الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

إقبال كبير في افتتاح الأسبوع الدعوي بمسجد الإمام الحسين

كشكول

 

انطلقت فعاليات اليوم الأول من الأسبوع الدعوي بمسجد الإمام الحسين بمحافظة القاهرة بعنوان: "الكليات الست ومكانة الوطن منها"، حاضر فيه الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

وفي كلمته قدم النجار الشكر لوزارة الأوقاف على هذه الإشراقات التي تعد سمة من سمات الوصول بالدعوة إلى الله (عز وجل) بأسلوب راق جديد، مشيرًا إلى أن الغاية من الرسالات تحقيق مصالح العباد، فالرسالات راعت ما يعود بالنفع على الإنسان.

وأكد النجار، أن هذه الكليات اتفقت عليها الأديان السماوية فحفظ الدين أول هذه المقاصد فالقيام بأوامر الشرع من النطق بالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج، وسائر الأعمال والأقوال التي تحقق الدين في النفوس أمر الشرع بالحفاظ عليها، وحفظ النفس يشمل مراعاة حقها في الحياة والسلامة والكرامة والعزة قال (سبحانه): "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"، وأن الإسلام اهتم بالعقل وجعله شرطًا في التكليف فهمًا وتنزيلًا، ومناطًا في التعامل مع أحوال النفس والكون، وقد أمرنا الله (عز وجل) بالتفكير والتدبير والتأمل وميزنا بالعقل عن سائر المخلوقات، وأن صيانة العرض والعفة وحفظ النسل من مقاصد الأديان حيث وضع الإسلام سياجا يحفظ المجتمعات من ضياع الأنساب واختلاطها، وأن المال هو قوام الأعمال، لذلك عد مقصدًا شرعيًّا كليًّا من مقاصد الشرع، مختتمًا حديثه بأن حفظ الوطن يعين على حفظ باقي المقاصد، فإذا أمن الناس في أوطانهم حافظوا على دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم، فمن لا خير له في وطنه لا خير فيه أصلًا، فبدون الحفاظ على الوطن لا يستطيع الإنسان الحفاظ على باقي المقاصد. 


وفي كلمته قدم الشيخ خالد الجندي الشكر لوزير الأوقاف على حسن قيادته لهذه الكوكبة من العلماء الذين أسهموا في نشر الدعوة والقيام بها خير قيام في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن حفظ الوطن من أهم مقاصد الأديان حيث ذكرنا ربنا بهذه النعمة فقال (سبحانه): "لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ"، مبينا أن السورة اشتملت على عدة أهداف منها: إبراز فضل أهل مكة وأنهم يتمتعون بالأمن والراحة، وذلك لتشجيعهم على الحفاظ على هذه النعمة، ثم إظهار عظمة الله وسلطانه وقدرته، وأن دوام هذه النعم واستمراريتها، وبقاءها يستلزم شكرها، ويكون بالوقوف عند أوامر الله ونواهيه، وأن الوطن هو المكان الذي بحفظ كرامة أبنائه ويصون أعراضهم ويبني كيانهم، فالحفاظ على الوطن أمر يعترف به الإسلام ويقدره ويؤكد عليه، وذلك مراعاة للفطرة السوية، قال (سبحانه): "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا".

 

 كما بين أن من واجب كل وطني أن يكون أنموذجا في الإخلاص للوطن كل حسب موقعه، الطالب في مدرسته، والموظف في وظيفته، وربة المنزل في بيتها، بحيث نؤدي العمل بأمانة وعلى الوجه المطلوب، فلا خير فيمن يعادي وطنه، وأن من واجبنا أن يكون بعضنا عونا لبعض في القيام بواجبنا تجاه الوطن، وصيانته من الشائعات والأفكار المتطرفة، والالتفاف حول القيادة الحكيمة، والحفاظ على أمن وأمان الوطن من المتربصين.