ملتقى الفكر الإسلامي يقيم ليلة "رمضان شهر التوسعة على الفقراء"
أقيمت الليلة الثانية بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بعنوان: "إطعام الطعام"، حاضر فيها الدكتور أحمد معبد عبد الكريم عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور نوح العيسوي رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والقارئ الشيخ طه النعماني قارئا، والمبتهل الشيخ سعيد هزاع مبتهلًا.
وأكد الدكتور أحمد معبد أن شهر رمضان شهر إطعام الطعام والتوسعة على الفقراء والمحتاجين ففي الحديث يقول (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيءٍ"، كما أشار إلى أن الله (عز وجل) حثنا على الإنفاق والتصدق وإطعام الطعام، حيث يقول (سبحانه): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، مبينًا أن الآيات تحدثت في بدايتها عن الأمر بالإنفاق وتحري الحلال فيه وإخراج أفضل ما في المال، كما بينت الآيات حال الشيطان ودوره في تثبيط الهمة ووعده للإنسان وإغوائه له، وتضييع حظه من الخير والصدقة ففي الحديث يقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "إن للشيطان لمة من ابن آدم، وللملك لمة: فأما لمة الشيطان، فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك، فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك، فليعلم أنه من الله وليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان، ثم قرأ: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء"، كما بين أيضا أن واجب المسلم ألا يفتتن بأمر الشيطان، وأن يعلم أن الغنى في الدنيا والآخرة والتوسعة في الرزق تكمن في طاعة الله (عز وجل) والتزام أمره، كما أشارت الآيات إلى أن عطاء الله وفضله واسع قال (سبحانه): "وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، واسع في عطائه "عليم" بنفقاتكم وصدقاتكم التي تنفقون وتتصدقون بها، يحصيها لكم حتى يجازيكم بها عند مقدمكم عليه في آخرتكم.
وفي كلمته، أكد الدكتور نوح العيسوي أن ديننا دين الأخلاق ونبينا نبي الأخلاق وأن الغاية من بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) الأخلاق قال (صلى الله عليه وسلم): "إنما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ"، ومن الأخلاق التعاون والتكاتف والتواد، والتراحم قال (صلى الله عليه وسلم): "مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى".
وأشار إلى أن من أوسع أبواب التراحم والتكاتف والتعاون إطعام الطعام، فهو نوع من المواساة، كما أشار إلى أن القرآن الكريم وصف الأبرار بأنهم يطعمون الطعام، حيث يقول سبحانه: "إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا" ثم قال (سبحانه) في وصفهم: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا"، وأن إطعام الطعام سبب لدخول الجنة حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ"، وأن الوقوف بجانب الفقراء وإدخال السرور عليهم من أفضل الأعمال قال (صلى الله عليه وسلم): "أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا".