الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
جامعات

عاجل.. زلزال الأناضول.. أحلام 5 آلاف طالب مصري تحت الأنقاض.. ومصير معلق على قرار التعليم العالي

كشكول

لم يكن معاذ الذي مثلت له تركيا ملاذا للالتحاق لتحقيق حلم حياته بدخول كلية الهندسة بعدما حال مجموعه دون دلوف جامعة مصرية، أنه سيصبح أحد مصابي الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا الإثنين الماضي وخلف من ورائه آثار ناجمة أدت إلى سقوط الآلاف من المصابين والضحايا، وحينما اهتز العقار الذي يقطنه لم يكن في مخيلته سوى حلمه وأسرته وأوراقه التي تتناثر في الهواء فتسقط تحت أقدامه.

 

ظل معاذ عبدالرؤوف لمدة 12 ساعة تحت الأنقاض، بعد انهيار منزله نتيجة للزلزال الذي ضرب المدينة التي يقطن بها في جنوب تركيا، ليرسم مشهد ضمن مشاهد مأساة كثيرة في الكارثة التي ضربت بلاد الأناضول، إلا أن فرق الإنقاذ نجحت في انتشاله من تحت الأنقاض ونقله إلى المستشفى للعلاج.

 

مستقبل ملبد بالغيوم

 

مستقبل الطلاب المصريين، ملبد بالغيوم، بعد قرار السلطات التركية، تأجيل الدراسة لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، وأخرى أعلنت تعليق الدراسة لفترة مفتوحة، فبات الطلاب حائرون بين قرار العودة إلى مصر واستكمال مستقبلهم التعليمي أو الاستمرار في بلاد الأناضول وإنهاء ما بدأوه.

 

إحصائية بعدد الطلاب المصريين في جامعات تركيا

 

يتراوح عدد الطلاب المصريين في الجامعات التركية الحكومية والخاصة ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف طالب، وهي إحصائية رسمية كشفت عن عدد الدارسين المصريين تركيا، كما أعدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في الأيام الماضية، حصر شامل بكل الطلاب في الجامعات التركية والتأهب للتعامل مع أي وضع قد تفرضه الكارثة التي اجتاحت الأخضر واليابس في تركيا.

 

يقول شادي السروي، الطالب بكلية العلوم في جامعة أنقرة، ورئيس اتحاد الطلاب المصريين في تركيا، وممثل مركز وزارة الهجرة للحوار في تركيا، في تصريحات خاصة لـ «كشكول»، إن جميع الطلاب المصريين في آمان، مشيرا إلى أن معظم الطلاب المصريين يتواجدون في شمال وشرق وغرب تركيا بعيدا عن الأماكن المتضررة من الزلزال.

 

وكشف شادي، عن أن هناك عائلة مكونة من فردين توفوا، مبينا أن بقية الطلاب المصريين بخير وتم انتقالهم إلى أماكن إيواء، موضحا أن طالبة تدعى مريم قدمت استغاثة لوزارة التعليم العالي والسفارة المصرية بتركيا وتم تلبية الاستغاثة، وهناك تواصل دائم مع وزارة الهجرة للاطمئنان على أحوال المصريين، كما أن الحالة الصحية للطالب شادي مستقرة.

 

 أكد الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة فور تلقيها استغاثة من الطلاب المصريين في تركيا، عبر منصة الإشراف العلمي والبريد الإلكتروني الخاص للطلاب، تواصلت مع وزارة الخارجية للتنسيق لمتابعة أوضاع الطلاب، لافتا إلى أنه تم إعداد حصر شامل بجميع الطلاب المصريين في تركيا.

 

أضاف عبدالغفار، أن الطلاب المصريين يتمركزون في جامعات بوسط وشمال تركيا، مشيرا إلى أن عددا قليلا منهم يدرسون في الجنوب وقرب المناطق المتضررة من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وهي 3 جامعات فقط بنسبة تصل إلى 10% من أعداد الطلاب.

 

ولفت إلى أن الوزارة تلقت استغاثة من 14 طالبا، وتم التعامل الفوري معا، وفقا لتوجيهات وزير التعليم العالي، بعد طلب المساعدة في الوصول إلى مكان آمن وإيواء بعد الآثار الناجمة التي خلفها الزلزال.

 

إجراءات عاجلة من الدولة المصرية

 

سارعت الدولة المصرية، في اتخاذ حزمة من الإجراءات العاجلة، لمساعدة طلابها في تركيا خاصة من الذين فقدوا أوراقهم بعد انهيار الأبنية نتيجة الزلزال ومساعدة منهم الراغبين في العودة لمصر.

 

وأعلنت السفيرة سها الجندي، وزيرة الهجرة، انعقاد دائم للجنة إدارة الأزمات بوزارة الهجرة، واقتراح خطط بديلة لاستكمال الدراسة في مصر، وفتح الجامعات المصرية للراغبين بالعودة لاستكمال العام الدراسي، بالإضافة إلى متابعة موقف الطلاب في كهرمان مرعش، مركز الزلزال، للاطمئنان عليهم.

 

 وخصصت وزارة الهجرة، مجموعة عبر الواتساب للمتابعة اللحظية لموقف الطلاب، كما خصصت وزارة الخارجية أرقام هواتف على مدار الساعة للإبلاغ عن مفقودين أو مصابين أو طلب مساعدة في أنقرة ودمشق، بجانب الإعلان عن إرسال فرق إغاثة لدعم جهود الإنقاذ في الدولتين: السفارة في أنقرة – 00905497695566 «السفارة في دمشق: 00963112144886- 00963112144885».

 

مصير الطلاب حال الرغبة في العودة لمصر

مصدر مسئول بمجلس الجامعات الخاصة والأهلية، أجاب على سؤال «كشكول»، حول مدى استعداد الجامعات المصرية، في استقبال هؤلاء الطلاب، حال تأزم موقفهم في تركيا نتيجة تعطيل العملية التعليمية هناك، بعد انهيار الأبنية التعليمية والجامعية هناك بعد الزلزال المدمر.

 

يقول المصدر، إن الوزارة لم تتلقى أي طلبات بشأن عودة الطلاب المصريين في تركيا للالتحاق بالجامعات المصرية، لافتا إلى أن الوزارة ستنتظر وحال تلقيها طلبات بشأن العودة للجامعات المصرية سيكون هناك ضوابط خاصة بالقبول كما تم مع الطلاب المصريين القادمين من أوكرانيا نتيجة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، في كافة التخصصات، بالجامعات الخاصة والأهلية المصرية، وفقًا للتخصص المُناظر الدارس بها الطالب في الخارج.

 

وأوضح المصدر، أن هناك ضوابط وإجراءات خاصة بقبول مثل هؤلاء الطلاب بالإضافة إلى تطبيق قواعد التحويلات وفقا لشروط معينة سيتم النظر فيها حال النظر في أوضاع هؤلاء الطلاب ورغبتهم في العودة إلى مصر.

 

يؤكد شادي، أن الطلاب المصريين في تركيا لم يحسموا أمرهم بشأن الاستمرار في الجامعات التركية أو العودة لمصر والالتحاق بالجامعات المصرية، مشيرا إلى أن ذلك سيتحدد بعد انتهاء المهلة المحددة لتعطيل التعليم الجامعي في تركيا، وبناء سيكون هناك واضح في الموقف سواء بالاستمرار والتحويل لجامعات تركية بعيدا عن المناطق المتضررة من الزلزال، أو العودة لمصر.