رئيس جامعة الأزهر يفتتح مؤتمر "الزراعة والتحديات المستقبلية"
أشاد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، بجهود كلية الزراعة جامعة الأزهر نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق رؤية مصر 2030م، جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الثاني الذي تنظمه كلية الزراعة جامعة الأزهر بالقاهرة تحت عنوان: (الزراعة والتحديات المستقبلية - الأمن الغذائي.. التحديات والمواجهة) برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبحضور فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة الدراسات العليا والبحوث.
وقدم رئيس الجامعة تهنئته للأمتين: الإسلامية والعربية بمولد خير الأنام ومصباح الظلام سيدنا محمد الذي أخرج الله تعالى به الناس من الظلمات إلى النور، وكان مولده مولد الرحمة والعدل والنور والهدى.
كما قدم رئيس الجامعة التهنئة إلى مصرنا الحبيبة حكومة وشعبا بيوم النصر المجيد في السادس من أكتوبر 73، يوم الشموخ والعزة والكرامة الذي تستمد منه روح النصر ونسائم التحرير والذي يثبت للدنيا كلَّها أن هذا الشعب قادر على أن يصنع النصر والعزة وأن هذه الأمة قادرة على تحقيق الأمل مهما طال الليل، ومهما أطبقت الظلمات فالصبح قريب.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن هذا المؤتمر الدولي الثاني يقام والأحداث المتلاحقة في العالم تثبت يوما بعد يوم أن من يملك قوته ويملك كلمته ويملك إرادته ولا يمد يده إلى غيره، وقد علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي اليد التي تملك وتعطي واليد السفلى هي اليد التي تأخذ وتتكفف الناس، مشيرا إلى أن تحقيق الكفاية في الغذاء من الواجبات التي تحرص عليها كل أمة.
وبين أن المصطفى-صلى الله عليه وسلم- قد جمع للإنسان الدنيا بحذافيرها في جملة واحدة، فقال صلى الله عليه وسلم: "من بات آمنا في سربه، معافا في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"، إنها الضروريات الثلاث: الأمن، والصحة، والغذاء، بهذا الترتيب الدقيق الذي رتبه الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ إن تحقيق الأمن ولو كنت تعيش في سرب صغير نعمة، وإن العافية نعمة، وإن امتلاكك قوت يومك نعمة، ومن امتلك الثلاثة فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها.
وبين رئيس جامعة الأزهر أن مصر كانت سلة غذاء العالم من حولها، وكانت البلاد تقصدها عند القحط والجدب والجوع، فكانت تعطي كل قاصد حمل بعير من الطعام يعود به إلى بلده ليطعم أهله، وقد حفظ القرآن الكريم هذه المكرمة لمصر في قوله جل وعلا على لسان إخوة يوسف: {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ}( يوسف 65 )، والمِيْرَةُ هي الطعام، وكان سبب هذا النجاح أن الله تعالى قيض لمصر من يحسن القيام على تدبير زراعتها، ووكل أمر زراعتها إلى صاحب الكفاءة والخبرة ومن يمتلك الفكر ويحسن التخطيط والتنفيذ والمتابعة، إلى نبي كريم من أنبياء الله تعالى وهو سيدنا يوسف -عليه السلام- الذي قال لفرعون: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (يوسف55)، نعم كانت مصر خزائن الأرض، وكان عليها حفيظ عليم، والأمل معقود على مصر أن تعود إلى هذا المجد العتيق وإلى هذه الريادة الكبرى في الزراعة التي تمتلك بها خزائن الأرض متى تحقق لذلك أسبابه، وما ذلك على الله بعزيز.
مضيفا إلى أنه أمام الزراعة في مصر مسئولياتٍ كبيرة لتعود مصر إلى مجدها التليد، ولا يزال العالم يعاني من مشكلات كثيرة في الزراعة، وعلى رأسها مشكلة المبيدات التي تسبب كثيرا من الأمراض، وتسبب الداء العُضال وتسبب الأمراض المسرطنة، وأصبح العالم اليوم يدعو إلى زراعة بلا مبيدات، إلى زراعة آمنة، ومحاصيلَ آمنة.
وأعلن رئيس الجامعة أن الجامعة هذا العام الدراسي شهدت إضافة ثلاث كليات جديدة إلى صرحها الشامخ: الكلية الأولى كلية الزراعة للبنات بالقاهرة تقف جنبا إلى جنب مع كلية الزراعة للبنين، وإني لأتقدم بالتهنئة إلى أعضاء هيئة التدريس في هذه الكلية الوليدة وأشد على أيديهن أن يكن لكلية الزراعة للبنين عونا وسندا، وأن يحققن إضافة في مجال الزراعة. والكلية الثانية: كلية الهندسة للبنات في قنا، وهي كلية ناهضة في حضن كلية الهندسة للبنين في قنا، تيسيرًا على بناتنا في الوجه القبلي في صعيد مصر الطيب.
والكلية الثالثة: كلية البنات الأزهرية في مدينة الخارجة محافظة الوادي الجديد لتخدم أهل شمال سيناء وتوفر لهم تعليما أزهريا مرموقا، وتوفر عليهم مشقة السفر الطويل، لافتا إلى أن
هذه الكليات الثلاث أنشئت بتوجيه كريم من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله تعالى وبارك فيه ونفع به الإسلام والمسلمين، وبعناية فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر، وإني لأتقدم لهم جزيل الشكر والعرفان، كما أتقدم بالشكر للسادة نواب رئيس الجامعة والسادة عمداء الكليات الذين قاموا على هذا الأمر وذللوا الصعوبات، وأخص بالشكر الدكتور جمال عبد ربه، عميد كلية الزراعة للبنين وأسرة كلية الزراعة للبنين، كما أشكر الدكتور محمد جلال، عميد كلية الهندسة للبنين في قنا، الذي بذل جهدا كبيرا في إنشاء كلية هندسة بنات قنا، كم أتوجه بالشكر لسعادة النائب الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي؛ لما بذله من جهد كبير في افتتاح هذه الكلية وكلية البنات الأزهرية بالوادي الجديد.
وأضاف رئيس الجامعة أن العام الدراسي الذي أشرق نوره بدا وجامعة الأزهر هي الأولى في ترتيب الجامعات المصرية الحكومية في تصنيف التايمز الدولية، وفي هذه الجامعة أيضا ما يقرب من أربعين عضو هيئة تدريس من أفضل 2 في المئة من علماء العالم في قائمة إستانفورد الدولية {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.