نص كلمة «مجاهد» بفعاليات المعرض الدولي الاول للصناعة المصرية
قال الدكتور محمد مجاهد نائب وزير التربيةوالتعليم للتعليم الفني، في كلمته بفعاليات الملتقى والمعرض الدولى الاول للصناعة المصرية الذى نظمه اتحاد الصناعات المصرية (29-31 أكتوبر 2022) بمناسبة العيد المئوى الاول لإنشاء الاتحاد، أن تطوير التعليم الفنى بدأ متذ 2012-2014، حين طلبت الحكومة المصرية من البنك الدولى ان يقوم بتقييم مدى جودة التعليم الفنى فى مصر، وذلك حسب نفس منهجية التقييم التى يتبعها البنك فى كافة دول العالم.
وأضاف نائب الوزير أن نتيجة التقييم أوضحت ان التعليم الفنى المصرى - فى ذلك الوقت - يعانى من عدد من أوجه القصور مثل: عدد كبير من الخريجين بجودة منخفضة، صعوبة فى انتقال الخريجين إلى سوق العمل، صعوبة فى حوكمة وتمويل منظومة التعليم الفنى وتعدد الشركاء لدرجة التشرذم، عدم وجود مسار واضح لخريجى التعليم الفنى لاستكمال دراستهم الجامعية، الصورة الذهنية السلبية للتعليم الفنى لدى أولياء الامور حيث يعتبرونه الاختيار رقم (2) الذى يلى التعليم العام.
وتابع نائب الوزير، أن تقرير البنك الدولى أكد بأن حالة التعليم الفنى المصرى فى ذلك الوقت تعد "ناشئة – Emerging" وتستحق تقييما حوالى 45 %، وبالطبع فإن التعليم الفنى بهذه الحالة لايعد داعما للنشاط الاقتصادى أو عاملا مساعدا على احداث التنمية الاقتصادية المأمولة.
ونوه إلى أن الدستور المصرى الصادر عام 2014 كان موفقا في تخصيص مادة مستقلة تلزم الحكومة بالاهتمام بالتعليم الفني حيث نصت المادة (20) على أن "تلتزم الدولة بتشجيع التعليم الفنى والتقنى والتدريب المهنى وتطويره، والتوسع فى أنواعه كافة وفقًا لمعايير الجودة العالمية، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل"، وقد بدأ الحكومات المتعاقبة بالاهتمام بالتعليم الفنى، إلى أن تمكنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى فى منتصف عام 2018 من وضع استراتيجية وخطة قومية لتطوير التعليم الفنى وبدأت فى تطبيقها، والتى ارتكزت على المحاور الخمسة التالية:
- المحور الأول: تحسين جودة التعليم الفني
المحور الثاني: تحويل المناهج الدراسية إلى مناهج قائمة على منهجية الجدارات (المهارات والمعارف والسلوكيات) ورقمنة المحتوى.
المحور الثالث: تحسين مهارات المعلمين من خلال التدريب والتأهيل.
المحور الرابع: مشاركة أصحاب الأعمال في تطوير التعليم الفني.
المحور الخامس: تحسين الصورة الذهنية النمطية عن التعليم الفني.
وأشار إلى أن الوزارة تمكنت من تحقيق الإنجازات التالية:
- تطوير 90 منهج دراسى قائم حسب منهجية الجدارات من اجمالى 125 منهج ومراجعتها من قبل ممثلى سوق العمل، وكذلك استحداث 30 منهج جديد استجابة لاحتياجات سوق العمل الناتجة عن التطورات التكنولوجية المتسارعة، وقد بلغ اجمالى عدد المدارس الفنية التى تطبق بها البرامج المطورة حوالى 900 مدرسة من اجمالى 1300 مدرسة فى العام الدراسي الحالى، ونخطط للانتهاء من تطوير جميع المناهج وتدريب جميع المعلمين وتطبيقها فى جميع المدارس بحلول أكتوبر 2024.
وقد استحدثت إدارة مركزية جديدة فى الهيكل التنظيمى الجديد للوزارة تختص بشئوون تدريب معلمى التعليم الفنى.
- المشاركة بين الوزارة والشركات الكبري من القطاع الخاص فى إنشاء نمط جديد من مدارس التعليم الفنى اسميناها "مدارس التكنولوجيا التطبيقية: وقد بدأنا فى عام 2018 بثلاث مدارس فقط ووصلنا الان الى 42 مدرسة، وقد تم فى يونيو الماضى تخرج طلاب من عشرة من هذه المدارس ومعظمهم حصل على عمل لائق فور التخرج، ونعمل الان على تكثيف الشراكة مع القطاع الخاص لتحويل عدد أكبر من المدارس إلى هذا النمط الجديد الذى يركز على الجودة وعلى تلبية احتياجات سوق العمل.
- إنشاء هيئة مستقلة جديدة لضمان الجودة والاعتماد في التعليم التقني والفني والتدريب المهني (اتقان) حيث صدق الرئيس على قانونها منذ أسبوعين.
- تطوير نظام حوكمة التعليم والتدريب المزدوج مما أدى إلى ازدياد عدد الطلاب الملتحقين به من 42 ألف طالب في عام2017 الى 56 الف طالب هذا العام
- إستحداث مفهوم قطاعي جديد يناسب احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة ويتمثل فى انشاء عدد من مراكز التميز القطاعية التي تعد كمنارات في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية وقد بدأنا بالفعل تطبيق هذا المفهوم في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة وكذا في قطاعي الصناعات الهندسية والسيارات، ومن المقرر أن يصل عدد هذه المراكز إلى أكثر من 25 مركز بحلول عام 2030، وذلك بتمويل من الحكومة الالمانية وبنك التعمير الالمانى.
- العمل مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية وبعض شركاء التنمية على تشجيع المستثمرين للمساهمة فى انشاء " مجالس المهارات القطاعية" والتى سيكون لها دور ريادى فى معاونة مقدمى خدمة التعليم الفنى على التعرف على الجدارات المطلوبة كما سيكون لها دور رائد فى التأكد من جودة برامج التعليم الفنى اعتمادها من هيئة " اتقان".
ومن الجدير بالذكر أن عدد طلاب التعليم الفنى فى وزارة التربية والتعليم قد وصل حاليا إلى حوالى 2.2 مليون طالب: 50 % منهم فى التعليم الصناعى والباقى موزعون على التعليم التجارى والتعلم الزراعي والتعليم الفندقى والسياحى، ولاشك أن الانجازات عاليه وما سيتلوها فى السنوات القادمة سيعمق دور ممثلى سوق العمل بالتعليم الفنى من حيث المشاركة والرقابة على ضمان الجودة والمشاركة فى تقييم الخريجين للتأكد من مدى اتقانهم للمهارات والسلوكيات بالاضافة الى المعارف اللازمة للمنافسة فى سوق العمل، مما سيؤدى فى النهاية الى دعم الانشطة الصناعية.
وقد تمكننا من التنسيق بين شركاء التنمية الرئيسيين (الحكومة الالمانية والمعونة الامريكية والاتحاد الاوروبى) الذين كثفوا دعمهم للتعليم الفنى عندما تيقتوا من وجود رؤية واضحة للتطوير لدى الوزارة واستراتيجية بجري تنفيذها بالفعل، وبالتالى فهناك دعم لهيئة "اتقان" من كل الشركاء ودعم مماثل لمدارس التكنولوجيا التطبيقية ومراكز التميز.
ولاشك أن ريادة الأعمال والابتكارتعد أحد أهم الجدارات العامة التى يجب أن يتقنها خريجى التعليم الفنى، ويمثل هذا الامر عاملا أساسيا ومشتركا فى كل عمليات تطوير التعليم الفنى فى دول العالم الاخرى، وقد نبنى الإتحاد الأوربى منذ 2006 ثمان جدارات اساسية للتعليم، كان من بينها جدارة "المبادرة وريادة الأعمال"، وقد انتهجنا فى مصر اسلوبا مماثلا بتحديد عدد 14 جدارة عامة يجب أن يتقنها الخريج وهى: التوافق مع معايير السلامة والصحة المهنية - الحفاظ على البيئة - التوافق مع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات -التقويم والتقييم الذاتى - الإبتكار وريادة الأعمال - التوافق مع معايير العمل الدولية - التوافق مع الأخلاقبات المهنية -التنمية المستدامة - تحديد وتحليل واقنراح حلول للمشكلات - العمل الجماعى وتكوين فرق عمل -الرياضيات والعلوم الطبيعية - المهارات اللغوية – التعاون -ضبط وتوكيد انظمة الجودة.
وتعد جدارة "ريادة الأعمال" من أهم الجدارات العامة التى تم اختيارها على المستويين القومى والعالمى كأحد أهم جدارات التعليم والتعلم فى القرن الحادى والعشرين. وقد كللت جهود الوزارة وشركاء التنمية بدمج مقررى "ريادة الأعمال والابتكار والتوجيه والإرشاد المهنى" ضمن الخطط الدراسية للبرامج المطورة المبنية على أساس منهجية الجدارات والتى بدأ تطبيقها منذ عام 2019 وسننتهى من تطبيقها فى جميع المدارس فى عام 2024.
وتشتمل الجدارات الخاصه بمقرر "الابتكار وريادة الاعمال" على: اكتساب المهارات الريادية الشخصية - اكتشاف الفرص الريادية وتقييم الافكار - اساسيات التخطيط والادارة للمشاريع الريادية - اداره فرق العمل - اساسيات التخطيط المالي والاقتصادي للمشاريع الريادية، ومن الجدير بالذكر ان اكتساب الطلاب للجدارات يتم من خلال المشاركة والتعلم من خلال التطبيقات والانشطة والتعلم بالممارسة من خلال اختيار احد افكار المشاريع الريادية وتطبيق جميع الجدارات عليها من خلال مشروع تخرج.
ولاشك أن خريج التعليم الفنى المسلح بجدارات الابتكار وريادة الاعمال سيكون قادرا على بدء مشروعه الخاص اذا ما توفر له التمويل المناسب، مما سيساعد على انتشار المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر مما سيعمل على دعم الاقتصاد المصرى بصفة عامة.
ومن منصة هذا الملتقى، أدعو كافة رجال الصناعة إلى تكثيف تعاونهم وشراكتهم مع وزارة التربية والتعليم من أجل الاستثمار فى رأس المال البشرى الذى يتمثل فى طلاب التعليم الفنى، كما أدعوهم أيضا إلى الاستفادة من قدراتهم فى مجال الابتكار وريادة الاعمال.