حسام المندوه في حوار لـ كشكول: «التحسين» بالثانوية العامة غير دستوري.. والخروج عن مشروع تطوير التعليم «مصيبة»
التطوير لن يظهر آثره سريعا لأنه عملية تراكمية
سناتر الدروس الخصوصية آفة
المناهج الجديدة تحتاج معلم كفء
التابلت منظومة تعليمية ولا يمكن اقتصارها كبديل للكتاب
نريد عودة المعلم الشاطر للمدرسة في شكل مجموعة تقوية
الدكتور حسام المندوه عضو لجنة التعليم والبحث العلمي، أكد أن مشروع التحسين بالثانوية العامة غير دستوري ويضيع مبدأ تكافؤ الفرص الذي ينص عليه القانون، مشيرًا إلى أن مقترح تقنين الدروس الخصوصية تم بتره، لأنها آفة التعليم المصري ولا يجب أن تكون موجودة من الأساس.
وطرح عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، مقترح للقضاء على مصطلح كليات القمة، وعودة حضور طلاب الثانوية العامة للمدارس بنسبة 100%.
جاء ذلك خلال حواره مع كشكول، وإلى النص:
خلال تولي الدكتور طارق شوقي حقيبة التربية والتعليم كنت ترى أن رؤيته للتطوير جيدة ولكن التطبيق لا يسير بكفاءة، فهل تغير الوضع مع الدكتور رضا حجازي؟
رؤية الدكتور طارق شوقي، كانت مشروع الدولة المصرية لتطوير التعليم، الذي أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر السادس للشباب سنة 2018.
ونوجه الشكر للدكتور طارق شوقي لأنه يستحق وخاصة أنه عرض استراتيجية تطوير التعليم، وبدأ تنفيذها بشكل منهجي، ولكن آليات التطوير لم تكن متاحة، مثل البنية التحتية الإلكترونية وتطوير نظام التقييم بالثانوية العامة، إلى جانب تدريب المعلمين.
أما الدكتور رضا حجازي فهو الشخص المناسب في الفترة الحالية لإنه شارك دكتور طارق شوقي في هذه الأفكار الخاصة بتطوير التعليم، إلى جانب أنه مُعلم يعلم احتياجات المدرسين والمدارس والمناهج، وأرى أن الدكتور رضا حجازي جاء لإيجاد آلية لتطويع هذه الأفكار حتى نمكن من تطبيقها داخل المدرسة.
الحديث عن الخروج عن مشروع تطوير التعليم "مصيبة"
-هل بعد حذف أجزاء من المناهج الجديدة ابتعدنا عن مشروع تطوير التعليم؟
لم نخرج عن مشروع التطوير، لأنه رؤية دولة، وستكون مصيبة إذا حدث ذلك لأن التطوير فكر دولة وليس وزير لأننا لو اتبعنا سياسة الوزراء في التعليم فلن نكمل خطوة واحدة للأمام.
-متى يلمس الطلاب وأولياء أمورهم جدوى التطوير بالتعليم؟
من مشكلات التعليم، أن التطوير لن يظهر آثره سريعا، لأنه عملية تراكمية، وخاصة أن التعليم هو أصعب شيء لأنه عملية صناعة للبشر، وتحتاج فترة زمنية يتم التركيز فيها على المهارات المطلوبة لسوق العمل وبناء الشخصية، فمثلا عندما اردنا تطوير مناهج رابعة وخامسة ابتدائي تم تطويره بشكل جاد وجيد جدا، والدليل على ذلك أن الطلاب أصبح أسلوب تفكيرهم غير نمطي في استنباط المعلومة، واستخراج أفكار.
مناهج نظام التعليم الجديد
-البعض يشتكى من عدم تفاعل المعلمين مع المناهج الجديدة؟
المناهج الجديدة تحتاج لمعلم كفء لذلك لابد من تكثيف التدريبات وتأهيل المعلمين مهنيًا ليكونوا مؤهلين لتدريس مناهج نظام التعليم الجديد.
-ماذا عن شكوى أولياء الأمور من عدم ملائمة مناهج الصفين الرابع والخامس الابتدائي للفترة الزمنية للدراسة؟
دور ولي أمر مكمل للمدرسة والمناهج، ولكن لابد من معرفة كل عنصر دوره، فالمنهج سهل أو صعب ليس مهمة ولي الأمر لأنه غير متخصص، ولا يصح أن يقيس المنهج على قدراته، فالأطفال مثلا يتعاملوا مع الهواتف الذكية أكثر مهارة من أبآئهم، لذلك فالتطبيق في السنوات الأولى صعب ومع الوقت ستكون الأمور أكثر سهولة.
والدكتور رضا حجازي وجه بمراجعة المناهج وحذف بعض الأجزاء منها لتلائم العام الدراسي.
تدخل أولياء الأمور في العملية التعليمية
هل تدخل أولياء الأمور في المنظومة التعليمية أفاد الطلاب؟
لا.. لأنهم يتدخلوا في أمور ليست تخصصهم، ودورهم هو متابعة أبنائهم، واذا لاحظوا ضعف أو قصور يتواصلوا مع المعلم أو مدير المدرسة أو الإداراة، يوجد جروبات للأمهات على الواتس أب دائما ما يتابعوا كل شيء ويروجوا الشائعات لذلك فلابد أن يعوا دورهم..
-يطالب البعض بجعل المقرر منتهي بامتحان، وخاصة بعد قرار "التعليم" بعقد 3 اختبارات في الفصل الدراسي الواحد.. فما تعليقك؟
هذا الأمر مطبق في بعض الدول الأجنبية يتم تسميته امتحان ربع سنوي، ولكن ذلك يتنافي مع أن التعليم تراكمي، والهدف ليس الامتحان بل التعلم.
وأعذر أولياء الأمور والطلاب في ذلك المطلب لأن دخول الجامعة يكون بناءًا على امتحان الثانوية العامة، والمجموع الذي يحصل عليه الطالب، لذلك أقترح ألا يعتمد القبول بالجامعات على درجات امتحان واحد، فيمكن ترجمة الأنشطة لدرجات والسلوك كذلك ودرجات على الحضور، والمشاركة المجتمعية أو حضور مؤتمرات يتم ترجمة ذلك لدرجات، بالإضافة إلى درجات الامتحان.
وأدعو وزير التربية والتعليم للتنسيق مع وزارة التعليم العالي لدراسة ذلك المقترح مع وضع ضوابط لتحجيم تدخل العنصر البشري.
نظام التحسين بالثانوية العامة
-بمناسبة الحديث عن تنسيق الجامعات والثانوية العامة، فما مصير نظام التحسين بالثانوية العامة؟
نظام التحسين بالثانوية العامة في ظاهره الرحمة، ولكنه غير دستوري لأنه سيكون بمقابل مادي وهذا يخالف مبدأ تكافؤ الفرص.
-أعلنت وزارة التربية والتعليم عن عودة الأسئلة المقالية بامتحانات الثانوية العامة بنسبة 15% فهل هي كافية؟
أسئلة الاختيار من متعدد تعني قدرة الطالب على التعرف على الإجابة الصحيحة، أما السؤال المقالي فدور الطالب أن ينتج إجابة، وهذا يكشف مهارات وجوانب فكرية للطالب ولكن عيبها أن تصحيح سيدخل العنصر البشري، لذلك طرح الدكتور رضا حجازي، أن يتم تصحيح الأسئلة المقالية بمعايير واضحة ومحددة.
حضور طلاب الثانوية العامة للمدارس
كيف يتم إعداد الطلاب لامتحانات الثانوية العامة وخاصة بعد تكرار الشكاوي من عدم كفاءة المعلمين في التعامل مع نظام التقييم الجديد؟
يتم عمل ذلك بالاعتماد على عدة نقاط منها:
*إشراك مستشاري المواد في وضع الامتحانات
*سد عجز المعلمين والرئيس عبدالفتاح السيسي يعمل على ذلك بتعيين 30 ألف معلم أو أكثر سنويا لمدة 5 سنوات، أو من خلال التعاقد مع معلمين لديهم كفاءة حتى لو سيتم الاستعانة بمعلمين على المعاش، ويجب أن نسأل أنفسنا لماذا يذهب الطلاب إلى سناتر الدروس الخصوصية، ولنا تجربة في هذا الشأن، حيث أتاحنا للطلاب استمارة لكتابة أفضل المعلمين في المواد المختلفة، وتم التعاقد مع هؤلاء المعلمني وأصبحت نسبة الحضور بفصول الثانوية العامة 100%.
* تدريب المعلمون على التعامل مع أسئلة نظام التقييم الجديد
-هل نجحت منظومة التابلت في الثانوية العامة؟
التابلت منظومة تعليمية ولا يمكن اقتصار دوره على أنه بديل للكتاب المدرسي أو وسيلة للامتحانات الإلكترونية، ولكنه وسيلة للتفاعل بين المعلم والطالب، لأننا نقيس نجاح الحصة بنسبة تفاعل الطلاب مع المعلم، فمثلا أنا كمعلم معي تابلت مركزي أو سبورة والطلاب مسجلين فإذا طرحت معادلة على سبيل المثال وطلبت إجابة سيرسل الطلاب إجابتهم وسأعلم من لم يوفق في الإجابة للتعامل مع مشكلته.
الدروس الخصوصية
-طرح الدكتور رضا حجازي في بيانه أمام مجلس النواب مقترح تقنين سناتر الدروس الخصوصية فهل توافق على هذا المقترح؟
هذا المقترح بتر، رفضته لجنة التعليم في مجلس النواب، لأن سناتر الدروس الخصوصية آفة لا يجب أن تكون موجودة، ولكنها موجودة في الواقع، ويمكن التغلب عليها بمجموعات تقوية.
-هل يمكن قبول مقترح إسناد إدارة مجموعات التقوية لشركة خاصة؟
نريد المعلم الشاطر يعود للمدرسة في شكل مجموعة تقوية مع تقديره ماديًا ومعنويا، وذلك بإعطائه نسبتك في أسرع وقت، ولكن لدينا الحساب الموحد، يتم وضع عائد مجموعات التقوية فيه وبعد ذلك يتم توريدها للإدارة والمديرية وبعد ذلك يتم صرفها للمعلمين.
أرفض اقتراح إسناد مجموعات التقوية لشركة خاصة، بل إدارتها من الحساب الموحد ولكن مع سرعة في صرف نسبة كل معلم.
-اقترح وزير التربية والتعليم سد عجز المعلمين بعودة تكليف طلاب كليات التربية في السنة الرابعة.. فما تقييمك للمقترح؟
لا أرجح هذا المقترح، فكيف أسند لطالب التدريس لطلاب، إذا كان المعلم يحتاج إلى تدريب وتأهيل، فكيف أعتمد على معلم لم يكمل دراسته في إعطاء معلومة للطلاب، الحل هو التعاقد مع المعلمين.
عجز المعلمين
بمناسبة عجز المعلمين.. أعلنت الحكومة أن تعيين الـ30 ألف معلم سيكون مع بداية العام الدراسي ولم يحدث ذلك فما سبب البطء؟
نناشد الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الوطني العظيم في التعجيل بالإجراءات، وأعتقد أن الإعلان القادم سيراعي تلك الاعتبارات.
ولكن عندما رأينا نموذج الاختبارات التي تعقد للمتقدمين ستجد أنه شيء رائع ونموذجية وشيء محبطة أن عدد المقبولين يكشف عن عدم جاهزيتهم للتدريس، لذلك ناشدت جهاز التنظيم والإدارة بإرسال الجدارات والمهارات المطلوبة في سوق العمل للمعلمين لكليات التربية.
مشكلة الـ36 ألف معلم والـ120 ألف مدرس
-هل الـ36 ألف معلم الذين سبق وتعاقدت معهم "التعليم" والـ120 ألف سيتم الاستعانة بهم بالمسابقة الجديدة؟
تكلمنا عن مشكلتهم أكثر من مرة ولكنهم يجب أن يطوروا أنفسهم ويقدموا في المسابقات الجديدة، لأن المعلم المتميز سيخطفه التعليم الخاص، الذي يعاني من البحث عن معلم لديه مهارات تفيد الطلاب.
-شهدت بداية العام الدراسي عدة حوادث بسبب تهالك البنية التحتية لبعض المدارس فكيف يمكن علاج ذلك، وما دوركم في متابعة عدم تكرار تلك الحوادث؟
تم اتخاذ قرار بخضوع المدارس التي مر عليها 15 عاما للصيانة، ولكن يجب أن يتم أخذ الأمور بجدية بداية من مدير المدرسة حتى مدير المديرية، ولكن يتم تغيير مديري المدارس قبل بدء الدراسة بمدة قصيرة جدا، فالطبيعي أن مدير لن يستطيع التعرف على فريق العمل فكيف يحاسب على الصيانة.