العنف في المدارس.. كيف نواجهه؟
أساتذة علم النفس: المجتمع هو المتهم الأول.. والدين والرياضة هي الحل
انتشرت فى الأونة الأخيرة ظاهرة العنف بالمدارس سواء من الطلاب ضد المعلمين أو العكس، وتفاقمت الظاهرة بشكل يكشف عن خلل يؤثر على مستقبل جيلا بأكمله.. ناقش "كشكول" خبراء علم النفس والإجتماع لكشف أسباب تلك الظاهرة وكيفية التصدي لها.جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى، يـرد أسباب انتشار الظاهرة إلى تجاهل المجتمع أهمية الثقافة المجتمعية وكيف نعلم الاطفال منذ الصغر الوسطية، وفهم الدين الصحيح والمجتمع والقيم والوعى المجتمعى وأهمية الأسرة. التى فقدت احترامها بين أفرادها. ويدين فرويز الإعلام المرئي، الذى وصفة بالمتهم الأول الذى نجح نجاحا كبيرا فى تدمير الشخصية المصرية وترسيخ العنف بين الأجيال الصاعدة، ويضيف فراويز إن الأيادى السوداء نجحت فى إفساد العملية التعليمية والصحية فى مصر. ومحت كلمة التربية من التربية والتعليم، ونشأت الطفل وسط مجتمع يعرض عليه أفلام العنف ولا يعلمه أى مبادئ وأسرة غير متماسكة تجعل منه شخصا عدوانيا بطبيعة الأمر، فيجب قبل الحديث عن إنتشار ظاهرة العنف يجب معالجة سلوكيات المجتمع بأكمله ومحاسبة الإعلام فيما يقدمه أولا .
وتقول سوسن فايد أستاذ علم الإجتماع بالمركز القومى للبحوث الإجتماعية، إن تلك الظاهرة لها أكثر من عامل وتحتاج وعى المسئولين قبل الطلبة بمعنى خلق مناخ مهيئ للوسطية والإعتدال بتفعيل دور الأخصائى النفسى بالتواصل مع الأسرة وتوجيهها لكيفية التعامل مع الطفل بدون عنف. وكذلك تدريب المدرسين على كيفية التعامل مع الأطفال واتباع الأساليب التربوية الصحيحة؛ لأن تعنيف الطفل باستمرار يخلق لديه سلوكا عنيفا، فضلا عـن دور الإعلام فى تنمية العنف لدى الأطفال.
ويرى أحمد فخرى أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس أن مؤسسات التنشئة الإجتماعية كالأسرة والمدرسة والمؤسسات الرياضية لها دورا كبيرا فى توجيه النواحى السلبية والإيجابية فى تشكيل سيكولوجية الأطفال ،كذلك تعرض الطفل لمشاهد العنف داخل الأحياء السكنية يطبع لدى الطفل محاكاة العنف وتطبيقه على زملاءه ومن حوله. كذلك مشاهدة الأفلام لتى بها محاكاة للعنف وجرائم السطو كل هذه العوامل تتدخل فى تشكيل سيكولوجية الطفل.
ويؤكد فخرى أن التكوين السيكولوجى للطفل يبدأ من تطبيق الأسرة لقواعد الممنوع والمرغوب، العقاب والصواب، وكذلك فكرة وجود القدوة التى تجذب الطفل وتتتحكم فى تشكيل وتكوين شخصيته سـواء داخل البيت أو المدرسة ،فالمدرس العنيف تجاه طلابه يولد لديهم العنف ، والمجتمع كلما تفشى به العنف. كلما أثر ذلك فى شخصية الطفل. لذلك نؤكد على أهمية الجوانب التى تهذب السلوك مثل الأخلاق، الخطأ والصحيح، الجانب الروحانى داخل البيت أولا ثم المدرسة.
كذلك لابد من تفعيل دور المؤسسات الرياضية لأن الرياضة تخفف من العنف وتقويم السلوك، وتغليظ دور المؤسسات الدينية، وترسيخ الفكـر الدينى المعتدل والوسطى لدى الأطفال.