الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

استمرار فعاليات الدورة المتكاملة بأكاديمية الأوقاف الدولية

كشكول

تستمر فعاليات الدورة المتكاملة الدفعة السادسة "المكون الثقافي والإعجاز العلمي في القرآن الكريم" لعدد (85) إمامًا وواعظة، حيث عقدت المحاضرة الأولى للدكتور السيد عطية عبد الواحد أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق جامعة عين شمس، والمحاضرة الثانية للدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين الأسبق.

 

وفي محاضرته أكد  عطية عبد الواحد أن الإسلام يؤسس مجتمعاته على أصول ومبادئ تميزه عن غيره من النظم فالإسلام يقوم على طريقة البناء المتكامل وإرساء الأسس السليمة: عقدية، واقتصادية، وسياسية، واجتماعية. وكلها تكون بناء متجانسًا متماسكًا يؤدي إلى مساعدة المجتمع في أن يحرز أفضل النتائج، وهذه المنهجية المتكاملة يندر أن توجد في أي نظام آخر.


كما أوضح أن الإسلام أرسى أخلاقيات عديدة في المجال الاقتصادي بما يقطع بإعجاز هذا المنهج الإلهي في المجال الاقتصادي فضلا عن المجالات الأخرى.
وفي محاضرته أكد الدكتور بكر زكي عوض أن قضية الإلحاد من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع ومن أشدها خطرًا الإلحاد المسيس أو الموجه الممول، قصد الإتيان على مجتمعاتنا من داخلها وتفتيتها بأيدي بعض أبنائها، مؤكدًا أن النفوس كلها فُطرت على الإيمان بالله تعالى، كما في قوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ"، وقوله تعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ"، وهنا يقول ربنا سبحانه وتعالى: "الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، ولم يقل التي فطر الإنسان عليها ليدل على أن كل نسل سيدنا آدم (عليه السلام) فُطر على هذا الإيمان بالله تعالى، وفي الحديث القدسي: "وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا".


فمن مجموع هذه الآيات والأحاديث ندرك أن الله قد فطر كل الناس بلا استثناء على الإيمان بمُصدر ومنشئ وموجد لهذا الكون، فمن أنكر ذلك فقد عدل عن الفطرة التي فُطر عليها، وهذا معنى الإلحاد فهو عدول عن الحق إلى الباطل، وعن الفطرة التي فُطر عليها إلى ضد الفطرة، موضحًا أن هناك عوامل تلعب دورًا كبيرًا وتؤثر تأثيرًا مباشرًا على هذه الفطرة، من هذه العوامل: الصراع بين الشيطان والإنسان، ومنها: أن العقل يحتاج إلى انضباط في التفكير لأنه كالفرس يحتاج إلى من يرد جماحه، فإذا لم ينضبط العقل ذهب إلى الإلحاد والإعراض عن سبيل الله.


مؤكدًا أن الإلحاد عامل أساسي في انهيار الأخلاق واندثار القيم، مشيرًا إلى أنه يجب على الداعية التصدي لهذه المشكلة بالتحلي بسلاح العلم، ولابد من دراسة فكر الإلحاد، وأنه قد أصبح من الضرورات حتى يتمكن الداعية من مواجهة هذه الظاهرة بعلم وفهم وبصيرة.