مفتي الجمهورية: علوم الذكاء الاصطناعي لا تتصادم مع الدين
قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- إن زيارته الأخيرة لدولة الهند كانت بترتيب مع السفارة الهندية بمصر ومع سفير الهند في مصر، وقد تم الترتيب لها منذ شهور، معربًا عن امتنانه للتفاعل الكبير الذي لاحظه في كافة اللقاءات التي حضرها مع القادة الدينيين والمجلس الهندي للعلاقات الثقافية، وكذلك شمول الزيارة بتغطية كبيرة من وسائل الإعلام الهندية المسموعة والمقروءة والمرئية.
وأكد مفتي الجمهورية أن مصر والهند تربطهما علاقات صداقة تاريخية وروابط حضارية متينة شكلت زخمًا قويًّا لعلاقاتنا الثنائية، مشيرًا إلى أهمية الزيارة التي تأتي تأكيدًا لِسَعْي دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، للتواصل مع الشرق والغرب، من أجل بناء جسور السلام، وبحث القضايا الدينية والفكرية والثقافية، تماشيًا مع استراتيجية دار الإفتاء؛ لتعزيز الصورة الذهنية للإسلام وتعزيز قوة مصر الدينية الناعمة بين الأمم والشعوب، والاضطلاع بدَورها الريادي في دعم مسيرة الحضارة والحوار في إطار توصيل الرسالة الدينية الوسطية للدولة المصرية، ونشر الوعي العالمي بقيمة مصر الدينية والتعاون مع كافة الجهات في الداخل والخارج لإنجاز ذلك.
وأضاف أن الأمانة العامة قدَّمت فرصة كبيرة لتقارب وتلاقح الأفكار والمناهج العلمية المختلفة، فعندما نتلاقى يحدث تقارب في العقول بدلًا من الانعزال، وحينها يحدث تبادل للخبرات وتلاقح للأفكار وتبادل للمناهج الإفتائية التي تصب في مصلحة صناعة الإفتاء الذي يؤدي إلى استقرار المجتمعات، فنقدم بذلك للعالم رسالة بأننا نريد البناء والنفع للبشرية جمعاء.
وأضاف قائلًا: "عندما فكرنا في إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لتكون مظلة جامعة للمؤسسات والهيئات الإفتائية على مستوى العالم، قصدنا إيجاد مساحة يقترب فيها العقل الإفتائي في بحث القضايا مع العقل الإفتائي الآخر والوصول لمنهجية، ولم يكن المقصود منها إلغاء الخصوصيات لكل مجتمع ولكل هيئة إفتائية".
وأثنى المفتي على اهتمام الهند بالتعليم والبحث العلمي مشيرًا إلى أن ما يشهده العالم الآن من ثورة علمية كبرى في شتى المجالات، خاصة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي- لَيُملي علينا أن نكون مشاركين فاعلين لا مجرد متابعين مُستقبِلين، حيث إن علوم الذكاء الاصطناعي لا تتصادم مع الدين ما تم الالتزام بالضوابط الشرعية؛ فالعلم خادم لجلب المصلحة ودرء المفسدة.