصم حجازي في تصريحات خاصة لكشكول، أنه إعداد المعلم يتطلب أيضا إلمامه بقدر مناسب من الثقافة العامة وتدريبه عمليا على مدار عامين تحت إشراف معلمين ذوي خبرة في المدارس، والرغبة في تقليص مدة الدراسة في كليات التربية لثلاث سنوات تؤثر بشكل سلبي على كفاءة إعداد المعلم وتنتقص من قدراته وتنطوي على الكثير من الجوانب السلبية والتي منها الآتي:
سلبيات مقترح الاستعانة بطلاب كليات التربية لسد عجز المعلمين
_ فصل التدريب عن التعليم فلا يشعر الطالب بمتعة التعلم ولا يجد لما يتعلمه صدى أو هدف حيث إن تدريب طلاب كليات التربية داخل المدارس يكون في يوم واحد في الأسبوع وبقية أيام الأسبوع يحصل الطالب على المعلومات المتعلقة بالإعداد التربوي التي سبقت الإشارة إليها فيطبق ما تعلمه ويستشير أساتذته وتكون المعلومات حاضرة في ذهنه وذات معنى وفائدة عملية حقيقية.
_ الاعتماد على طلاب كلية التربية لسد العجز في أعداد المعلمين أمر غير مقبول وذلك لأنهم لا زالوا في مرحلة الإعداد والتدريب ولا يجوز أن يتحملوا مسؤولية قيادة فصل دراسي بشكل منفرد
_ دخول الطالب للفصل الدراسي منفردا لا يعد تدريبا حيث إن التدريب يتم حاليا من خلال ملاحظة الطالب للمعلم في الفصل أثناء الشرح وأثناء تعامله مع المواقف المختلفة ثم القيام بالشرح تحت إشراف وتوجيه المعلم ولابد أن يسير التدريب وفق هذا السيناريو حتى يكتسب الطالب مهارة التدريس ولا يمكن أن يعهد إلى الطالب بدخول الفصل منفردا إلا بعد إتمام هذا التدريب وتقييم الطالب من المشرف الداخلي والخارجي وحصوله على الشهادة التي تؤهله لذلك.
_ ليس لهذه الرغبة ما يبررها فلدينا أعداد كبيرة جدا من خريجي كليات التربية في كافة التخصصات فالأولى تعيينهم في وظائف المعلمين فقد حصلوا على المعارف والتدريبات اللازمة التي تؤهلهم لذلك
_ التطوير الحقيقي لابد وأن يبنى على خبرات حقيقية وكفاءة فعلية وبالتالي فإن الاستعانة بمتدربين تنقصهم الخبرة والكفاءة في هذه المرحلة المهمة من مراحل تطور التعليم المصري يؤدي إلى تدهورها والعودة إلى نقطة الصفر مرة أخرى..
التعلم المستمر
_ سوف يؤثر هذا تأثيرا سلبيا على القدر الذي يحصله الطالب من المعلومات والمعارف المتصلة بجوانب إعداده التي سبق ذكرها حيث ينتقص منها بشكل كبير
_ سوف يقضي تماما على مفهوم التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة والتنمية المهنية حيث سيسهم في فصل التعليم نهائيا عن الممارسة العملية بخلاف ما يحدث الآن من الدمج بينهما وتكوين ثقافة التعلم المستمر لدى الطلاب