«تربوي» يكشف عن انخفاض مستوى المدارس الرسمية ويؤكد أصبحت وجاهة اجتماعية
أوضح الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة عين شمس، أن المدارس التجريبية المعروفة إسم المدارس الرسمية لغات، تتميز مناهجها بالصعوبة النسبية وارتفاع مستواها مقارنة بالمدارس العربية (سواء الحكومية أو الخاصة) حيث يتم فيها بدءا من الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية بل وما قبلها في مرحلة الكي جي دراسة المقررات باللغة الإنجليزية سواء في مواد اللغة الاجنبية أو الرياضيات أو العلوم.
وأشار إلى أن ذلك يحتاج إلى أطفال مؤهلين ذهنيا للالتحاق بتلك المدارس، غير أن الواقع يشير إلى أن القبول بتلك المدارس لا يخضع لأى معايير علمية أو نفسية تكفل انتقاء الأطفال الأكثر تأهيلا، حيث يكون التقديم من خلال المديريات بشكل الكتروني دون عقد اي مقابلات شخصية للأطفال المتقدمين، أو عقدها على مستوى شكلي فقط.
وأضاف أن الكثير من الأسر تميل إلى إلحاق أطفالها بالمدارس الرسمية، كنوع من التفاخر الاجتماعى أو تقليدا الأقارب أو الجيران دون النظر إلى امكانات الطفل واستعداداته العقلية، الأمر الذي ترتب عليه انخفاض المستوى العام لتلك المدارس بعد أن كان معول عليها الارتفاع بمستوى التعليم الحكومي ليكون أقرب إلى التعليم الخاص المميز بل والدولى.
وأشار إلى أنه من الممكن في المدارس التجريبية التحاق أطفال يعانون من تأخر عقلى وانخفاض مستوى الذكاء بما لا يتسق مع الدراسة باللغة العربية فما بالنا بالدراسة باللغة الإنجليزية، كما أن عدم عقد امتحانات في نهاية كل عام دراسي في الصفوف الثلاثة الأولي الابتدائية والنجاح الآلى للتلاميذ لا يسمح باكتشاف التلاميذ ضعيفي المستوى منهم وتوجيههم مبكرا إلى مدارس حكومية أو خاصة عربية تتسق مع قدراتهم كما أن الكثير من هؤلاء الاطفال ياتون من أسر بسيطة من الناحية الثقافية لا يتقن فيها أولياء الأمور المهارات اللازمة لمتابعة أولادهم في شرح وفهم الدروس في المقررات المختلفة وخاصة التي باللغات، ويزداد احتمال معاناة الكثير من التلاميذ من صعوبات تعلم في المواد المختلفة في ضوء عدم إتقانهم قواعد اللغة سواء العربية أو الاجنبية.
ونوه إلى أنه تزداد تلك الصعوبات مع تقدم الاطفال في التعليم ووصولهم إلى المرحلة الثانوية ( وخاصة ان الثانوى العام في التجريبيات لا يشترط حد أدنى للمجموع في الإعدادية كما هو الحال في المدارس العربية)، وبالتالي لا بد من إعادة النظر في قبول التلاميذ في المدارس التجريبية بحيث يعتمد القبول بها على عدة معايير تشمل مثل درجاتهم في اختبارات الذكاء والقدرات العقلية بحيث لا تقل عن المستوى المتوسط، وعقد مقابلة مع الوالدين للتأكد من تمتعهم بمستوى تعليمي أو ثقافي مناسب، ومع الطفل خلو التلميذ من اي اضطرابات قد تعوقه عن الاستمرار في الدراسة باللغات الاجنبية في سن مبكرة.
وشدد على ضرورة أن يعى أولياء الأمور أن تفوق التلميذ لا يعتمد على نوع التعليم أو المدرسة التى يلتحق بها بل على قدراته على مسايرة متطلبات التعلم والدراسة في المدرسة التي يتقدم إليها سواء كانت عربي أو تجريبي.