الإيسيسكو تدعو إلى الاستفادة من التكنولوجيا في الكشف عن ذخائر الحضارات العريقة
دعا الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إلى العمل على تجديد المناهج التاريخية الحضارية في الجامعات بما يتناسب والتطور العلمي، وإيلاء مبادرات الشباب اهتماما خاصا، بما يمنحها الثقة في التعبير عن رؤى جيل المستقبل حيال حضاراته العريقة، والاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي في الكشف عن ذخائر تلك الحضارات وكنوزها المعرفية.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح النسخة السادسة من منتدى الحضارات العريقة، الذي تستضيفه بغداد، برعاية وزارة الخارجية العراقية، ويشارك فيه بالإضافة إلى العراق، مصر، واليونان، والصين، وإيران، وإيطاليا، وبيرو، وبوليفيا، وأرمينيا، والمكسيك، ويشهد حضورا رفيع المستوى لوزير خارجية العراق فؤاد حسين، وممثلي البعثات الدولية والأممية والدبلوماسية العرب والأجانب، وفي مقدمتهم السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات.
وثمن الدكتور المالك استضافة العراق، لمنتدى الحضارات العريقة، في الوقت الذي يمر به العالم من ظروف تتهدد حضارته وتهدد بقاء الإنسان فيه، منوها بأن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان واستخلفه لعمارة الكون، لأنه المخلوق الوحيد المؤهل لصون القيم الحضارية، التي يأتي في صدارتها "التعايش"، الذي يصل بين الثقافات ويشيع روح الحوار، فيحول دون أي تصادم حضاري.
وأشار إلى أن العالم يشهد يقظة المفاهيم الحضارية، وحضور المعاني الهادفة إلى تفاهم الناس وتآزرهم، في وجه استفحال دعوات الكراهية والعنصرية، وتصاعد وتائر اقتصاديات الحرب، المبنية على ارتفاع إنتاج وبيع الأسلحة المدمرة لعطاء الإنسان، معتبرا أن مهددات ذلكم العطاء لا تقف عند حدود هذه التوجهات، بل تتعداها إلى جرائم سرقة الممتلكات الحضارية الثقافية والإتجار بها، فضلا عن استشراء سياسات المصالح الضيقة التي باتت تهدد كنوز البشرية بإجهاد المناخ والافتئات على الموارد الطبيعية.
وأكد المدير العام للإيسيسكو أن المنظمة في وعيها المتنامي بضرورة حشد الجهود لتلافي العثرات في المسار الحضاري، تقف مع كل ماض، سعيا إلى صون أغلى ما تمتلكه البشرية في اتصال نشاطها وتوالي كسبها، موضحا أن الإيسيسكو لمواكبة هذه التطلعات أنشأت مركزا للحوار الحضاري، كما عقدت مؤتمرا افتراضيا جامعا لوزراء الثقافة والسياحة والآثار، لمناقشة أنجع السبل للحد من خطر الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، كما عقدت مؤتمرا دوليا عن القيم الحضارية في السيرة النبوية المحمدية، خاطبه قادة عالميون، وخلص إلى إقرار "يوم الرحمة" يوما دوليا، ووقعت خلال قمة المناخ "كوب 27" اتفاقية مع وزارة السياحة والآثار المصرية لدعم استخدامات الطاقة النظيفة في المواقع التراثية، وأنشأت صندوق حماية المواقع التراثية من التغيرات المناخية، داعية المجتمع الدولي للانضمام إلى ركبه تسابقا في الحراك الحضاري الخلاق.