تربوي: لا أتقبل تخرج طلاب من الثانوية العامة والجامعة بدون دراسة الفلسفة
أكد الدكتور محمد كمال الخبير التربوي والأستاذ بجامعة القاهرة، أنه لا يمكن أن يتقبل أن تتخرج أجيال من الثانوية العامة ثم الجامعة دون أن تدرس الفلسفة.
أهمية تدريس مادة الفلسفة
وأضاف أن الفلسفة غذاء للروح والعقل في ظل المادية المفرطة في كل التخصصات، وبالطبع لا يقوم العلم بدون الطبيب والمهندس والعامل والفلاح وكل المهن. لكن بدون قواعد للتفكير السليم وخلاصة أفكار البشرية في شتى الموضوعات الإنسانية والعلمية وهي مجال الفلسفة لا تستقيم حياة البشرية.
وتابع، لم توجد حضارة إلا وقامت على أكتاف الفلاسفة أو كانوا نتاجها، في مصر الفرعونية إيبور وبتاح حتب، في آسيا كونفوشيوس ويوذا وزرادشت، اليونان سقراط وأفلاطون وأرسطو، الحضارة العربية الإسلامية الكندي والفارابي وبن سينا وبن خلدون الغزالي وبن رشد والعشرات.
وأكمل أن النهضة الأوروبية قامت على يد بيكون وديكارت وغيرهم، قام الاتحاد السوفيتي على أفكار ماركس، وروسيا الآن يوجهها عقليا ألكسندر دوغين، بينما قامت أمريكا على الفلسفة البرجماتية.
وأوضح أن تاريخ طويل لا يمكن إلا نتعرف عليه ونفهمه حتى نفهم كيف تقوم الحضارات وتنتهي لنقيم حضارتنا.
وشدد على ضرورة أن نتعلم كيف نفهم العالم، كيف تكتسب المعرفة، ما هي القيم والمثل العليا التي يجب أن يتصف بها الإنسان، وتلك هي مجالات الفلسفة، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يدرس الطالب كل ذلك ويستوعبه في مادة واحدة، لذلك متمسك بتدريسها في عامين لطلبة الثانوية العامة علوم وثلاث أعوام لطلبة الشعبة الأدبية.
أهداف تدريس الفلسفة
وقال إنه يرى ما آل إليه تدريس الفلسفة في مصر على يد أشباه المدرسين ممن يفتقرون لأدنى العلم بالفلسفة مما انعكس على سلوكياتهم في الشرح وقدرتهم على توصيل المعلومة بشكل صحيح حتى أنه لا يوجد مدرس واحد يدرس الفلسفة فقط، بل يدرسون دوما الفلسفة وعلم النفس رغم أن كلاهما علم منفصل تماما، زد على ذلك ما شاهدناه من آكلي المانجو والسائرين في مواكب حراسة والراقصات المبتذلات. وكلهم ليسوا أجهل من أن يدرسوا الفلسفة فقط، بل بعضهم أجهل من دابة.
وأكمل أن المحزن أن دفاعي عن تدريس الفلسفة لن يصب في مجمله في الصالح العام، بل لو حصد نتيجة فسيكون معظمها لصالح هؤلاء ممن حولوا الطلاب المراهقين إلى سلعة مما يجعلنى أفكر ألف مرة في كيفية تحقيق الهدفين معا: تدريس الفلسفة في الصفوف الثلاثة للثانوية العامة وفي نفس الوقت ألا تصبح لعبة في يد هؤلاء وتصبح غير ذات فائدة.