الأربعاء 22 يناير 2025 الموافق 22 رجب 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

هل يؤثر نظام البكالوريا المصرية الجديد على تنسيق القبول بالجامعات؟.. أكاديميون يوضحون

أرشيفية
أرشيفية

يشهد نظام التعليم في مصر تحولًا جذريًا مع اقتراب تطبيق نظام البكالوريا المصرية الجديد، مما يفتح الباب أمام تغييرات جوهرية في تنسيق القبول بالجامعات.


وفي هذا السياق، يسلط “كشكول” الضوء على التأثير المتوقع للنظام الجديد على الحدود الدنيا للقبول بالكليات، إلى جانب التحديات المتعلقة بتنسيق المسارات الجديدة مع متطلبات الكليات.


أستاذ جامعي: تنسيق الجامعات سيختلف إذا تم تطبيق نظام البكالوريا

أكد  الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أن تنسيق القبول بالجامعات المصرية سوف يختلف عن السنوات السابقة إذا تم تطبيق نظام البكالوريا المصرية الجديد، من حيث على الأقل الحدود الدنيا للكليات.

وتوقع شوقي في تصريحات لـ كشكول، مع وجود مثل هذه مسارات في النظام الجديد أن ينخفض الحد الأدنى للقبول بالكليات خاصة كليات الشعب الأدبية، مشيرا إلى أن مجموع كليات الشعب الأدبية كان بيرتفع بها بسبب تقديم طلاب الشعب العلمية والهندسية بها.

وقال، "لكن عدم دخول مسارات طلاب في المسار الأدبي وكلياته، هيؤدي إلى خفض الحد الأدنى للقبول بهذه الكليات مع ارتفاعه طبعًا في كليات الشعب العلمية لأن الطلاب كلهم هنا هيبقى المسار أو المتنفس الوحيد لهم هو إما مسار الطب وعلوم الحياة أو مسار الهندسة وعلوم الحاسب، فهذا سيؤدي إلى ارتفاع الحد الأدنى للقبول بها".

وأوضح، أنه لابد أن يكون هناك تنسيق بين وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم والمجلس الأعلى للجامعات لتنسيق قبول الطلاب بالكليات، قائلا "الطالب من حقه يلتحق بالجامعة سواء فترة أولى أو ثانية من امتحانات الثانوية العامة".

أستاذ جامعي: السنة التأسيسية أصبحت تتعارض مع نظام المسارات

ومن جانبه، قال الدكتور محمد كمال الأستاذ بجامعة القاهرة، إنه لابد قبل تطبيق نظام البكالوريا الجديد عقد اجتماع موسَّع للمجلس الأعلى الوطني للتعليم، وذلك للتنسيق بين المسارات الجديدة التي سيتم تدريسها للطلاب وما بين الكليات، ويتم الأول تحديد الكليات التي يدخلها كل مسار والكليات المشتركة ما بين المسارات ونسبة توزيعها عليهم.

وأضاف كمال لـ كشكول، أن هناك أكثر من كلية مشتركة وأكثر من مسار بيدخل على نفس الكلية، مشيرًا إلى أن السنة التأسيسية أصبحت تتعارض مع نظام المسارات في نظام البكالوريا الجديد، قائلا: "لو الطلاب دخل السنة التأسيسية هيدرس فيها نفس المواد اللي درسها، يبقى هو كده بيعيد الدراسة مرة تانية، علشان يدخل جامعة خاصة أو أهلية بمجموع أقل 5%".

وأوضح قائلا "السنة التأسيسية ممكن تستمر ولكن للطلبة الوافدين أو الطلبة الحاصلين على الثانوية غير المصرية، علشان أديهم المواد اللي عندي في الثانوية بتاعتي ولم يدرسها الطلاب، والسنة التأسيسية اتعملت لأن الطالب يستكمل دراسة المواد المطلوبة لدخول التخصص الذي يريده ولم يدرسها في شهادته الأصلية".

وأضاف كمال، أن ارتفاع تنسيق القبول بالجامعات بسبب نظام التحسين في البكالوريا الجديدة يفتقر لأدنى درجة من درجات المعرفة بآلية التنسيق، مشيرًا إلى أن الجامعات الحكومية تحدد كل عام نسب عدد الطلاب التي تحتاجاهم بكليّتها قبل بداية امتحانات الثانوية العامة.


وأشار، إلى أن مكتب التنسيق أو دخول الكليات ليس مرتبط بدرجة الطالب، أو الطلبة، إنما مرتبط بترتيب الطالب وسط الطلبة، موضحا أن تنسيق القبول بالجامعات سيتم فتحه بعد امتحانات المرحلة الثانية لطلاب الثانوية العامة امتحانات التحسين حتى يكون لجميع الطلاب فرصة لدخول الكليات.
 

متحدث التعليم: «شهادة البكالوريا المصرية»  بها 4 مسارات

يذكر أن أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني"شادي زلطة"، إن النظام الجديد «شهادة البكالوريا المصرية»،  بها 4 مسارات وهما: مسار "طب وعلوم الحياة"، ومسار "الهندسة وعلوم الحاسب"، ومسار "الأعمال"، ومسار "الفنون والآداب"، وأشار إلى أن كل مسار يتضمن عدد من المواد الدراسية المحددة من قبل وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات، علي تؤهل  هذه المواد الطالب للدخول إلى الكلية المناسبة وسوق العمل.

وتابع «زلطة»، أن نظام «شهادة البكالوريا المصرية» يستهدف أن يكون الصف الأول الثانوي بمثابة مرحلة تمهيدية، تليه المرحلة التأسيسية في الصفين الثاني والثالث الثانوي.

وأشار متحدث التعليم إلى أن الطالب عقب الإنتهاء من الصف الثالث الثانوي يمكنه أن يغير مساره من خلال دراسة عام إضافي لمسار آخر، ودراسة مواد هذا المسار، وبعد الانتهاء من دراسة هذا العام يمكنه دخول الكلية التي تناسبه.

عبداللطيف: نظام معتمد يمكنه مواكبه الأنظمة التعليمية الدولية

ومن جانبه، أكد وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف، على الدافع وراء قرار الهيكلة الجزئية لمرحلة الثانوية العامة، ويعود ذلك إلى كم المواد الدراسية الكبير التي كان سيدرسها نحو 3 مليون طالب ملتحقون بهذه المرحلة الأمر الذي يمثل عبء مادي ونفسي على كاهل الطلاب وأولياء الأمور، إلي جانب عدم قدرة المعلمين على إنتهاء المناهج الدراسية في المواعيد المحددة لذلك مما قد يضطر الطالب للجوء إلي مصادر خارجية، وأضاف الوزير أنه لم يكن من الممكن ترك هؤلاء الطلاب وأولياء أمورهم في تلك المعاناة.
وتابع الوزير إلى أن امتحان "الثانوية العامة" ينظر إليه على أنه امتحان يؤهل الطالب لدخول الجامعة فهو الذي يحدد مصير الطالب الذي لا يمكنه تغيير مساره في ظل امتحان الفرصة الواحدة، لذا تم طرح النظام الجديد والذي يؤهل الطالب ويتيح له فرص متعددة كما يسلحه بالمهارات المطلوبة.

واستعرض عبد اللطيف، مقترح "نظام البكالوريا المصرية"، واوضح أن الوزارة تستهدف وضع نظام معتمد يمكنه مواكبه الأنظمة التعليمية الدولية، والتى يقوم الطالب فيها بدراسة عدد أقل من المواد دراسية، حيث تقسم المواد فيه على عامين من خلالهم يمنح الطالب فرصة لدراسة مواد منفصلة وليست متصلة، ويحصل الطالب على نظام متكامل بعدد ساعات دولية معتمدة على أن تنتهى المادة فى عام دراسي واحد، ليتطابق بذلك هذا النظام مع أفضل الأنظمة الدولية فى التعليم.

وأوضح وزير التربية والتعليم أن تقليل عدد المواد الدراسية لا يعنى الإختلاف فى نواتج التعلم المتوقعة، وأشار إلى أنه تم دراسة هذا الأمر مع أكثر من جهة معنيه لضمان الحفاظ على نواتج التعليم ذاتها، وأشار إلى أن المعيار الأساسى في النظام الجديد هو تحقيق أقصي استفادة ممكنة للطالب والتخفيف عن كاهل الأسر المصرية.