مفتي الجمهورية: الدعوة لما يسمى بالمساكنة "تجرؤ على الأحكام الشرعية" وتقلل من شأن الأسرة
أكد فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الدعوات التي انتشرت بشأن بما يسمى بالمساكنة، تعد تجرؤا على الأحكام الشرعية التي حددت العلاقة بين الرجل والمرأة بأمور تهدف إلى استقرار الأسرة.
وأشار إلى أن هذه الدعوات تقلل من شأن الأسرة، وبالنظر إلى المجتمعات الغربية فلا تعرف للأسرة قوام وأحيانًا يصل الأمر بالشخص إلى اليأس والانتحار، ولهذا جاءت الرسالات السماوية لتنظم هذه العلاقة من خلال الزواج الشرعي، ونهت عن أي علاقة غير مشروعة، وكل ذلك يؤكد أن بناء الإنسان لا يتحقق إلا من خلال المنظور الشرعي الذي وضع الضوابط التي يمنع من خلالها الاعتداء على النفس والمال.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها مفتي الجمهورية، اليوم السبت، في الندوة التي نظمتها جامعة طنطا "بناء الإنسان"، بحضور الدكتور محمد حسين القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا، والدكتور محمود سليم نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور حاتم أمين نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وأدارها الدكتور ممدوح المصري عميد كلية الآداب ومقرر الندوة، في إطار تدشين سلسلة من المحاضرات واللقاءات مع طلبة الجامعات ضمن المشروع الذي أطلقته دار الإفتاء المصرية بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي ومؤسسات الدولة المصرية لنشر الوعي بين طلاب الجامعات المصرية، والذي يهدف إلى تعزيز الفهم الصحيح للقيم الدينية والوسطية بين الشباب.
وقال فضيلة المفتي: "إن العقود الأخيرة شهدت وقوع الشباب فريسة لخطابين متناقضين، أولهما خطاب ديني متطرف ومتشدّد، وثانيهما خطاب يدعو إلى التفلت من الدين بشكل كامل دون مراعاة أن الدين يُعَدُّ طاقة فاعلة في حياة الشعوب. كلا الخطابين يُصدِّر رسائل مُحبِطة ويائسة تنعكس على تصرفات الشباب وتؤدي إلى تشتت وعيهم".
وأكد فضيلته أن غياب الوعي لدى الشباب يُعد من أخطر الأسلحة التي يعتمد عليها أصحاب الأفكار المتطرفة، حيث يسعون إلى ملء عقول الأجيال الصغيرة بأفكار عدائية ومتشددة، مما يسهل استقطابهم ويجعلهم أدوات طيّعة في أيديهم لتحقيق أهداف خبيثة تهدف إلى هدم المجتمعات.
وأضاف فضيلة مفتي الجمهورية أنه بات من الضروري أن تكثف المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، من جهودها في نشر الوعي بين الشباب، وتعزيز إدراكهم بأهمية التمسك بالوسطية، والتحلي بالأخلاق الحميدة، والابتعاد عن التطرف والانحلال على حد سواء، موضحًا أن نشر الوعي بأهمية الانتماء للوطن والدفاع عن المجتمع يُعَدُّ من المهام الأساسية للمؤسسات الدينية.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن هناك حاجة ملحّة لوجود فقه خاص بقضايا الشباب يراعي ظروفهم الاجتماعية والنفسية، ويقدم لهم فتاوى عصرية تتناسب مع العصر، ويهدف إلى بناء وعي ديني ووطني متوازن". وأكد أن المحاضرة تأتي كخطوة أولى في سلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى استنقاذ وعي الشباب من تأثير التيارات المختلفة التي تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمع.
وشدد فضيلة المفتي في كلمته خلال الجلسة على ضرورة بذل الجهود لبناء إنسان عصري لديه الوعي ليميز بين الفتاوى التي تدعم جهود التنمية وبناء الأوطان وتلك التي تقوضها.