مخاوف من زلزال ضخم بسبب تأثير جاذبية «موكب الكواكب» على الأرض.. ما القصة؟
قبل أيام من اصطفاف 6 من كواكب المجموعة الشمسية يوم 21 يناير الجاري، في ظاهرة تعرف بـ"موكب الكواكب"، أثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات حول احتمال حدوث زلزال ضخم بسبب تأثير جاذبية هذه الكواكب على الأرض.
تستند هذه الفرضية إلى ما يردده رجل يُدعى فرانك هوغربيتس، والذي لُقب لاحقًا بـ"عالم الزلازل الهولندي" رغم عدم نشره أي دراسة علمية موثوقة.
وذاع صيت هوغربيتس في فبراير 2023 عندما أشار إلى احتمال وقوع زلزال كبير، دون تحديد موقعه أو شدته، بسبب اصطفاف بعض الكواكب، وبعد أيام قليلة، وقع بالفعل زلزال تركيا، مما أكسبه شهرة واسعة.
لا توجد أي دراسة علمية تدعم هذه النظرية
ومع ذلك، أكد العلماء حينها أن ما حدث ليس سوى صدفة، وأنه لا توجد أي دراسة علمية تدعم هذه النظرية، وأشاروا إلى محاولة آخرين من قبل إيجاد رابط بين اصطفاف الكواكب وحدوث الزلازل، إلا أن هذه الفرضية لم تثبت علميا.
وللرد على هذه الفرضية، تابع العلماء ظواهر اصطفاف كواكب أكبر من تلك التي أشار إليها هوغربيتس دون أن تُسجل أي تأثيرات على الأرض.
ومن أبرز تلك الأحداث اصطفاف 6 كواكب بالإضافة إلى القمر في يونيو 2024، ومر اليوم بسلام دون حدوث أي زلازل، مما يؤكد على ضعف صحة هذه النظرية.
ورغم محاولات العلماء لتفنيد مزاعم هوغربيتس، إلا أن النظرية ما زالت تلقى قبولًا لدى البعض، حيث استدعاها أنصارها مجددا قبل أيام من اصطفاف الكواكب في 21 يناير.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: "نكرر مجددا أن الزلازل تحدث فقط عندما تصل الطاقة المخزنة في باطن الأرض إلى ذروتها، وهذا ما يفسر عدم وقوع زلزال مدمر في تركيا منذ فبراير 2023، على الرغم من حدوث العديد من ظواهر اصطفاف الكواكب".
وأضاف رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: "الكواكب بعيدة جدا عن الأرض، وبالتالي فإن قوة جاذبيتها ضعيفة للغاية لتؤثر على كوكبنا، والجرم السماوي الوحيد الذي له تأثير ملموس على الأرض هو القمر، ويقتصر تأثيره على تسببه في ظاهرة المد والجزر".