الأوقاف تفتتح دورة اللغة العربية الثانية للأئمة والواعظات بالإسكندرية
افتتحت اليوم الأربعاء فعاليات ثاني دورات اللغة العربية المتخصصة لأئمة وواعظات الأوقاف، لعدد (١٥٠) إمامًا وواعظة من مديريات: الإسكندرية والبحيرة والغربية، وذلك بمعسكر أبو بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية، حيث عقدت المحاضرة الأولى للدكتور أحمد شكم الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، بحضور الشيخ سلامة محمود عبد الرازق مدير مديرية أوقاف الاسكندرية، والشيخ/ نور الدين قناوي رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور جلال غانم مدير عام المراكز الثقافية بالخارج بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وفي كلمته رحب الشيخ نور الدين قناوي رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالحضور جميعًا، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف المصرية تعمل على الارتقاء بمستوى الأئمة والواعظات لغويًّا ودعويًّا وثقافيًّا بما يليق بمكانة الدعوة وذلك عن طريق البرامج التدريبية والتثقيفية المتميزة والمتنوعة، حيث أطلقت وزارة الأوقاف الدورات التدريبية المتخصصة في اللغة العربية وغيرها من أجل بناء الشخصية العلمية المتكاملة لأئمة وواعظات وزارة الأوقاف.
وخلال كلمته أكد الشيخ سلامة محمود عبد الرازق أن وزارة الأوقاف المصرية تشهد طفرة ملموسة في الدعوة إلى الله (عز وجل) داخل مصر وخارجها، وأن نجاح الداعية يتوقف على حسن إيصاله لرسالته وإخلاصه في النية، وأن ذلك يتطلب الإلمام باللغة العربية التي اختارها الله سبحانه وتعالى لكتابه الكريم، وتعلم اللغة العربية في حقه واجب شرعي، فالدعوة تحتاج إلى بلاغة وبيان ولا يتحقق ذلك بدون التمكن والإجادة في اللغة العربية، مع مراعاة مقتضى الحال، وأن يكون شغله الشاغل التطوير من نفسه.
وخلال المحاضرة أكد الدكتور/ أحمد شكم أن اللغة العربية أساس العلم ومفتاح التفقه في الدين، وأن القرآن الكريم يقوِّم اللسان فهو في أعلى درجات الفصاحة والبلاغة والبيان، وقد تحدى العرب ببلاغته وفصاحته، ولم يستطع أحد من الأدباء والبلغاء قديمًا ولا حديثًا أن يعارض البلاغة القرآنية، ولا يمكن أن يضاهيه كلام بشري، ووفقًا لهذا الاعتقاد، فإن القرآن هو الدليل المنزل على النبي (صلى الله عليه وسلم) للدلالة على صدقه ومكانته النبوية، وهو ما يؤكد قول الله (عز وجل): "قُلْ لئِن اجْتَمَعَتِ الإنْسُ والجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا القُرْآنِ لا يَأتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ ظَهِيرًا". موضحًا أن بلاغة القرآن الكريم قد بلغت مبلغًا عظيمًا من الرقي والجمال، والمتأمل في سر ذلك يجد أن كل لفظة في كتاب الله لا يسد مسدها لفظة أخرى، وكل ذكرٍ أو حذفٍ، أو تقديمٍ أو تأخيرٍ لا يتم المعنى المعجز بدونه، كما أن اختيار اللفظة القرآنية جاء في غاية الدقة والبيان، مشيرًا إلى نماذج مختلفة من القرآن الكريم.