الأربعاء 15 يناير 2025 الموافق 15 رجب 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مدارس

هل يقضي نظام البكالوريا المصرية الجديد على الدروس الخصوصية؟

كشكول

شهد نظام التعليم المصري تطورات عديدة خلال السنوات الأخيرة، بهدف تحسين جودة التعليم ومواكبة التطورات العالمية. من أبرز هذه التطورات، الإعلان عن تطبيق نظام البكالوريا المصرية، الذي يُعتبر نقلة نوعية في التعليم الثانوي. هذا النظام، المستوحى من النموذج الدولي، يهدف إلى تطوير المناهج وطرق التقييم بما يركز على الفهم والتطبيق بدلًا من الحفظ والتلقين. لكن يبقى السؤال: هل يستطيع هذا النظام الجديد القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من منظومة التعليم المصرية؟.

هل يقضي نظام البكالوريا المصرية الجديد على الدروس الخصوصية

طبيعة النظام الجديد

 

نظام البكالوريا المصرية يختلف عن النظام التقليدي من حيث المناهج وطرق التقييم. يُركز النظام على التقييم المستمر من خلال الأبحاث والمشاريع الدراسية، بالإضافة إلى الامتحانات النهائية التي تقيس الفهم العميق للمواد الدراسية. كما يتميز هذا النظام بإدخال مواد جديدة مثل التفكير النقدي والتربية المهنية، مما يمنح الطلاب مهارات تتماشى مع متطلبات سوق العمل.

تحديات القضاء على الدروس الخصوصية

على الرغم من أن نظام البكالوريا يهدف إلى تقليل الاعتماد على الحفظ، إلا أن القضاء على الدروس الخصوصية يتطلب تغييرات جذرية في العقلية السائدة لدى الطلاب وأولياء الأمور. ثقافة الاعتماد على الدروس الخصوصية ليست فقط نتيجة لضعف المناهج القديمة، بل أيضًا بسبب الضغوط الاجتماعية والرغبة في تحقيق أعلى الدرجات.

مع تقديم نظام جديد، قد يظهر طلب على دروس خصوصية من نوع آخر، حيث يسعى أولياء الأمور إلى مساعدة أبنائهم في التأقلم مع طريقة التقييم المختلفة أو فهم المواد الجديدة. هذا التحدي قد يزداد إذا لم يتم تدريب المعلمين بشكل كافٍ على تطبيق النظام الجديد، أو إذا لم توفر المدارس الأدوات والبيئة المناسبة لدعم الطلاب.

دور الدولة في مواجهة الظاهرة

للقضاء على الدروس الخصوصية، يجب أن تصاحب تطبيق النظام الجديد خطوات فعّالة. من بينها:
• تحسين مستوى المعلمين من خلال التدريب المستمر.
• تقليل كثافة الفصول الدراسية لزيادة التفاعل بين المعلم والطالب.
• توفير منصات تعليمية مجانية تساعد الطلاب على فهم المواد بشكل أفضل.
• توعية أولياء الأمور بأهمية التقييم الجديد وعدم الاعتماد على الدروس الخصوصية.

نظام البكالوريا المصرية خطوة جادة نحو تطوير التعليم، لكنه بمفرده قد لا يكون كافيًا للقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية. النجاح يتطلب منظومة متكاملة تشمل تحسين البنية التحتية للمدارس، دعم المعلمين، وتغيير ثقافة المجتمع تجاه التعليم.