المدارس بترفضهم| أولياء أمور يوضحون معاناة طلاب الكرسي المتحرك.. ومواقف إنسانية من الوزير
طالب الكرسي المتحرك يمثل مثالًا حيًا للإصرار والتحدي، حيث يواجه تحديات يومية تفوق ما يواجهه أقرانه، ورغم القيود التي تفرضها حالته الصحية على حركة جسمه، إلا أن طموحه وإرادته يمكنانه من تخطي العقبات وتحقيق النجاح في دراسته وحياته.
في ذات السياق، يرصد "كشكول" معاناة طلاب الكرسي المتحرك داخل الفصول الدراسية، كما يتناول أول مرة الاهتمام الذي يبديه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور محمد عبد اللطيف، في جولاته التفقدية للمدارس، حيث وجه بضرورة تخصيص فصول لطلاب الكرسي المتحرك في الطوابق الأرضية.
مصادر بوزارة التعليم: تخصيص فصول أرضية لطلاب "الكرسي المتحرك"
كشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أن هناك تعليمات واضحة للمدارس بضرورة تخصيص الفصول في الطوابق الأرضية لطلاب الكرسي المتحرك، ويعود ذلك إلى أن وجود الطالب في الطوابق العليا يتطلب مساعدات إضافية عند الصعود والنزول من الفصل، مما يشكل عبئًا إضافيًا عليه.
وبذلك، يُعد تخصيص فصول في الطوابق الأرضية أمرًا ضروريًا لضمان راحة الطالب وسهولة وصوله إلى العملية التعليمية، ولتوفير بيئة تعليمية تضمن المساواة بينه وبين زملائه.
مواقف إنسانية لوزير التعليم مع طلاب الكرسي المتحرك
في بداية الفصل الدراسي الأول، قام الوزير محمد عبد اللطيف بعدد من الجولات التفقدية، وخلال زياراته لمدارس الجيزة، التقى بعدد من طلاب الكرسي المتحرك.
وخلال جولته في مدرسة محمد كريم الابتدائية التابعة لإدارة جنوب الجيزة، أصدر الوزير تعليماته بتخصيص عامل لمرافقة الطالب جمال محمد جمال، من ذوي الاحتياجات الخاصة في الصف الخامس الابتدائي، وذلك نظرًا لصعوبة انتقاله يوميًا، مما كان يتسبب في غيابه المتكرر. كما قرر الوزير أن يكون فصله في الطابق الأرضي لتيسير تنقلاته.
وفي نفس السياق، كان الوزير قد التقى خلال افتتاح مدرسة محمود بكري الإعدادية في محافظة قنا، بإحدى الطالبات من ذوي الهمم في الصف الأول الإعدادي، حيث أجرى معها حوارًا لتفقد حالتها والتأكد من عدم وجود صعوبات تواجهها، مشجعًا إياها على التفوق والاجتهاد في دراستها.
معاناة أولياء أمور طلاب الكرسي المتحرك: ماذا قالوا لـ"كشكول"؟
تروي أية عيسى، والدة أحد الطلاب الذين يستخدمون الكرسي المتحرك، معاناة هؤلاء الطلاب في المدارس سواء الحكومية أو الخاصة، حيث تبدأ الصعوبات منذ مرحلة التقديم، مشيرة إلى أن العديد من المدارس ترفض قبولهم، وخاصة المدارس الخاصة، وإذا قبلت إحدى المدارس الطالب، فإنها تشترط أن يأتي الطالب فقط لأداء الامتحانات دون حضور باقي العام الدراسي.
وأضافت أية عيسى: "يواجه الطلاب أيضًا صعوبة كبيرة في الفصول، حيث يفترض تخصيص فصول لهم في الطوابق الأرضية، ولكن هذا لا يحدث في كثير من الأحيان، بل يتم وضعهم في فصول بالطوابق العليا، مما يسبب لهم صعوبة في الصعود والنزول".
كما أشارت إلى مشكلة أخرى تتعلق بعدم وجود دورات مياه مخصصة لهم وموافقة لحالاتهم الخاصة.
من جانبها، تقول ريهام أحمد، وليّة أمر أخرى، في تصريحاتها لـ "كشكول": "ابني يواجه صعوبة كبيرة في حصص الألعاب، حيث يضطر مدرب الألعاب إلى جعله ينتظر على الجانب حتى انتهاء الحصة، دون أن يشارك زملاءه في الأنشطة، رغم أنني أعلم أن هناك ألعابًا مناسبة له".
كما أضافت: "نواجه صعوبة أخرى تتعلق بالتعنت من بعض مديري المدارس، الذين يصرون على أن الطلاب لا يذهبون إلى المدرسة طوال العام، بل يقتصر حضورهم على فترة الامتحانات فقط.
وهناك مدارس أخرى تشترط وجود مرافق مع الطالب، حتى إذا كان بالإمكان أن يكون الطالب معتمدًا على نفسه".
وأشارت ريهام إلى أن المدارس يجب أن تأخذ في اعتبارها تجهيزات خاصة لطلاب الكرسي المتحرك، خاصة فيما يتعلق بالتجهيزات الأساسية داخل المبنى، كي يتسنى لهؤلاء الطلاب التعلم في بيئة مدرسية متكافئة وآمنة.