الجمعة 10 يناير 2025 الموافق 10 رجب 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

عاجل| خطوة جيدة ولكن.. متخصصون يحذرون من هذه النقاط عند تطبيق البكالوريا

كشكول

يعد نظام البكالوريا الجديد خطوة هامة نحو تطوير نظام التعليم الثانوي في مصر، حيث يتبنى مفاهيم جديدة تهدف إلى تخفيف الضغوط على الطلاب وتحسين مستوى التعليم، ومن أبرز التعديلات التي أثارت الجدل هي التغيير في طريقة تدريس اللغة العربية، حيث تم تقليص عدد السنوات التي يتم تدريس المادة فيها لتقتصر على الصفين الأول والثاني الثانوي، وهذا التعديل فتح المجال للعديد من التساؤلات حول مدى تأثيره على مكانة اللغة العربية في النظام التعليمي، خاصة في الصف الثالث الثانوي.

اللغة العربية في البكالوريا: بين الإصلاحات الجذرية والمخاوف من الإهمال

تحدث الأستاذ مهتدي سلطان، كبير معلمي اللغة العربية، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، عن موقفه من وضع اللغة العربية في النظام الجديد قائلًا: "الوضع الحالي يظهر أن الوزير يقدر اللغة العربية، والدليل على ذلك هو تخصيص 25% من مجموع الثانوية العامة لها. 

كما أن اللقاء الأخير بين الوزير عبد اللطيف وشيخ الأزهر أكد على ضرورة الاهتمام باللغة العربية". ومع ذلك، أشار إلى أن هذا الاهتمام لا يبدو متوافقًا مع ملامح النظام الجديد، حيث يتم حذف اللغة العربية من الصف الثالث الثانوي، وأضاف: "لا يمكن الحكم على النظام الجديد بشكل نهائي قبل أن تظهر صورته الكاملة، فما يُنشر في الصحف حاليًا ما هو إلا تصورات عن النظام".

وتابع سلطان، موضحًا أن لغة العرب في الصف الثاني الثانوي ستتناول محتوى أقل بكثير من الصف الثالث، مما قد يضعف مكانتها، وأكد على ضرورة عدم التسرع في إصدار أحكام قاسية على النظام الجديد قبل أن نرى التطبيق الفعلي له، مضيفًا أن الحفاظ على الهوية العربية والمظهر العام للغة يعد أمرًا أساسيًا.

وفي ختام حديثه، أشار مهتدي سلطان إلى أن النظام الجديد قد يكون خطوة مهمة لتقليل التوتر والضغوط النفسية التي يعاني منها الطلاب بسبب الثانوية العامة، لأن تقديم أكثر من فرصة للطلاب قد يساهم في تحسين أداءهم الدراسي.

د. مهتدى سلطان يكتب: "الغناء والطبل في مراكز الدروس: بين الأساليب الرخيصة والآثار التعليمية"
الأستاذ مهتدي سلطان

بينما قال إبراهيم بدر، مدرس اللغة العربية، لموقع "كشكول"، "وداعًا للتلقين.. أهلًا بنظام البكالوريا المصري"، معبرًا عن تفاؤله بإطلاق النظام الجديد الذي يمثل تحولًا كبيرًا في التعليم الثانوي بمصر، ويعد طرح شهادة البكالوريا المصرية خطوة جريئة نحو إصلاح شامل، حيث يبتعد النظام عن ثقافة الحفظ والتلقين التي استمرت لفترات طويلة، ويركز بدلًا من ذلك على تطوير المهارات الفكرية والنقدية وتعزيز التعلم متعدد التخصصات.

وأضاف إبراهيم بدر، أن أبرز مميزات النظام الجديد هو تقسيم المواد على عامين، مما يخفف من الضغوط النفسية التي يعاني منها الطلاب، كما أن تقديم فرص متعددة للامتحانات يساهم في تقليل العبء عليهم وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتراف الدولي بشهادة البكالوريا المصرية يفتح أمام الطلاب أبوابًا جديدة للدراسة في الجامعات العالمية، وهو ما يعكس طموحًا لتأهيل جيل قادر على المنافسة في الساحة الدولية.

ومع ذلك، يعتبر بدر، أن النجاح الحقيقي لهذا النظام يعتمد بشكل أساسي على آليات التنفيذ ومن الضروري أن يتم تدريب المعلمين بشكل جيد، وتطوير المناهج لتتوافق مع فلسفة النظام الجديد، كما أشار إلى أن الحوار المجتمعي، الذي دعا إليه رئيس الوزراء، سيكون جزءًا حاسمًا في ضمان قبول المجتمع لهذه التغيرات.

وفي النهاية، يرى بدر أن شهادة البكالوريا المصرية تمثل بداية واعدة لمرحلة جديدة من التعليم، لكن التحدي الأكبر يكمن في ضمان تنفيذ النظام بشكل فعال، وتحقيق العدالة التعليمية بين جميع شرائح المجتمع.

 إبراهيم بدر، مدرس اللغة العربية

بينما علق محمد عصام، مدرس فلسفة وعلم نفس، في تصريحات خاصة لموقع "كشكول" على مزايا نظام الباكالوريا بالنسبة للطلاب، مؤكدًا أن النظام يوفر العديد من الفوائد التي تسهم في تحسين تجربة التعلم، أولًا، يتيح النظام للطلاب إمكانية الدمج بين قسمين دراسيين، مما يعزز تنوع المعرفة ويُسهم في بناء مهارات متعددة، ثانيًا، وجود نظام التحسين يوفر للطلاب فرصة للتعويض عن أي نقص في الأداء، مما يقلل من الضغوط النفسية ويمنحهم فرصة ثانية لتحسين مستواهم الأكاديمي.

وأشار عصام، إلى أن تقسيم المواد الدراسية على مدار عامين (4 مواد في السنة الثانية و3 مواد في السنة الثالثة) يُسهم في تخفيف العبء الدراسي على الطلاب، وبالتالي لا يشعرون بضغط زائد نتيجة زيادة عدد المواد، بل على العكس، يتيح لهم النظام الفرصة لتخصيص وقت أكبر للدراسة والاستفادة من المواضيع التي تهمهم، كما أضاف أن الطلاب في هذا النظام سيدرسون مواد تفيدهم في المستقبل الجامعي، مما يتطلب منهم وضع أهداف واضحة منذ بداية المرحلة الثانوية والعمل الجاد لتحقيقها.

لكن التحدي الحقيقي، وفقًا لعصام، يكمن في تأهيل المعلمين للتعامل مع أي نظام تعليمي جديد، فالمعلم هو الشخص الذي يتعامل مباشرة مع الطالب، لذا يجب أن يكون مجهزًا بالمهارات والمعرفة اللازمة لتقديم التعليم بطريقة فعّالة، كما أكد على أهمية تحديث المنهج ليواكب العصر ويعكس المتطلبات المعرفية والتكنولوجية الحديثة، ويتمنى أن يتم الاستقرار على نظام واحد لفترة طويلة، لأن التغيير المستمر كل عام يسبب ضغطًا كبيرًا على الحالة النفسية للطالب والمعلم على حد سواء.

 محمد عصام، مدرس فلسفة وعلم نفس