الحسابات الفلكية.. رمضان عدته 30 يومًا وأخر أيامه الأطول في ساعات الصيام
كشفت الحسابات الفلكية التي أعدها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن عدة شهر رمضان هذا العام 30 يوما.
وأشارت الحسابات الفلكية التي أعدها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، إلى أن آخر أيام شهر رمضان ستكون يوم الثلاثاء 9 أبريل الموافق 30 رمضان، وهذا اليوم هو أطول أيام شهر رمضان في عدد ساعات الصيام بمدة ساعات الصوم 14 ساعة و14 دقيقة.
وشهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة القمرية، ويأتي بعد شهر شعبان، ويتبعه شهر شوّال، وقد فضّله الله -تعالى- على باقي أشهر السنة؛ لأنّه أحد أركان الإسلام، كما أنَّ صيامه فَرض على كلّ مسلم، وعنه قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ).
ونظام التقويم الهجري يعتمد على الشهر القمري الذي يتمثل بالمدة الزمنية التي يستغرقها القمر في دورة كاملة حول الأرض والأشهر الهجرية هى "1 المحرم – 2 صفر – 3 ربيع الأول – 4 ربيع الآخر – 5 جمادي الأول – 6 جمادي الآخر – 7 رجب – 8 شعبان – 9 رمضان – 10 شوال – 11 ذو القعدة – 12 ذو الحجة".
والتقويم الهجري أو القمري أو الإسلامي هو تقويم يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر وتتخذه بعض البلدان العربية مثل السعودية كتقويم رسمي للدولة، وأنشأه الخليفة عمر بن الخطاب وجعل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة في 12 ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622م) مرجعًا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري.
فضل شهر رمضان
يختص شهر رمضان بكونه شهر الصوم عند المسلمين، ويختص بكونه أفضل أنواع الصوم، فيختص بكونه فرضا بمعنى: أن العبادة المفروضة أفضل من النفل، والتقرب إلى الله بما فرض أفضل رتبة من التقرب بالنوافل، كما يختص شهر رمضان بفضيلة نزول القرآن فيه، وبقيام لياله وغير ذلك، وشهر رمضان يقال له شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وصوم رمضان كفارة للذنوب وفي الحديث: «عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
ومما يدل على فضل شهر رمضان أن الله قد اختصه بفرض صومه على المسلمين حيث ذكر بالقرآن: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ﴾ للتنبيه على فضيلته، كما أن الله اختصه بنزول القرآن فيه بحسب المعتقدات الإسلامبة: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ أي: نزل إلى السماء الدنيا، في شهر رمضان، وتحديدا في ليلة القدر منه، وهي التي سماها الله تعالى: ليلة مباركة، ثم نزل بعد ذلك في فترات نزول الوحي في ثلاث وعشرين سنة، خلال الأيام والشهور.
وقد نزل في سائر الشهور، وقال عز وجل: ﴿وقرآنا فرقناه﴾، فقال: «أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان، إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوما في ثلاث وعشرين سنة فذلك بآية: ﴿فلا أقسم بمواقع النجوم﴾»
ومن خصائص التفضيل التي اختص بها شهر رمضان أن فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر التي كان فيها نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا ثم نزل بعدها في فترات نزول الوحي، وفي هذا اجتماع ثلاث خصال هي: فضيلة شهر رمضان، وفضيلة ليلة القدر، وفضيلة نزول القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر منه، كما أنه يجتمع للصائم من هذه الثلاث الخصال ثلاثة أعمال يحصل منها على الفضيلة هي: فضيلة صوم شهر رمضان، وفضيلة قيام ليلة القدر، وفضيلة قراءة القرآن في شهر رمضان، ومن محاسن التعبير في هذه الآية أنه تعالى ذكره أشاد بفضيلة شهر رمضان وفضيلة ليلة القدر وفضيلة القرآن، والتنبيه على أهمية ذلك والرفع من شأنه يفهم منه أن يكون له مزيد اعتناء واهتمام بالعمل الذي يجتمع فيه شهر رمضان صوم نهاره، وقيام لياليه وتحري ليلة القدر، وقراءة القرآن فيه، وثبت في السنة الاهتمام بتلاوة القرآن ومدارسته في شهر رمضان، والقرآن كما وصف بآية: ﴿هُدًى لِّلنَّاسِ﴾: أي: هاديا من الضلال، وآية: ﴿وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾ أي: دلالات واضحات من الحلال والحرام، والحدود والأحكام «والفرقان» أي الفارق بين الحق والباطل.
شهر رمضان موسم للطاعات، تتنزل فيه الرحمات، وتفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد الشياطين، وفي الحديث: «عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين»، وفي الرواية الأخرى: «إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين»، وفي رواية: «إذ دخل رمضان».