طارق شوقي: معلم رياض الأطفال هو الأكثر تأثيرًا على مستقبل الطفل
افتتح الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مؤتمر النهوض بتنمية الطفولة المبكرة وسد الفجوة بين النظرية والتطبيق، اليوم، الأحد، الذي نظمته هيئة اليونيسف برعاية الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبمشاركة وزارتي الصحة والسكان والتضامن الاجتماعي ومركز التميز التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس.
وأكد طارق شوقي، في بيان لجامعة عين شمس، أن أولى خطوات بناء الإنسان المصريح- الذى هو هدف كافة الوزارات وجهود الدولة- هو بناء الطفل المصري الذي يتشارك في تكوينه أولياء الأمور ومعلمين رياض الأطفال، كما أن أكثر ما نعانيه في مرحلة التعليم الإبتدائى هو وصول الطفل لهذه المرحلة بقدرات أقل كثيرًا من أقرانه فى العالم.
وأضاف الوزير أن الطفل في دول العالم في مرحلة ماقبل المدرسة يمتلك ما يعادل ٢٥ ألف كلمة كحصيلة لغوية تسهم فى تعبيره عن رغباته وإحتياجاته وآماله، كما يمتلك أكثر من ٧٥% من القنوات العقل في حالة متفتحة ومستعدة لاستقبال العلوم، وعند المقارنة بالطفل الذي يعيش بالشرق الأوسط، نجد يمتلك ٧ آلاف كلمة كحصيلة لغوية و٤٠ % فقط من القنوات العقلية مستعد لاستقبال المعلومات، مشيرة إلى أن ذلك يرجع ذلك لعدم وعي أغلب أولياء الأمور بما يجب فعله في التعامل مع الطفل من عمر يوم أو من قبل الولادة لذا مجتمعنا المصرى فى حاجة كبيرة لتوعية أولياء الأمور.
وأوضح شوقي أن "الطفل المهمل الذي لا يتلق رعاية واهتمام كافية من أسرته يعاني من مشاكل في التواصل مع المجتمع، فمن هنا تأتي أهمية توعية أولياء الأمور والمقبلين على الزواج بأسس ومبادئ التربية السليمة ولنتمكن من تخريج طفل أفضل".
وأشار الدكتور طارق شوقي إلى تطوير مناهج رياض الأطفال التى تتضمن الكثير من المهارات الحياتية ولا تقتصر على التعليم بالتلقين، لكن ذلك لن يؤتي ثمارة بدون معلم مميز لذا نطالب كليات التربية بجيل جديد مميز قادر على تدريب طفل متوازن قادر على الإبداع وخاصة أن معلم رياض الأطفال هو الأكثر تأثيرًا على مستقبل أطفالنا وبالتالي مستقبل الوطن ومن الضرورى تواصله مع الآباء؛ لذا تم إعداد كتيب إرشادي للأسرة يتضمن تعريف بنظام المناهج الجديدة؛ نظرًا لأننا بحاجة لتضافر كافة الجهود من الحكومة وهيئات المجتمع المدني والإعلام.
ومن ناحيته، أشار الدكتور برونو مايز إلى جانب من إنجازات اليونسيف في مصر حيث تم تحقيق تقدمًا كبيرًا في البحوث والبرامج والسياسات المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة، في العشرين عامًا الماضية ورغم ذلك فنحن بحاجة إلى المزيد من الجهود، حيث أكدت الأبحاث أن الرعاية الغذائية والصحية والنفسية لها تأثير مباشر على النمو العقلي لدى الأطفال.
وقال مايز إن النمو السريع للدماغ الذي يحدث خلال مرحلة الطفولة المبكرة هو أمر مذهل، وهو يؤثر على قدرة الأطفال على التعلم، وعلى حل المشكلات وعلى علاقتهم بالآخرين، وهذا، بدوره، له تأثير كبير على حياة الكبار، فهو يؤثر على قدرتهم الإقتصادية وعلى مدى مساهمتهم في مجتمعاتهم كما يؤثر على سعادتهم مستقبلًا، ويجب أن تهتم مصر بشكل كبير بذلك خاصة عندما نعرف أن ما يقدر بنسبة ٣٠% من الأطفال في مصر دون سن الخامسة معرضون لسوء النمو بسبب الفقر.
وفي صعيد متصل، تحدث الدكتور عبد الناصر سنجاب حول أهم أهداف المؤتمر وهي زيادة الوعي بمفهوم تنمية الطفولة المبكرة وتحديد الطرق الأكثر فعالية وتأثيرًا لجذب الاستثمارات في مجال تنمية ورعاية الطفولة المبكرة، كما يسعى المؤتمر إلى تحفيز الباحثين والأكاديميين ومؤسسات المجتمع المدنى لتعزيز التعاون فيما بينهم فى مجال تنمية ورعاية الطفولة المبكرة وذلك لتحقيق خطة التنمية الوطنية ورؤية ٢٠٣٠ وأهداف التنمية المستدامة.
فيما أضافت سحر مشهور أن الإستثمار في السنوات الأولى من عمر الطفل هو الاستثمار الأنجح، فمنذ اليوم الأول يتكون فكر ووعي ومهارات الإنسان وفيها يتلقى مبادئه من نبذ العنف والعمل الجماعى وحب الابتكار والإبداع ويكون الإتجاهات نحو الأمور المختلفة؛ فلذلك هي مرحلة هامة وفعالة ومؤثرة جدًا إذا تم استثمارها بشكل جيد.
وأوضحت الدكتورة سعاد عبد المجيد أن وزارة الصحة بدأت منذ هذا العام عهد جديد، حيث تطلق عدة مشروعات تهتم بأول ١٠٠٠ يوم في حياة الطفل، حيث اهتمت الوزارة بخفض معدل الوفيات فى الأطفال إلى ٥٠% وخفض معدل الوفيات في الأمهات إلى ٦٠% وكذلك رفع معدل التغذية الصحية السليمة، حيث تهتم وزارة الصحة والسكان بتوفير رعاية متكاملة لا تقتصر على توفير العلاج بل تمتد للوقاية من كثير من الأمراض التى تؤثر على بنيان الإنسان المصرى.
وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم توعوي للفنان أحمد حلمى سفير النوايا الحسنة لليونيسف تحت شعار "السنين الأول بتفرق" حول اهمية الثلاث سنوات الاولى في حياة الطفل وأهمية وعى الآباء والأمهات بما يجب عليهم فعله خلال تلك المرحلة وليس فقط الإكتفاء والموروث الإجتماعى.
وأوضح الدكتور ماجد أبو العنين أن الكلية تسعى جاهدة إلى دعم وتحفيز الباحثين والأكاديميين ومؤسسات المجتمع المدنى التى تعمل على النهوض بمجال تنمية ورعاية الطفولة المبكرة؛ وذلك لتحقيق خطة "التنمية الوطنية.. رؤية 2030 وأهداف التنمية المستدامة"؛ مُشيدًا بالدور الفعال والمثمر الذي تبذله منظمة اليونيسف وحرصها الدائم على تنمية مجال الطفولة.
وأضافت الدكتورة رشا كمال، مدير مركز التميز التربوي، أنه من المقرر أن يُسلط المؤتمر الضوء على أحدث الأساليب التي يتم اتباعها في مجال تنمية الطفل ويُناقش خلال فعالياته أبرز نتائج الأبحاث التي تم تنفيذها عالمياً وأثرها في إثراء مجال تنمية ورعاية الطفولة المبكرة؛ مؤكدة على استمرار مركز التميز التربوي في الفعالة مع كافة المنظمات والجهات الحكومية التي تهدف الي دعم وتنمية الطفولة المبكرة.
واستعرضت الدكتورة رشا كمال جلسات المؤتمر الذى يستمر على مدار يومين والتي تزيد عن ١٠ جلسات يقدم فيها باحثين وعلماء من مختلف بلاد العالم تجاربهم وأبحاثهم.
يذكر أن المؤتمر جاء في إطار إهتمام الدولة بتنمية ورعاية الطفولة المبكرة واعتبارهها واحدة من أولويات خطة التنمية الوطنية، وذلك بحضور الدكتور عبد الناصر سنجاب، نائب رئيس جامعة عين شمس، وبرونو مايز، ممثل هيئة اليونيسف؛ وسحر مشهور، نائبًا عن وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتورة سعاد عبد المجيد، رئيس قطاع الرعاية الأساسية، نائبًا عن وزيرة الصحة، والدكتور ماجد أبو العنين، عميد كلية التربية، والدكتورة هويدا الجبالي، عميدة كلية الدراسات العليا للطفولة، والدكتور حازم راشد، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور أسعد عبد الخالق، وكيل الكلية لشئون الدارسات العليا، والدكتور حسن عجوة، وكيل الكلية لشئون الطلاب، والدكتورة إيناس حجازي، مدير برنامج تنمية الطفولة المبكرة بمنظمة يونيسف، والدكتورة رشا كمال، مدير مركز التميز التربوي، والدكتور سعيد خليل عميد كلية التربية السابق، والدكتورة هيام نظيف عميد كلية الدراسات العليا للطفولة السابق.