«وعاظ الأزهر» إصدار أزهري يكشف عن الأساليب الحديثة في الدعوة
يقدم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ضمن إصدارات السلسلة العلمية كتاب «وعاظ الأزهر والمواجهة الإلكترونية للفكر المتطرف»، لكاتبه الدكتور محمد سيد ورداني أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، والذي يناقش فيه تجربة الدعوة الإلكترونية من خلال وعاظ وواعظات الأزهر الشريف.
الكتاب يعكس ما يقدمه وعاظ وواعظات الأزهر على مدار السنوات الماضية وخاصة في الحقبة العصيبة التي واجهت مصر وواجه العالم فيها تحديات متجددة، دعت الأزهر ودعاته وعلمائه إلى أن يواصلوا مسيرة علماء أجلاء أبلوا بلاء حسنًا في جانب الدعوة إلى الله، الأمر الذي من شأنه أن ينفي كل اتهام بالتقصير في الدور الدعوي، فما أعلن من قبل يؤكد المسئولية العتيقة التي يتحملها الأزهر فيما يتعلق بعملية التوعية وتصحيح المفاهيم المغلوطة بخطاب ديني وفكري مستنير وعبر كل الوسائل التي تناسب الجمهور بمختلف فئاته وشرائحه.
ما يحويه هذا الكتاب من عرض مستطرد للدور الحيوي الذي يقوم به وعاظ وواعظات الأزهر في مواجهتهم للأفكار المغلوطة وإحباط كل مخطط من شأنه أن ينحرف بالدين عن وسطيته ومنهجه القويم الذي جاء به نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم لصالح الناس جميعًا، يمثل نقطة تحول مهم في أداء الوعاظ والواعظات وجمعهم في القيام بمهامهم بين وسائل الاتصال المباشرة والتلاحم مع الجماهير وجهًا لوجه وبين التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي وما لها من دور مهم في التأثير والإقناع خاصة لدى فئة الشباب ممن يمثلون هدفًا تسعى بعض التيارات المنحرفة لاستقطابه.
ويقدم الكاتب في الصفات القادمة دراسة تحليلية متعمقة تكشف عن كيفية توظيف وعاظ وواعظات الأزهر الشريف للإعلام الجديد ومنه مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة في توعية الشباب بقضايا التطرف الفكري والديني، والتي قد يتسبب عدم الوعي بها إحداث حالة من الفتنة في المجتمع وتشكيك الناس في عقائدهم، حيث يأتي الاهتمام بهذا الجانب التوعوي في إطار الجهود التي يقوم بها الوعاظ والواعظات لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الكثير من القضايا الفكرية المعاصرة والتي حاولت بعض الجماعات المتطرفة ومنها: "داعش، بوكو حرام" وغيرهما، ترويجها بين الشباب لاستقطابهم بعيدًا عن المفاهيم الصحيحة للإسلام وتشتيت أذهانهم بأفكار بعيدة كل البعد عن صحيح الدين.
كما أن ما يشتمل عليه الكتاب من نتائج إيجابية تخدم عنوان هذا الإصدار العلمي، تجيب على الكثير من تساؤلات البعض من أمثلة: أين وعاظ وواعظات الأزهر في ظل ثورة اتصالية فرضت فيها وسائل التواصل الاجتماعي نفسها لتصبح مصدرًا رئيسًا للحصول على المعلومات لدى كثير من فئات المجتمع وخاصة فئة الشباب، حتى أنها أصبحت مصدرًا للمعلومات لدى الكثيرين ممن لا يجيدون التعامل مع التكنولوجيا والإنترنت خاصة فيما يتعلق بالمعلومات الدينية؟، لتأتي الإجابة داخل صفحات هذا الكتاب بأنه لم تكن تلك الرؤية بعيدة عن دعاة الأزهر الذين انطلقوا بحساباتهم الشخصية على تلك الوسائل ليقدموا رسائلهم التوعوية، ويتواجدوا على الصفحات الرسمية لمؤسسات الأزهر المختلفة وبتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب – شيخ الأزهر بتكثيف العمل الدعوي الإلكتروني فشاركوا في حملات توعوية إلكترونية أسبوعية، فأضفوا على تلك الوسائل جزءًا من المصداقية، بل إن دورهم لم يتوقف على توجيه رسائل توعوية وفقط، وإنما أتبعوا ذلك بمشاركة فعّالة مع القراء فيما يطرح من قضايا حياتية ومجتمعية معاصرة لمشاركتهم الرأي والاستماع إليهم والرد على استفساراتهم.
كما يستعرض الكاتب من خلال هذه الصفحات الكشف عن مدى اعتماد وعاظ الأزهر الشريف،- والذين يتبعون مجمع البحوث الإسلامية- على وسائل التواصل الاجتماعي في أعمالهم وحملاتهم التوعوية، وكيفية توظيف تلك المواقع في نشر الفكر الصحيح بين الشباب والتأثير فيهم، ومخاطبتهم بلغة تناسب عقولهم وتلبي احتياجاتهم المعرفية، فضلًا عن التعرف على درجة التفاعل بينهم وبين الجمهور المستهدف من خلال استعراضهم لتلك المفاهيم الفكرية المهمة، فضلًا عن الحديث حول أهمية الاستفادة من المضمون المطروح عبر هذه الوسائل في توجيه الطاقات الإيجابية للشباب نحو البناء الفكري السليم للحد من استغلال عقولهم وتوجيهها نحو مخططات الهدم والتشكيك والوقوع في دائرة إثارة الفتن والشائعات لأجل تحقيق أهداف شخصية لا علاقة لها بالدين ولكنها تتخذ منه ستارًا لتنفذي أعمال لا تمت للإسلام بصلة.