"المفتي" يوضح المنهج العلمي المعمول به في الدار
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن المنهجية الإفتائية في دار الإفتاء المصرية تقوم على مدرسة وسطية وهي التكامل بين الأصالة والمعاصرة وبين الماضي والحاضر، وعلى قاعدة الامتنان والاحترام للأسلاف الكرام، مع عدم تقديس أقوالهم، أو العمل بها ما دام قد تجاوزها الزمان ولم يؤدِّ العمل بها إلى تحقيق مقاصد الشرع الشريف، ومصالح المكلَّفين.
وقال مفتي الجمهورية إن هذه المدرسة الوسطية تقوم على الاستناد والاعتماد على آراء أهل الخبرة في التخصصات الأخرى غير الدينية من طب واقتصاد وغيرها، ولعل من أمثلة ذلك استناد دار الإفتاء المصرية مؤخرًا في فتواها عن حكم بخاخة الربو للصائم على كلام أهل الطب في ذلك.
وأشار المفتي إلى أن هذه المدرسة الوسطية تعد امتدادًا لمسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام مرورًا بكبار الأئمة الأعلام داخل مصر وخارجها أمثال الليث بن سعد وابن رشد وغيرهما.
وأوضح أن الإمام الليث بن سعد -رحمه الله- يُعد من أبرز فقهاء مصر على مر العصور، ويلقِّبه المحققون بفقيه مصر، وهو يستحق هذا اللقب عالي القدر لغزارة علمه، وقد عاش في القرن الثاني الهجري وعاصر الإمام مالكًا رضي الله عنه. وقيل عنه إنه فاق في علمه وفقهه الإمام مالك بن أنس، غير أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره في الآفاق، مثلما فعل تلامذة الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول: "الليث أَفقه من مالك إِلا أَنَّ أَصحابه لم يقوموا بِه".
وأضاف المفتي: إننا نؤيد ونبارك الدعوات المطالبة بقيام الجامعات الكبرى ومراكز الأبحاث المتخصصة بتجميع فقه وآراء ومرويات الإمام الليث بن سعد من بطون الكتب والأصول، فهو مصدر فخر واعتزاز للمصريين؛ نظرًا لسماحته وفقهه، فضلًا عن قربه من العهد النبوي وعهد الصحابة الكرام.