الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

وزير الأوقاف: شر الناس وخيارهم

كشكول

 

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ان شرار الناس بل أكثرهم شرًا هم من يكونون معاول هدم لدينهم أو لوطنهم، ومن يتخذون من الفساد والإفساد مسلكًا، ومن النفاق والمداهنة سبيلًا، حيث يقول الحق سبحانه: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ" (البقرة: 204 - 206)، ومن شرار الناس بل أكثرهم شرًا أيضا المخادعون المنافقون المتلونون.


كما إن شرار الناس كالأرض السبخة التي لا تنبت كلأ ولا تمسك زرعًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ الله بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ الله وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى الله الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ"، فالذي لا ينفع الله به الناس هو كالأرض السبخة أو القيعان التي لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فخير الناس أنفعهم للناس، وشرهم من تركه الناس واتقوه وتجنبوه اتقاء فحشه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ".


وخير الناس من يأتي منه الخير لدينه ووطنه والناس أجمعين، فخيار الناس أنفعهم للناس، يقول (صلى الله عليه وسلم): "ألا أخبرُكُم بخيرِكُم من شرِّكم ؟" قالَ: فسَكَتوا، فقالَ ذلِكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، فقالَ رجلٌ: بلَى يا رسولَ الله، أخبِرنا بخيرِنا من شرِّنا، قالَ:"خيرُكُم مَن يُرجَى خيرُهُ ويُؤمَنُ شرُّهُ، وشرُّكم من لا يُرجَى خيرُهُ ولا يُؤمَنُ شرُّهُ" ويقول (صلى الله عليه وسلم):"خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ الله خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ الله عَزَّ وَجَلَّ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ".