"تربوي" يجيب عن 3 أسئلة مهمة بشأن متابعة المذاكرة بإجازة نصف العام
طرح الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أسئلة مهمة بمناسبة إجازة نصف العام 2023/2024، وهل المذاكرة الاستباقية أو قبل بداية العام الدراسي أفضل؟
- يجب لفت النظر إلى أن التعلم هو تغير شبه دائم في السلوك نتيجة الخبرة والممارسة وبالتالي فإن المذاكرة الاستباقية هي نوع من الممارسة التي تكسب الفرد خبرة وبالتالي تزيد من مستوى تعلمه.
- التكرار أحد الوسائل المستخدمة في عملية التعليم لتثبيت المعلومة وزيادة معدل استيعابها فالطالب يحتاج إلى عمليات التسميع ومعالجة المعلومات والتي قد تختلف سرعتها من شخص لآخر ويحتاج الطالب إلى عدد من مرات التكرار يتناسب مع قدراته.
- المذاكرة الاستباقية تعمل على تحضير الذهن وتنشيطه واستثارة تفكير الطالب وإثارة تساؤلاته حول الموضوع وترفع من مستوى حب الاستطلاع لديه وننصح دائما الطلاب باستخدام المذاكرة الاستباقية بطريقة صحيحة من حيث تسجيل الأسئلة والملاحظات المهمة وتلخيص النقاط المهمة.
- تعل على بقاء القدرات العقلية للطالب في حالة نشاط دائم ونمو مستمر لأن القدرات العقلية إذا لم يعمل الفرد على تنشيطها باستمرار فإن قدراتها تضعف وينخفض نشاطها ولذلك يجب أن تظل دائما في حالة نشاط حتى تنمو بشكل سليم.
- ولكن على الرغم من أهمية المذاكرة الاستباقية إلا أنه لا يجب الإكثار منها إلى الحد الذي يشعر معه الطالب بالملل أو الثقة الزائدة وفي مثل هذه الحالات قد تكون النتائج عكسية وتتمثل في عزوف الطالب عن المذاكرة أو ميله إلى الاستسهال في المذاكرة فيفقد التركيز على بعض النقاط المهمة نتيجة لثقته الزائدة في نفسه.
وتضمنت الأسئلة التي طرحها “حجازي”، هل المعلم يشرح بفعالية أكبر حينما يجد الطلاب قد قاموا بالمذاكرة الاستباقية أم أنه يفقد حماسه؟
- المعلم أصلا من المفروض أن يطلب من الطلاب تحضير الدرس ولهذا عدة فوائد:.
- توفير الكثير من الوقت والجهد داخل الحصة والتي قد لا تكفي بطبيعتها لتناول الموضوع بشكل جيد.
- إتاحة الفرصة كاملة لممارسة قدر أكبر من الأنشطة داخل الفصل الدراسي وذلك بسبب عدم اقتطاع وقت كبير في الشرح.
- المعلم أصلا دوره أصبح موجها وليس ملقنا وبالتالي فإنه وفقا لدوره الجديد فإن الدور الأكبر يقع على الطالب في التحضير للمعلومة وتجهيزها ويتفرغ المعلم لدوره الجديد وهو التنشيط والتوجيه.
- الاستعداد مسبقا للدرس يزيد من دافعية كل من الطالب والمعلم للاستعداد بشكل جيد للدرس وبصفة خاصة المعلم الذي سوف يبذل كثيرا من الجهد قبل الحضور للحصة في تحضيرها والاستعداد لأي سؤال طارئ من الطلاب لعلمه المسبق بأنهم قد قاموا بمذاكرته
- أما عن فكرة الدروس الخصوصية طوال السنة بحجة عدم نسيان الطالب:
- يجب العمل على بقاء القدرات العقلية للطالب نشطة وفي حالة نمو دائم ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك من خلال القيام بنشاط واحد وهو مذاكرة المواد الدراسية ولكن يجب تنويع الأنشطة والقيام بمهام معرفية وذهنية متعددة فتنويع الأنشطة يعمل على استثارة الذهن وتنشيطه ونمو قدرات الفرد المعرفية بشكل أسرع ولكن قصر النشاط المعرفي على جانب واحد يصيب الذهن بالخمول ويجعله يميل إلى تجاهل المزيد من الإيضاحات والمزيد من المعلومات ويصبح التكرار بلا فائدة لذلك من المهم جدا أن يعمل الفرد على تنويع نشاطاته الذهنية لتحقيق أكبر قدر من المتعة العقلية والإثارة والإبقاء على ذهنه متيقظا دائما ومتطلعا إلى الجديد باستمرار مدفوعا بحب الاستطلاع والذي تعتبر الجدة أو الحداثة من أهم أبعاده بمعنى أنه كلما كانت المثيرات المعرفية جديدة كلما كان ذلك أدعى إلى استثارة الذهن وتنشيطه.
- هل استخدام الألعاب التعليمية مثلا يمكن أن يكون بديلا للمذاكرة طوال السنة؟
- بالفعل تعتبر الألعاب التعليمية أحد البدائل المهمة للمذاكرة لأنها تعمل على توظيف القدرات المعرفية في القيام بأنشطة معرفية من خلال الترفيه وتقديم موضوع التعلم في أسلوب شيق وممتع وفي نفس الوقت تقضي على بعض المظاهر السلبية المصاحبة للتعلم عادة مثل الخمول والملل وتعمل على تنويع المثيرات وتنويع الأنشطة وهذا التنويع يفضله الدماغ ويستثار من خلاله.
- ولكن أيضا يجب أن يكون هناك بدائل أخرى مثل زيارات للمتاحف والأماكن التاريخية والمكتبات ومعرض الكتاب مثلا أو اكتساب مهارات عملية أو القراءة الحرة أو مشاهدة الأفلام التعليمية.
- ولا ينبغي أيضا إغفال دور الترفيه المجرد وممارسة الرياضة لأن هذا يساعد بشكل كبير على منح الذهن قدرا من الاسترخاء يساعده على العمل بكفاءة أثناء عملية التعلم بعد ذلك.