عاجل.. إلغاء اختبارات القدرات يثير الجدل.. خبراء يضعون «روشتة» تطوير تنسيق 2023
حالة من الجدل شهدها الوسط الجامعي، بعد القرارات التي أعلنها المجلس الأعلى للجامعات، بإلغاء التوزيع الإقليمي واختبارات القدرات لكليات الإعلام والتمريض بدءا من تنسيق العام الجامعي الجديد 2023 - 2024، في جلسته الأخيرة السبت الماضي بجامعة عين شمس.
ووافق المجلس الأعلى للجامعات، على إلغاء اختبارات القدرات للطلاب الحاصلين علي الشهادات الثانوية العامة وما يُعادلها (أجنبية - عربية) والشهادات الثانوية الفنية، بالنسبة لكليات (الإعلام - التمريض - المعهد الفني للتمريض - المعاهد الفنية الصحية - الجامعات التكنولوجية - كليات التكنولوجيا والتعليم الصناعي)، واستمرار اختبارات القدرات بكليات (التربية الرياضية - التربية الموسيقية - التربية الفنية - التربية النوعية "فنية - موسيقية - المسرح التربوي" - الفنون التطبيقية - الفنون الجميلة "فنون – عمارة" - التربية "فنية – موسيقية").
ووافق المجلس على إلغاء قواعد التوزيع الإقليمي بالنسبة للشهادات الثانوية العامة وما يُعادلها (أجنبية - عربية) والشهادات الفنية للقبول بكليات (التمريض - التربية - التربية النوعية - المعاهد الفنية الصحية - المعاهد الفنية للتمريض) اعتبارًا من القبول في العام الجامعي 2023/2024.
آراء عدد من الخبراء المختصين
«كشكول»، استطلع آراء عدد من الخبراء المختصين، لتناول وقراءة قرارات المجلس الأعلى للجامعات بشأن تنسيق الجامعات 2023.
رفض الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، تطبيق قرار المجلس الأعلى للجامعات بإلغاء اختبارات القدرات لكليات الإعلام والتمريض بتنسيق الجامعات، لافتا إلى أنه كان الأولى من المجلس إعادة ضوابط ومعايير الاختبارات وأهمية المقابلة الشخصية للطالب وليس فقط امتحان مكتوب.
أضاف أن مهنة الإعلام تعتمد على قدر كبير من المواجهة والتعامل المباشر مع الآخر، سواء ضيوف أو عاملين أو كست، مشددا على أن اختبارات القدرات لكليات الإعلام كان بها العديد من العوار والقصور على مدار 3 سنوات طبق فيها اختبارات القدرات.
توافر الموهبة والسمات الشخصية
وشدد أستاذ الإعلام، على أهمية إجراء اختبارات القدرات بكليات الإعلام، كذلك أهمية وجود دراسة وموهبة للطالب الملتحق الإعلام بالإضافة إلى توافر الموهبة والسمات الشخصية، قائلا:« الحد الأدنى لضامن طالب جيد للالتحاق بكليات الإعلام والعمل بالمجال».
يرى الدكتور وائل كامل، الأستاذ بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان: «من الأصل وتطبيق اختبار القدرات على تخصصات أخرى بخلاف الموسيقى والفن والرياضة هو خطأ، فكان الأصح أن يطلق عليها اختبار قبول لقياس خلفية علمية كحد أدنى لاستكمال الهرم التعليمي، وليس اختبار قدرات وموهبة لأن كلمة قدرات ترتبط بقدرات الفرد وموهبته التي وهبها الله له وميزه عن غيره بقدرات معينه أساسية وهامة جدا للتخصص وبدون توافر حد أدني منها يستحيل أن تستمر عملية التعليم والتعلم والتقييم والتقويم، والفرق كبير بين التخصصات التي تتطلب موهبة وقدرات خاصة وبين التخصصات الأخرى التي يمكن دراستها وتعلم محتواها».
وتابع كامل: «قد يستطيع الموهوب فنيا الحصول على شهادة دراسة الطب والهندسة والعلوم والتمريض والإعلام... إلخ بمجرد استذكار وتعلم التخصص ومحتوي مناهجه ولكن يستحيل لخريج أي من التخصصات الأخرى أن ينحت تمثال أو يرسم لوحة فنية أو يعزف على ٱله موسيقية أو يحقق مستوى في أي بطولة رياضية، وبنفس الوقت نظام القبول بجامعاتنا القائم على مجموع ثانوية عامة يحتاج تغيير شامل لأنه نظام خاطئ ويتسبب في إحباط عدد كبير جدا ويقيس مستوى تحصيل في مواد لا علاقة لها بمواد التخصص الجامعي، مما يسبب فجوة بين مؤهلات خريجي جامعاتنا وقدراتهم والتي يبدا التعلم بها من نقطة الصفر لعدم وجود أي ترابط بين مواد الثانوية وبين مواد التخصص الجامعي، وبين خريجي جامعات الدول المتقدمة التي تخصص اختبارات قبول لتستكمل بناء هرم تعليمي وتختصر وقت وجهد».
كما أكد عضو هيئة التدريس بحامعة حلوان، أنه دائما ما يكون وجه الاعتراض على تعميم نظم اختبارات القبول هو الخوف من فتح باب الوساطة والمحسوبية، والرد عليهم يكمن في وجود نظام اختبارات كمبيوتري ببنوك أسئله لا دخل للعنصر البشري فيه، مع التوسعة في فتح مدارس بكل تخصص تعد وتؤهل لاجتياز اختبارات القبول بالكليات، وهذا يتطلب إعادة هيكله كاملة لكل مناهجنا ونظامنا التعليمي».
مزايا إلغاء اختبارات القدرات
ويرى الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس بتربية عين شمس، أن إلغاء اختبارات القدرات لكليات الإعلام والتمريض، يحمل العديد من المزايا وله العديد من المبررات منها، التغلب علي بعض الإشكاليات في اختبارات القدرات في وضعها الحالي من حيث توقيتها قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة مما يترتب عليه تقدم آلاف الطلاب إليها ثم يفاجأون بعدم حصولهم علي الحد الأدنى للقبول بها بعد أن دفعوا الرسوم الخاصة بها، بالإضافة إلى تراجع الكثير من الطلاب عن الالتحاق بالكليات التي تقدموا لاختبارات القدرات بها بعد نجاهم في تلك الاختبارات وحصولهم علي الحد الآدني لتلك الكليات لأسباب مختلفة مثل تردد الطالب أو رغبته في الالتحاق بكليات أخري إلخ.
وأشار إلى أن القرار يساعد على ظهور الكثير من الكليات الخاصة المناظرة للكليات التي تتطلب اجتياز اختبارات قدرات ولكنها لا تشترط اجتياز الطالب لتلك الاختبارات مما دفع الكثير من الطلاب إلى الالتحاق بها، مبينا أن الكثير من الكليات التي تتطلب اختبارات قدرات تتضمن أقساما وشعبا لا تحتاج الي قدرات خاصة وبالتالي فإن رسوبهم في اختبارات القدرات قد يحرمهم من الالتحاق بتلك الأقسام رغم أنه لا مانع من التحاقهم بها.
وأوضح شوقي، أن تلك الكليات التي تم إلغاء اختبارات القدرات بها لديها من الآليات ما يجعلها قادرة علي فرز طلابها وتوجيههم إلى الأقسام التي تناسب قدراتهم دون الأقسام الأخرى، موضحا أن اختبارات القدرات أدت إلى إحجام الآلاف من الطلاب عن التقدم لها رغم أن الكثير منهم مؤهل لها خوفا من خوضه اختبارات جديدة بعد انتهائه منذ وقت قريب من امتحانات الثانوية العامة مما يضيع الفرص أمام العديد من الكفاءات للظهور، كما أن إلغاء اختبارات القدرات في بعض الكليات لا يشمل اي خطورة علي حياة الطالب قد تنتج عن عدم إجرائها (لذلك لم يتم إلغائها من كليات التربية الرياضية والتي تحتاج لياقة بدنية عالية).
ولفت إلى أن إلغاء اختبارات القدرات يتيح الفرصة لتقدم الآلاف من الطلاب للكلية واختيار الأكفأ منهم، قائلا: «الطبيعي في القبول بالكليات المختلفة عقد اختبارات طبية المتقدمين وبالتالي فإن الحالة الصحية قد تكون مؤشر كاف علي ملائمة الطالب للكلية».