الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

كيف تواجه دار الإفتاء الفتاوى المتشددة المُضللة؟

كشكول

قال الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء استشعرت خطر الفتاوى الشاذة والمضللة على الأمة فأنشأت في 2014 مرصد "الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة" وقد سار هذا المرصد على نهج الصحابي ابن عباس رضي الله عنهما في جداله وحواره مع الخوارج بالحجج والبراهين، وهو مرصد يعمل على مدار الساعة من خلال محاور ثلاثة؛ الأول: عملية رصدية لما يصدر من فتاوى تكفيرية وآراء متشددة، والثاني: تحليل هذا المرصود من خلال وحدة التحليل الموجودة في دار الإفتاء المصرية، والأمر الثالث: إصدار تقرير عن عملية الرصد. مشيرًا إلى أن المرصد أصدر أكثر من 1000 تقرير حتى الآن كلها تعكس الخبرة التي اكتسبناها من خلال تحليل الأحداث والفتاوى.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية تعاملت مع الفتاوى التي تصدر من المتشددين في حق غير المسلمين بالرد والتحليل، وكانت هذه الفتاوى تحصر التعامل معهم في دائرة الحرام والمكروه، وتضيِّق دائرة التعامل المباح مع غير المسلمين، بالخلاف لما جاءت به الشريعة الغراء وبالمغايرة لفعل وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، فضلًا عن أغلب هذه الفتاوى هي فتاوى قديمة منقولة من كتب قديمة مختلفة السياق والزمان.
ولفت فضيلة المفتي النظر إلى قيام دار الإفتاء بدراسة المنشورات والكتابات المتطرفة، ويقوم فريق متخصص بتصنيفها، وكثيرًا ما يتم استهداف الدار من خلال كتائب إلكترونية، خاصة عندما يتم نشر أي شيء يخص دعم الدولة الوطنية لتكوين رأي عام مضاد، ونحن نقف طويلًا عند أي آراء بناءة نصحح من خلالها المسار وفكرة النقد البناء هامة وفكرة الوعي هامة أيضًا.
وقال فضيلة مفتي الجمهورية: "إن دار الإفتاء المصرية حرصت في عملها وفتاواها أن تعمل على حفظ استقرار المجتمعات والدولة الوطنية، والدعوة إلى قبول الآخر والتناغم معه في سبيل البناء الحضاري للإنسان والتعاون المشترك".
وأكد مفتي الجمهورية أنه بغض النظر عن الظروف التي نشأت فيها هذه الحركات السياسية والتي استغلت الدين استغلالًا خاطئًا؛ فقد فشلت فشلًا ذريعًا نتيجة سوء مذهبهم ومنهجهم، فقد سقط مشروعهم دينيًّا وقيميًّا وأخلاقيًّا منذ بداية نشأته، والسبب في ذلك أنه قام على أسس واهية، ومفاهيم خاطئة، وتصورات باطلة، وما بني على باطل فهو باطل، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية أطلقت منذ سنوات طويلة حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية تهدف إلى تغيير التسمية التي أطلقها تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميًا بـ"داعش" على نفسه، واستبدالها بتسمية "منشقي القاعدة"، معتبرة أن الاسم المستخدم حاليًا ساهم في تشويه صورة الإسلام.