الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

نص كلمة الرئيس السيسي في حفل تخريج دفعات جديدة من الأكاديمية العسكرية

كشكول

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الخميس حفل الأكاديمية العسكرية المصرية لتخريج دفعات جديدة من طلابها لعام 2024

ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رسالة مؤثرة للشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال حفل الأكاديمية العسكرية المصرية لتخريج دفعات جديدة من طلابها لعام 2024، بحضور كبار رجال الدولة.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: "أخي الحبيب والصديق الحبيب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة أرحب بك وأشكرك على إنك أصريت تكون موجود معانا في حفل الأكاديمية العسكرية برغم مشاغلك، ولكن وجودك معانا شرف كبير لينا وحاجة تسعدنا، ربنا يحفظك ويحفظ بلادنا من كل شر وسوء".

وألقي الرئيس السيسي كلمة جاء نصها:

"يأتي شهر أكتوبر من كل عام.. حاملًا معه نسائم الانتصار والمجد.. تلك الأيام التي نستحضر فيها دروس النصر.. ونحتفي بالأبطال والشهداء.. ونحيى ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة.. التي تتزامن مع احتفالنا بتخريج دفعات جديدة.. من طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية.. لينضموا إلى ساحات الشرف والبطولة.. مدافعين عن أمن مصر وسلامة شعبها.. بعد أن تم إعدادهم، وفقًا لأفضل وأرقى المستويات العسكرية والعلمية.
في مثل هذه الأيام.. منذ واحد وخمسين عامًا.. حققت مصر نصرًا سيبقى خالدًا.. في ذاكرة هذا الوطن.. وعلى صفحات تاريخه المجيد.. انتصارًا؛ يذكر الجميع دائمًا.. بأن هذا الوطن - بتلاحم شعبه وقيادته وجيشه - قادر على فعل المستحيل مهما عظم.. وأن روح أكتوبر.. ليست شعارات إنشائية تقال؛ بل هى كامنة في جوهر هذا الشعب.. ومعدنـه الأصيـل.. تظهر جلية عند الشدائد.. معبرة عن قوة الحق، وعزة النفس، وصلابة الإرادة.. ويسجل التاريخ بكلمات من نور.. أن مصر عزيزة بأبنائها.. قوية بمؤسساتها.. شامخة بقواتها المسلحة.. وفخورة بتضحيات أبنائها.

إن ما حققته مصر في حرب أكتوبر المجيدة.. سيظل أبد الدهر، شاهدًا على قوة إرادة الشعب المصري.. وكفاءة قواته المسلحة.. وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم.
يأتي احتفالنا هذا العام، بذكرى نصر أكتوبر المجيد.. في ظرف بالغ الدقة فى تاريخ منطقتنا.. التي تموج بأحداث دامية متصاعدة.. تعصف بمقدرات شعوبها..وتهـدد أمــن وســلامة بلـدانها.. ويأتي هذا التصعيد الإقليي.. وسط أجواء من الترقب على المستوى الدولي..تذكرنا.. بما حققه المصريون - بالتماسك وتحمل الصعاب - من أجل بناء قوتنا المسلحة.. للحفاظ على سلامة هذا الوطن الغالـي.. وتبديــد أي أوهـــام لــدى أى طــرف..

إن اللحظة التاريخية الفارقة، التي تمر بها منطقتنا الآن.. تدعونا للتأكيد مجددا.. بأن السلام العادل هو الحل الوحيد.. لضمان التعايش الآمن والمستدام، بين شعوب المنطقة.. وأن التصعيد والعنف والدمار.. يؤدون إلى دفع المنطقة نحو حافة الهاوية.. وزيادة المخاطر، إقليميًا ودوليًا.. بما لا يحقق مصالح أي شعب، يرغب في الأمـن والسلام والتنمية..ومن هذا المنطلق، فإن مصر تؤكد موقفها الثابت.. المدعوم بالتوافق الدولي.. بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. كسبيل وحيد لإرساء السلام والأمن والاستقرار للجميع.  

اسمحوا لى أن أتوجه اليوم بالتحية والتقدير.. للقوات المسلحة المصرية.. تلك المؤسسة الوطنية العريقة.. التي لم ولن تتخلف يومًا.. عن التصدي لتحمل المسئولية، مهما ثقلت.. وتأدية الأمانة، مهما بلغت.. تحية لها بجميع أجيالها.. من المحاربين القدامى إلى الأجيال الصاعدة.

وسلامًا على شهداء مصر الأبرار من القوات المسلحة.. الذين ضحوا بأرواحهم فداء لشعبها.. وتحية لأسرهم وعائلاتهم.. الذين تحملوا قسوة الفراق.. وقدموهم ثمنًا غاليًا، ليعيش الوطن كريمًا مطمئنًا.

كما نتوجه بتحية احترام وتقدير متجددة.. إلى روح البطل الشهيد.. الرئيس محمد أنور السادات.. بطل استرداد الكرامة والأرض.. بالحرب والسلام.. بالشجاعة والرؤية الإستراتيجية.. ونقول لروحه اليوم:

"إن ما وهبت حياتك من أجله.. لن يضيع هدرًا أو هباءً.. بل وضع الأساس الراسخ.. الذي نبنى عليه.. ليبقى الوطن شامخًا والشعب آمنًا.. يحيا مرفوع الرأس على أرضه.. لا ينقص منها شبر.. ولن ينقص بإذن الله.. وهذا وعدنا وعهدنا لشعبنا العظيم".


ودعونى أؤكد في ختام كلمتي: أن سلامة هذا الوطن.. ما كان لها أن تتحقق.. في مواجهة تلك التحديات التي مررنا بها، على مدار السنوات الماضية.. لولا صمود هذا الشعب الأمين ووحدته.. فتضحيات أبناء هذا الوطن.. هي نهر عطاء مستمر على مدار التاريخ.. وإن اختلفت صورها..وستظل مصر بوحدة شعبها.. أكبر من جميع التحديات والصعاب.. وسيستمر تقدمها للأمام.. محفوظا بنصر الله ورعايته.. وإرادة وعزيمة أبناء هذا الشعب الكريم..كل عام وأنتم بخير، ودائما وأبدا.. وبالله العظيم تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".