جامعة عين شمس تنظم ورشة عمل عن «مهارات الترجمة الصحفية من العبرية إلى العربية»
نظم قسم اللغة العبرية بكلية الآداب جامعة عين شمس برئاسة الدكتور سامية جمعة، ورشة عمل بعنوان «مهارات الترجمة الصحفية من العبرية إلى العربية»، في ظل الظروف الخطيرة التي تمر بها المنطقة، وحالة المتابعة اليقظة لكل ما يبدر عن الإعلام الإسرائيلي في هذه الآونة، تحت رعاية الدكتورة حنان كامل عميدة كلية الآداب جامعة عين شمس، وإشراف الدكتور محمد إبراهيم وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب.
حاضر في الورشة الدكتور محمد عبود مدرس اللغة العبرية وآدابها، وعضو الفريق المصري الذي تولى ترجمة وثائق حرب أكتوبر، وصدرت في 8 أجزاء عن المجلس القومي للترجمة.
وقالت الدكتورة حنان كامل عميد كلية الآداب جامعة عين شمس، إن الورشة تعد الأولى في هذا المضمار لكنها لن تكون الأخيرة، لافتة إلى أنها تتفق مع رسالة كلية الآداب جامعة عين شمس في التعاطي مع قضايا الوطن، وقضايا الأمة العربية، وبالأخص فيما يتعلق بالشئون الإسرائيلية التي تمتلك فيها كلية الآداب تاريخًا طويلًا من مواجهة الآخر، وكشف مخططاته.
ومن جانبها أكدت الدكتور سامية جمعة، أن الورشة مجانية، وتهدف إلى رفع مستوى الإلمام باللغة العبرية، وآليات المترجم، وتعد أولى الورش العملية المزمع عقدها في برنامج السنة الدراسية ٢٠٢٣/٢٠٢٤، والتي سوف تتضمن أيضا ورش عملية حول المصطلحات الدينية والأدبية والتلمودية، وقضايا فلسطينية.
وتناولت الورشة إشكاليات الترجمة عن العبرية في الصحافة والإعلام العربي، بدءا من مشكلات ترجمة المصطلحات الصهيونية وتعريبها، وتخليص النصوص المترجمة من السردية الإسرائيلية المنحازة والملونة، مع الحفاظ على الأمانة ودقة الترجمة.
وكشفت الورشة أن الصحافة العبرية كانت وما زالت تلعب دورًا خطيرًا في الساحة الإعلامية الإسرائيلية، وتؤثر بشكل غير مباشر، في صياغة بعض الرسائل الإعلامية بالمنطقة.
وأوضح الدكتور محمد عبود مدرس اللغة العبرية وآدابها، وعضو الفريق المصري الذي تولى ترجمة وثائق حرب أكتوبر، أن 85 صحيفة يومية صدرت في إسرائيل منذ نشأتها، 51 صحيفة بالعبرية، و10 بالعربية، وصحف أخرى باللغات الأصلية للمستوطنين الذين لم يهضموا اللغة العبرية، وظل ارتباطهم ببلادهم الأولى وثيق الصلة.
في بداية الورشة ألقى المحاضر الضوء على أهم الصحف المطبوعة، وأهم المنصات الإخبارية في إسرائيل، وتوجهات كل منصة من هذه المنصات، ومدى ارتباطها بجهات التمويل، والمؤسسات الحاكمة في إسرائيل.
وأكد عبود، أن إسرائيل ليست واحة حرية الرأي والتعبير، كما تدعي الدعاية الصهيونية، موضحًا أن جهاز الرقابة العسكرية على المطبوعات يتحكم في كل سطر ينشر في الصحافة العبرية لا سيما في الموضوعات الأمنية، والعلاقات الخارجية السرية، والملف النووي الإسرائيلي، وغيرها من المحاذير الإعلامية التي تزيد وقت الحرب.
وأشار عبود، إلى أن الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة كشفت عن حجم التوجيه الذي يقوم به ضباط الرقابة العسكرية في إسرائيل، والذي وصل إلى إجبار محرر عسكري بالتليفزيون الإسرائيلي على تكذيب نفسه، والتراجع عن تقرير مرئي يكشف عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو من قصف المستشفى المعمداني.
وأوضح عبود، أن تدخلات الرقابة العسكرية الإسرائيلية تصل أحيانا لفصل صحفيين من وظائفهم، ومنعهم من العمل الإعلامي، وتدمير مستقبلهم المهني، كما حدث في حالات كثيرة، ويشرف على الرقابة العسكرية ضابط رفيع من الجيش الإسرائيلي يُعرف بالرقيب العسكري، ويجب أن تعرض عليه كل المواد الصحفية والإعلامية في القضايا الحرجة، وهو الذي يقر أو يرفض النشر في مثل هذه الحالات.
وتناولت الورشة عددا من القضايا الإعلامية المهمة في إعداد المترجم الصحفي مثل أنواع الكتابة الصحفية، وتعريفات بكبار الكتاب والمؤثرين في إسرائيل، وتحليل لتوجهاتهم السياسية.
ووضع المحاضر سبعة شروط أساسية يجب توافرها في المترجم الصحفي عن العبرية.
وأكدت الورشة، ضرورة أن يتجنب المترجم عن العبرية خطر الوقوع في السردية الإسرائيلية، وأوضح الدكتور محمد عبود أن الإعلام الإسرائيلي يستخدم، عن عمد، عددا من المصطلحات الانتقائية، للتعبير عن كل ما يتعلق بالأحداث التي تخص إسرائيل وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والعلاقات الخارجية الإسرائيلية وغيرها، في عملية غسيل مصطلحات على غرار غسيل الأموال، والهدف من هذه العملية هو التلاعب بالرأي العام العالمي، وتغييب الوعي العام العربي.
وأكد عبود، أن مترجم اللغة العبرية لا يجب ألا يكون أداة توصيل لهذه المصطلحات الزائفة إلى اللغة العربية، حتى لا يساهم بذلك في غسيل مخ القراء العرب.
وتطرق الدكتور محمد عبود، إلى عشرات المصطلحات العبرية التي غزت إعلامنا العربي، موضحا دلالاتها وأبعادها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: عمليات الإحباط الموضعي بدلا من اغتيال فلسطينيين، جبل الهيكل بدلا من الحرم القدسي الشريف، حائط المبكى بدلا من حائط البراق، مناطق يهودا والسامرة بدلا من مناطق الضفة الغربية، المخطوفين الإسرائيليين بدلا من الأسرى لما في ذلك من دلالات قانونية مختلفة.