الدكتورة إيلاريه عاطف زكي تكتب عن العنف المدرسي
تعد ظاهرة العنف المدرسي من الظاهرات الاجتماعية الأكثر شيوعًا بين الطلاب، والتى تؤثر بشكل كبير على سير العملية التعليمية، والعنف کسلوك أو فعل يتسم بالعدوانية ويصدر عن طرف قد يکون فردا أو جماعة بهدف استغلال طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة بهدف إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة، والمرحلة الإعدادية تتسم بالعديد من المظاهر والسلوکيات کالعنف والتمرد.
وتأخذ أشكال متعددة منها العنف اللفظي أو ما يسمى بالإساءة اللفظية هو نوع شائع من أشكال العنف اللغوي والإيمائي يمارسه المعنّف بقصد تحقير زملائه أو إذلالهم أو لومهم أو تهديدهم، ويشمل مجموعة من السلوكيات بما في ذلك الاتهام الزائف، واللوم المستمر، والتهديد اللفظي، والانتقاد المستمر في العلن، ويعد العنف اللفظي أهم أشكال العنف والتنمر؛ لأنه في الغالب يترافق مع أشكال العنف الأخرى كالعنف الجسدي والعنف النفسي
أما العنف الجسدي فهو الأكثر شيوعًا بين الطلاب في مرحلة المرهقة والعنف ضد الممتلكات مما يؤدي إلي تخريب الممتلكات العامة للمؤسسات التربوية يتجـلى هـذا العنـف في الأعمال التخريبيـة. وهـي أكـثر أشـكال العنـف انتشـارًا.، وهـو كل فعـل يمكن وصفـه بأنـه اعتـداء متعمـد عـلى الملكية الخاصـة أو العامـة، ويعاقــب عليــه القانــون، يأخـذ التخريـب أشكال متعـددة، كالكتابة عـلى جـدران المدرسة أو الطاولات، أو كـسر النوافـذ، أو إتلاف معـدات مدرسـية، أو إلحـاق بالمسـاحات الخضـراء.
ونتيجة لتطور وسائل التواصل الاجتماعي بين الطلاب ظهر العنـف السـيرباين، وهـو شـكل مـن أشـكال التنمـر النفسي أو الجنسي الـذي يتـم عـبر الإنترنت، ويشـمل نـشر رسـائل البريد الإلكتروني أو إرسـالها، بما في ذلـك النصـوص أو الصـور أو مقاطــع الفيديــو، بغــرض مضايقــة فــرد، أو تهديــده، أو اسـتهدافه عبـر وسـائل التواصـل الاجتماعي، ونشـر الشـائعات أو المعلومات الكاذبـة، أو الصـور أو التعليقــات.
وتتعدد أسباب العنف المدرسي فعلى سبيل المثال نجد أن بعض الأسباب نابعة من المجتمع ذاته وهنا يشعر الطالب بالظلم أو التمييز أو عنف ناتج عن مشكلات اجتماعية وأسرية مثل حالات انفصال الأبوين أو شعور الطفل بأنه غير مرغوب فيه من قبل أحد الأبوين هنا نجد الطفل يسلك سلوك عدواني تجاه زملائه أو أصدقائه في مجتمعه سواء المدرسة أو النادي، وهناك سبب أخر ينتج عنه انتهاج الطفل سلوك عدواني وهو إتباع الأباء أساليب تربوية تعتمد على الضرب أو العنف وبالتالي يستخدم الطالب العنف مع زملائه في مجتمعه الخارجي
ولعلاج العنف المدرسي يجب أن تتضافر جهود الأسرة والمدرسة من خلال جود مرشد تربوي في كل مدرسة لعلاج المشاكل النفسية والسلوكية للطلبة والهيئة الإدارية، ونشر التوعية والتثقيف حول ظاهرة العنف المدرسي من خلال الندوات والبرامج العلاجية الفردية للطلاب والجماعية. وجود قوانين صارمة تحكم العملية التعليمية، ووجود عقاب قاسٍ لمن يمارس أنواع العنف المدرسي.. كمان أن إخضاع المعلمين لدورات قبل البدء بممارسة العملية التعليمية. إبلاغ إدارة المدرسة في حال التعرض إلى أي نوع من أنواع العنف. تجنب التحدث عن الممارسات التي تحمل خطورة عالية على الطلبة، لكي لا يتأثروا بها.
ويمكن للمعلمين الحد من تلك الظاهرة عن طريق الاهتمام بتفعيل الأنشطة الصفية واللاصفية لجعل البيئة التعليمية بيئة داعمة للسلوكيات الإيجابية.