عاجل.. إفلاس أم عجز مالي؟.. القصة الكاملة لأزمة مدرسة كلية النصر بالإسكندرية

ردّ مجلس إدارة مدارس كلية النصر للبنات بالإسكندرية التابعة لإدارة المعاهد القومية بوزارة التربية والتعليم، على ما أثير بشأن إفلاس المدرسة، مؤكدًا أن العملية التعليمية تسير بشكل طبيعى ومنتظم، وجار مخاطبة إدارة المعاهد القومية لتأمين الموارد المالية اللازمة للمدارس.

وأصدر مجلس إدارة مدارس كلية النصر للبنات بالإسكندرية بيانًا نفى فيه لأولياء الأمور وجميع العاملين بالكلية والمجتمع السكندري ما نشر أو تداول على وسائل التواصل الاجتماعى بشأن إعلان إفلاسها، مؤكدًا أن العملية التعليمية بها تسير بشكل طبیعی.

وقال إنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المواقع والصفحات التى نشرت خبر الإفلاس، مضيفًا أنه جار مخاطبة المعاهد القومية بالقاهرة بشأن تأمين الأمور المالية للكلية للوفاء بكافة الالتزامات.

تفاصيل الأزمة 

وفى وقت سابق، تداول بعض المواقع الإخبارية والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، ما قالت إنه صورة لمحضر اجتماع مجلس إدارة المعاهد القومية يعلن فيه إفلاس مدارس كلية النصر للبنات (EGC) بالإسكندرية، لعجز فى الإيرادات، وتقديم طلب للحصول على قرض بعشرة ملايين جنيه من الجمعية العامة للمعاهد القومية لتستطيع المدرسة صرف أجور مرتبات العاملين. 

ومن جانبه، قال محمد عبدالهادي القطب، رئيس مجلس إدارة المعاهد القومية، إنه تم رفع مذكرة للدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، للبت في هذا الأمر، ونحن في انتظار القرار.

وأكد عبدالهادي في تصريحات صحفية أنه تمت إحالة الأمر للشئون القانونية بالوزارة لبدء التحقيق مع مجلس إدارة المدرسة المتسببة في الكارثة، لافتًا إلى أنه لا يوجد أي تذمر من جانب المعلمين داخل المدرسة، وانتظام الطلاب بالمدرسة التي تعمل دون توقف، كما نفى وجود إضراب داخل أروقة المدرسة من جانب المعلمين. 

وأضاف القطب: المعلمون منتظمون في الحضور داخل الفصول وشرح المناهج الدراسية والدراسة لم تتوقف ولن تتوقف إطلاقا، ومعنديش طالب قاعد في البيت أو مدرس مش بيدخل حصته، لكن الموضوع إن مجلس إدارة المدرسة صدّر حالة التذمر هذه لرغبته في صرف العلاوات التشجيعية المتأخرة للمعلمين، وهذا خطأ فادح وقرار مجلس إدارة يُعد سريًا ينشر على الملأ بحيث يحدث حالة من الضغط حتى يحصل على حقوقه بأثر رجعى”، لافتا إلى أن إجمالي المبلغ المطلوب لسداد العلاوات التشجيعية للمعلمين منذ 2020 يبلغ مليوني جنيه، ولا توجد مدرسة صرفت بأثر رجعى علاوات تشجيعية إطلاقا.

وأشار “عبدالهادي” إلى أن إجمالى المعلمين والإداريين والعمال بكلية النصر للبنات يبلغ 687 شخصًا، مؤكدًا أن العلاوة التشجيعية يحصل عليها المعلم بنسبة كل حسب مرتبه، وبالتالى فهناك تفاوت فى العلاوة بين كل معلم، والمعلمون يحصلون على رواتبهم شهريا ولم تكن هناك أى أزمة في هذا الجانب.

مخالفات بإهدار 16 مليون جنيه 

وعن وجود مخالفات بالمدرسة، قال عبدالهادى إن الشئون القانونية بدأت تحقيقاتها داخل المدرسة بعد تشكيل لجنة من التوجيه المالى والشئون القانونية من وزارة التعليم؛ للوقوف على حقيقة المخالفات فتّبين أن المجلس لديه مخالفات بسبب إهدار 16 مليون جنيه وتم تحويلها للشئون القانونية بالوزارة: "المشكلة أن جميع المعلمين يطالبون بجميع حقوقهم في وقت واحد، مؤكدا أن المعلمين أخذوا حقوقهم في المرتبات، لكن الأزمة في علاوات المعلمين".

وأشار رئيس المعاهد القومية إلى أن من ضمن المخالفات تأخيرات تحصيل المصروفات الدراسية، لافتا إلى أن مصروفات مدرسة كلية النصر للبنات لقسم اللغات من مرحلة رياض الأطفال للمرحلة الثانوية، تبدأ من 9 آلاف و700 جنيه، ولكن قسم الـIG الأمريكاني يتراوح مصروفاته ما بين 14 و18 ألف جنيه، مشيرا إلى أن قرابة 9 ملايين جنيه لم يتم تحصيلها من أولياء الأمور في دفع قيمة المصروفات الدراسية حتى الآن منذ العام الماضى والحالى منها 7 ملايين متأخرات من ميزانية العام الماضى و2 مليون هذا العام، وهذا يرجع إلى سوء إدارة مجلس إدارة المدرسة.

وأضاف: إضافة لذلك أن المدرسة بها حمامات سباحة وملاعب مؤجرة، ولم نعلم شيئا عن مواردها أين تذهب، متسائلا: أين أموال كل هذه الموارد؟، إضافة إلى صرف المكافآت على المفتوح داخل المدرسة.

وديعة بـ5 ملايين جنيه

ولفت رئيس المعاهد القومية إلى أن المدرسة تمتلك وديعة بقيمة 5 ملايين جنيه وهم الآن يطالبون بفكها لحل مشكلة صرف العلاوات التشجيعية بأثر رجعي للمعلمين، وهذا الأمر مخالف، موضحا أن فك الودائع أو الأرصدة لأى مدرسة يتم في حالة إذا كان هناك إنشاءات داخل المدرسة أو رواتب متأخرة سواء للمعلمين أو الإداريين وليس لصرف علاوات تشجيعية، فهذا أمر مخالف تماما.

وتابع: "كانت هناك 8 مدارس بدون مجالس إدارات رجعنا فيها استرداد أموال لينا وأصبح لدينا أرصدة مثل فيكتوريا الإسكندرية حصلنا عائد هذا العام 8 ملايين وديعة ومدرسة النصر بنين عائد بقيمة 5 ملايين وليسيه الهرم نفس الكلام بعد حل مجالس الإدارات".

عجز مالى وليس إفلاسًا

بينما كشف مصدر بمدارس كلية النصر للبنات egc، عن حقيقة إفلاس المدارس، موضحًا أنه لا يوجد عملية إفلاس للمدارس ولكن هناك عجزا بينا فيما يتم صرفه وما يتم دفعه من أولياء الأمور كمصروفات وهو المصدر الأساسى للمدارس. 

وأشار المصدر إلى أن إيقاف تحصيل كامل المصروفات في بداية العام وتقسيطها أدى إلى عجز وأزمة مالية، وهناك فرق بين العجز المالي والإفلاس.

وأوضح المصدر أن المصروفات التى يتم دفعها من المدارس الناشيونال وig، تقدر بـ72 مليون جنيه سنويا، بالإضافة إلى 3.5 مليون جنيه إيجار ملاعب وحمامات السباحة،  بمجموع 75.5 مليون جنيه دخل سنوى، كانت توضع فى 4 أو 6 ودائع بالبنوك عند دفعها مرة واحدة لتعويض فارق المبالغ فى المصروفات من أرباح تلك الودائع لتسديد العجز المالى.

وأضاف أن المصروفات السنوية تقدر بـ73 ملايين جنيه و800 ألف جنيه، وذلك لم يقرب من 1000 عامل وموظف وإدارى ويتبقى مليون و200 ألف جنيه، وهي كالآتى صرف 4 منح وهي: رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحي، المولد النبوي الشريف، وأيضا هناك مكافآت الامتحانات التي تتخطى 8 ملايين جنيه، بالإضافة إلى قطع غيار وصيانة أتوبيسات المدارس.

تقسيط المصروفات تسبب فى العجز

وأكد المصدر أن تقسيط المصروفات على 4 أقساط أدى إلى إيقاف الودائع السنوية التى كانت توضع فيها المبالغ لتعويض العجز من أرباحها، لافتا إلى أن أولياء الأمور لم يسددوا أكثر من 8 ملايين جنيه حتى الآن مصروفات مستحقة رغم اقتراب نهاية العام، وهذا أدى إلى كسر الودائع والصرف منها، وأدى إلى قرار مجلس الإدارة بقرض حسن قدره 10 ملايين جنيه من المعاهد القومية يسدد على 5 سنوات، وهو أمر معتاد بالمعاهد القومية وسبق أن حصلت 5 مدارس قومية بالقاهرة على هذا القرض.