وزير الأوقاف يُكرم المشاركين في دورة اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة التعاون الإسلام
كرَّم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المشاركين في دورة أكاديمية الأوقاف الدولية من أعضاء اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجاردن سيتي.
وهنأ وزير الأوقاف المشاركين في دورة أكاديمية الأوقاف الدولية من أعضاء اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي بانتهاء هذه الدورة المتميزة، التي عُقدت بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الرابع والثلاثين "الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي"، مما كان له أكبر الأثر في الجمع بين الجوانب النظرية والجوانب التطبيقية والفنية في هذه الدورة التي جاءت بعنوان: "أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني"، مرحبًا بالدكتور/ عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي متمنيًا للجميع مزيدًا من التوفيق في أداء الرسالة النبيلة لهذا المنتدى الإعلامي الهام.
وأكد وزير الأوقاف أنه من الختام نستلهم البدء فمن ختام أعمال المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين وإعلان وثيقة القاهرة لأخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني انطلقت هذه الدورة المتميزة بعنوان: "أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني"، ومن ختام هذه الدورة نستلهم البدء في تنفيذ الدورة القادمة بإذن الله تعالى تزامنًا مع انعقاد المسابقة العالمية للقرآن الكريم ديسمبر المقبل.
وأكد وزير الأوقاف أن الإعلام صناعة وفن ورسالة، ولا ينكر دوره وأهميته إلا مغيب عن الواقع، فلا شك أن الإعلام الهادف الرشيد أحد أهم مكونات الشخصية السوية، وأن الإعلام واحد من الأسلحة العصرية في المعارك والقضايا الفكرية والثقافية وتجييش الرأي العام أو تهيئته، وأن فقه المرحلة يحتاج إلى التوازن بين الإعلام الكاشف والإعلام الباني، فلا يمكن لأحد أن ينكر دور الإعلام الرشيد في بناء المجتمعات والدول بصفة عامة وبناء الفكر الرشيد بصفة خاصة، كما لا يمكن لأحد أن يتجاهل خطر استخدام بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل في العمل على هدم الدول أو إفشالها، وبخاصة الإعلام الممول من تلك المنظمات أو الدول الراعية للإرهاب، فالإعلام بصفة عامة جزء من الوطن ومن أهم مكوناته والإعلاميون هم نخبة من أبنائه ومثقفيه ومستنيريه، فمن يبصّر بقضايا الوطن الحقيقية ويواجه مخططات أعدائه إن لم يكونوا هم في الطليعة من ذلك؟
ونرى أن الإعلام الرشيد لا يمكن أن يقوم على مجرد تصيد الأخطاء أو حتى مجرد رصدها وينتهي دوره عند هذا الحد معتبرًا الإثارة غاية لا وسيلة‘ فالإعلام الرشيد هو ذلكم الإعلام الذي يسهم في اقتراح الحلول، ومعالجة المشكلات، ويهيئ الطريق وينيره أمام القائمين على شئون البلاد والعباد والمؤسسات، وهو الذي يذكر الإنجاز كما يبرز الإخفاق، والذي يشد على عضد المجتهدين كما ينعي باللائمة على المقصرين، الإعلام الرشيد هو الذي يعي طبيعة كل مرحلة وما تقتضيه المصلحة الوطنية، واختيار الأوقات المناسبة لمعالجة القضايا، الإعلام الرشيد يعني الموضوعية دون تهويل أو تهوين أو إفراط أو تفريط.
الإعلام الرشيد هو الذي يسمو صاحبه فوق الانطباعات الشخصية إلى درجة المعالجة الموضوعية، وهو الذي ينصف المختلف معه عندما يحسن أو يكون الحق في جانبه، كما ينصف المتفق معه أو حتى الموالي له ولا سيما إن كانت الصحيفة حزبية أو خاصة.
الإعلام الرشيد هو الذي يحدد أهدافه ويعمل على تحقيقها، ويرتب أولوياته ويعمل على إنجازها، ويتخذ من كل ما يؤدي إلى البناء والتعمير ومواجهة الفساد والانحراف ومحاولات إفشال الدولة خطا ثابتًا.
ذلكم هو الإعلام الذي نفخر به عندما نطلق عليه مصطلح الإعلام الوطني أو الإعلام الرشيد أو الإعلام النبيل، أو الإعلام الهادف، أو الإعلام البناء، وذلكم هو الذي يبقى ويضمن لصاحبه أو لمؤسسته خلودًا حقيقيًّا لا زيف فيه، ويسهم في بناء الشخصية القويمة وتشكيل الهوية الوطنية المبهرة.
على أن مفهوم الإعلام العصري يتجاوز عالم الصحافة والتلفاز إلى آفاق أوسع وأرحب تشمل كل آليات التواصل الحديثة والعصرية مقروءة ومسموعة ومرئية بشتى الآليات والأدوات والوسائل، فإذا كانت القيادة مسئولية وأمانة، فإن ممارسة النقد والتحليل أيضًا مسئولية وأمانة، وكلنا مسئولون أمام الله (عز وجل)، كل عن الأمانة التي ولاه الله إياها، كما أننا مسئولون عن بناء وطننا، والعمل على نهضته ورقيه من خلال سبل البناء والإصلاح لا الهدم والنقض، ولا النفعية أو حب الظهور، على أن الغالبية العظمى صارت تميز الغث من السمين، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ".
وفي كلمته وجه الدكتور/ عمرو الليثي الشكر والتقدير لمصر ورئيسها وحكومتها، ولوزارة الأوقاف المصرية وعلى رأسها معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وفريق عمله الذي ظهر على مستوى عالٍ من الاحترافية في استضافة هذه الدورة، كما رحب بضيوف مصر الكرام معربًا عن سعادته بوجوده في الاحتفال بختام دورة: "أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني"، مشيدًا بهذه الدورة وبتميزها، حيث شهد أعضاؤها مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين والذي تناول هذا الموضوع الدقيق، الذي يفرض نفسه على الساحة الرقمية بقوة، فالتطور الرقمي في تقدم يومي، وما أكثر تأثير الإعلام الرقمي على حياة الناس، والذي ألقى على الإعلاميين وصانعي الإعلام مسئولية كبيرة ألا وهي كيفية الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي في هذا الفضاء المفتوح، فالمشهد لم يعد مقصورًا على المهنين، بل أصبح كل من يحمل جوالًا يصول ويجول به في فضاء متسع من المنصات والتي تخترق كل بيت، لذلك أصبح من مهامها تحديد آليات للتعامل معهم محاولين الالتزام بأخلاقياتنا، وهذا يعني أن نضع في اعتبارنا العواقب المحتملة، وأن نتأكد من أننا نستخدم قوتنا من أجل صالح مجتمعاتنا التي لم تصبح في عصبة آمنة في زمن العولمة.
وأكد رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي أنه قد تم التطرق في هذه الدورة إلى مجموعة واسعة من موضوعات أخلاقيات الإعلام وتحديات العصر الرقمي، مشددين على أهمية الحقيقة والدقة والإنصاف في تقاريرنا، وكيف ينمو الإعلامي أخلاقيا في عصر الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، فضلا عن الحاجة إلى حماية الخصوصية ومراعاة أخلاقيات المهنة في العالم الجديد، مؤكدًا أن إدراك التحديات في عالم الإعلام الرقمي خطوة أولى في إيجاد وسائل للتعامل معها، مختتمًا حديثه بأنه واثق من تأثير هذه الدورة وهذه الحلقة العلمية إيجابيًّا على مهنية المتدربين جميعًا، وأن تكون إضافة لهم في سبيل التمسك بأخلاقياتنا في المشهد الحالي، معززين قيمة الإيجابية في مجتمعاتنا، آملا أن تكون الوسائط الرقمية مساحة أكبر مسئولية ونفعًا لمجتمعاتنا جميعًا.
وفي ختام الحفل كرم وزير الأوقاف المشاركين في الدورة الرابعة لاتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي التي عُقدت بأكاديمية الأوقاف الدولية في الفترة من 9 إلى 16 سبتمبر 2023م.