الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

المفتي: نهيب بالمجتمع الدولي أن يتضامن لإيصال المساعدات لغزة

كشكول


طلب الدكتور شوقي علام -فضيلة مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- من السادة الضيوف العلماء الأجلاء الكرام المشاركين في المؤتمر الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء مستشفى المعمداني بغزة، سائلًا الله تعالى أن يتقبلهم في الشهداء والصالحين، وأن يحفظ فلسطين وأهلها من كل سوء. 
وقال فضيلته: مِنْ هَذِهِ المِنَصَّةِ نُعْلِنُ تَأيِيدَنَا لِمَوْقِفِ الدَّوْلَةِ المِصْرِيَّةِ وَقَائِدِهَا فَخَامَةِ الرَّئِيسِ عَبْدِ الفَتَّاحِ السِّيسِي الَّذِي أَعْلَنَ بِحَسْمٍ رَفْضَ مِصْرَ لِتَهْجِيرِ الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ مِنْ أَرَاضِيهِ، وَنُهِيبُ بِالمُجْتَمَعِ الدَّوْلِيِّ أَنْ يَتَضَامَنَ مَعَنَا عَلَى ضَرُورَةِ إِيصالِ المُسَاعَدَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ إِلى الأَمَاكِنِ المَنْكُوبَةِ وَالمُتَضَرِّرَةِ مِنْ جَرَّاءِ العُدوانِ الغَاشِمِ، وَمِمَّا لا شَكَّ فيهِ أَنَّكُم جَمِيعًا كَعُلَمَاءَ أَفَاضِلَ تُشَارِكُونَنِي الرَّأْيَ في أنَّ مَا يَحدُثُ مِنْ عُدوانٍ على الشَّعْبِ الفِلَسْطِينيِّ الحُرِّ أَمرٌ يَتَعَارَضُ مَعَ جَميعِ الأديانِ وَالضَّمِيرِ الإنسانِيِّ وَالقانونِ الدَّوْلِيِّ وكُلِّ الأعرافِ والتقاليدِ الإنسانيةِ؛ لأنَّ ما يحدثُ بوضوحٍ هو تَطهِيرٌ عِرْقِيٌّ مُمَنْهَجٌ وَقَضَاءٌ نِهَائِيٌّ مُبْرَمٌ على الحقِّ الفِلسطينيِّ وَإِمَاتَةٌ تَامَّةٌ لِلقضيةِ الأُمِّ وَهِيَ قضيةُ الأقصَى المُبَارَكِ.
جاء ذلك خلال كلمة فضيلته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة" مضيفًا أن استضافة مصر لهذا المؤتمر في هذا الظرف الدقيق ورعاية الدولة المصرية العريقة لكافة الفاعليات التي تدعم التنسيق والتشاور بين علماء الأمة ومفتيها لدليل واضح على اضطلاعها بكافة مسؤولياتها ومهامها التي أَمْلَتها عليها تلك المكانة التاريخية تجاه الأمة الإسلامية والعالم أجمع.
وأكد فضيلة المفتي أن الاجتماع في هذا المؤتمر المبارك جاء لاستكمال المسيرة المباركة للعمل والجهاد الفكري، ومواصلة ما تم التعاون فيه سلفًا في فاعليات الأعوام الماضية من عمل دؤوب في سبيل الله تعالى وفي سبيل نهضة أمتنا وأوطاننا ومن أجل العمل على مواجهة التحديات التي تدهمنا.
وتابع فضيلته قائلًا: ونحن الآن في بدايات هذه الألفية الثالثة بما تحمله من تحولات جذرية وتحديات خطيرة تنعكس على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتنعكس أيضًا انعكاسًا خاصًّا وخطيرًا على مجال الخطاب الديني خاصة والأخلاق بصفة عامة، لذلك كانت الرؤية المختارة لهذا المؤتمر تدور حول مناقشة التحديات التي تواجه الفتوى ومؤسساتها في هذه الألفية الثالثة؛ حيث لا زالت تمر بالعالم أزمات عدة بسبب الصراعات السياسية والحروب التي هزت اقتصاديات العديد من الدول؛ لا سيما دول العالم الثالث أو ما يعرف بالدول النامية، وفي نفس السياق فإن شبح الإرهاب لا زال ماثلًا -وإن كان كامنًا- متربصًا مهددًا للأمن والسلم والاستقرار على رغم الجهود الكبيرة المبذولة من قِبَل الدول والحكومات فكريًّا وأمنيًّا.
وشدد فضيلته على أن تحدي وخطر الإرهاب لا زال بحاجة إلى مزيد من التعاون والتكاتف من المؤسسات الإفتائية من أجل محاصرة هذه الأفكار التي تبثها الجماعات الظلامية عبر العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك فإن العالم يشهد الآن تحولات جذرية هي أشبه بالطفرات النوعية في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي الذي أثار تطوره الكبير العديد من الإشكالات نظرًا لتأثيره البالغ في كافة مجالات الحياة تقريبًا، وتأثيره البالغ على حقوق الملكية الفكرية والإبداع الفكري، وكذلك انعكاساته على الدين والأخلاق بصفة عامة، مشيرًا إلى أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم كان لها فضل السبق في مؤتمرها السالف لمناقشة تحديات الفتوى والتحول الرقمي.
وأكد فضيلة مفتي الجمهورية أن كل هذه العوامل والتغيرات والتحديات لتلقي علينا جميعًا مسؤوليات جسامًا، وتُعلِّق في أعناقنا مزيدًا من الأمانات والمهام تجاه أمتنا الإسلامية بل والإنسانية بشكل عام، لأن هناك على المستوى الإنساني قدْرًا مشتركًا من القيم والأخلاق كالتعايش والتسامح والحفاظ على البيئة والأمن وحفظ النفوس والأموال والأعراض إلى آخر تلك القيم التي ينبغي علينا جميعًا أن نتعاون من أجل ترسيخها والحفاظ عليها باعتبارها الضمانة الوحيدة للاستقرار والأمن للأفراد والمجتمعات، وأيضًا من أجل الحيلولة دون انتشار الخراب والفوضى باعتبارهما نتيجة شبه حتمية لحالة السيولة الأخلاقية التي يجنح إليها العالم في وقتنا الحالي، مشيرًا إلى أن العالم على سبيل المثال يشهد موجة من الإلحاد تعمل على ترسيخ العدمية والعبثية وفقدان المعنى وعدم وجود غاية سامية لحياة الإنسان وهي معانٍ تنذر بتهديد منظومة القيم والأخلاق وكافة المعاني النبيلة التي سعت الإنسانية إلى ترسيخها كضمانة للأمن والاستقرار، لافتًا النظر لتلك الضغوط المبذولة من أجل تشتيت بل تدمير الهوية الجنسية للأجيال القادمة، والعبث بالمفاهيم الفطرية الخاصة بالذكورة والأنوثة وهي من التحديات الكبرى التي نحتاج إلى التعاون من أجل إيجاد صيغة جادة وفاعلة لتصحيح المفاهيم الخاصة بهذه القضية الخطيرة.