الأربعاء 29 يناير 2025 الموافق 29 رجب 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مدارس

مخاوف بشأن تطبيق نظام "البكالوريا المصرية".. وخبراء لـ كشكول: يحتاج إلى تخطيط وضمانات

كشكول

في إطار جهود وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لسلسلة الجلسات الحوارية لمناقشة مقترح “نظام شهادة البكالوريا المصرية”، بمشاركة خبراء تربويين ومتخصصين، إلى جانب أولياء الأمور ومجالس الآباء.

ورغم أهمية هذه الخطوة، أثيرت مخاوف حول سرعة التنفيذ، ونقص الرؤية الواضحة لتطوير المناهج بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل.

مخاوف نظام البكالوريا: رؤية الخبير التربوي بثينة كشك

ومن جانبها، أعربت الدكتورة بثينة كشك، الخبير التربوي ومستشار تعديل السلوك ووكيل وزارة التربية والتعليم سابقًا، عن رؤيتها بشأن مخاوف أولياء الأمور والطلاب من تطبيق نظام البكالوريا المصرية. 

وأوضحت  لـ كشكول، أن هذه المخاوف طبيعية عند طرح أي نظام تعليمي جديد، خاصة إذا كان يمس مرحلة مصيرية مثل الثانوية العامة.


وأشارت كشك، إلى أن القلق الرئيسي ينبع من الغموض حول تفاصيل النظام وآليات تطبيقه، بالإضافة إلى مدى جاهزية البنية التحتية للمدارس والمعلمين، وقالت: “التغيير في التعليم يتطلب خطة محكمة تتضمن تدريبًا مكثفًا للمعلمين على النظام الجديد، وتوفير الأدوات والتقنيات اللازمة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.”

وأضافت أن أولياء الأمور قلقون أيضًا من التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة إذا تضمن النظام الجديد أعباء مالية إضافية أو متطلبات تعليمية متقدمة قد لا تتوفر للجميع.

الحوار المجتمعي ودوره في تقليل المخاوف


وأشادت كشك، بجلسات الحوار المجتمعي التي تنظمها وزارة التربية والتعليم لمناقشة نظام البكالوريا، مؤكدة أنها خطوة إيجابية تسهم في تعزيز الشفافية وبناء الثقة بين الوزارة وأطراف العملية التعليمية. 

وأكدت أن إشراك المعلمين وأولياء الأمور في وضع اللمسات النهائية للنظام الجديد يعكس حرص الوزارة على تطبيق نظام يتماشى مع احتياجات الطلاب والمجتمع.

ورغم المخاوف، ترى كشك أن البكالوريا المصرية قد تكون فرصة ذهبية لإحداث طفرة في نظام التعليم المصري، وأوضحت أن تقليل عدد المواد الدراسية وتوجيه الطلاب نحو التخصصات التي تتماشى مع ميولهم، سيسهم في إعداد أجيال قادرة على مواجهة متطلبات سوق العمل.

الدكتور محمد عبدالعزيز: التعامل مع مخاوف البكالوريا يحتاج إلى تخطيط مدروس وضمانات واضحة

ومن جانبه، أشار الدكتور محمد عبدالعزيز، الخبير التربوي، عن المخاوف التي أثارها أولياء الأمور والطلاب بشأن تطبيق نظام البكالوريا المصرية، مشيرًا إلى أن هذه المخاوف طبيعية ومبررة، خاصة مع أي تغيير جذري في النظام التعليمي.


وقال عبدالعزيز لـ كشكول: “المخاوف المرتبطة بالبكالوريا المصرية ترتبط بشكل أساسي بعدم وضوح التفاصيل الكاملة للنظام الجديد حتى الآن، وهناك قلق مشروع من تأثيره على مستقبل الطلاب، خصوصًا فيما يتعلق بآليات التقييم، شروط القبول بالجامعات، ومدى توافق المناهج مع احتياجات سوق العمل.”

وأكد عبدالعزيز، أن التغلب على هذه المخاوف يستدعي من وزارة التربية والتعليم فتح قنوات حوار فعّالة مع أولياء الأمور والطلاب والمعلمين، مع توفير شرح مفصل وواضح لكافة الجوانب المتعلقة بالنظام الجديد، وأضاف: “التواصل المستمر والشفافية هما المفتاح لبناء الثقة والحد من الشائعات التي قد تزيد من القلق.”

وأوضح عبدالعزيز، أن أحد المخاوف الرئيسية يتعلق بمدى جاهزية المدارس والمعلمين لتطبيق نظام البكالوريا، وقال: “نجاح أي نظام جديد يعتمد على تأهيل المعلمين وتطوير البنية التحتية، لذا يجب أن تكون هناك خطة شاملة تشمل تدريب الكوادر التعليمية وتجهيز المدارس بما يتماشى مع متطلبات البكالوريا.”

واختتم عبدالعزيز تصريحاته برسالة طمأنة، قائلًا: “نظام البكالوريا يمثل فرصة لتحسين جودة التعليم وربطه بالمعايير الدولية، ولكن لابد من تنفيذه بخطوات تدريجية مدروسة توفر ضمانات لطمأنة الجميع، لضمان استمرارية نجاح الطلاب وعدم الإضرار بمستقبلهم.”

وفي سياق متصل، ظهرت عدة تحفظات خلال المناقشات حول النظام الجديد، أبرزها إدراج مادة التربية الدينية ضمن المجموع الدراسي، حيث رأى البعض أن ذلك قد يؤدي إلى تأثيرات دينية على أفكار الطلاب. 

كما أعرب المشاركون عن قلقهم من قرار الإسراع بتطبيق النظام الجديد اعتبارًا من العام المقبل، رغم أنه لا يزال في مرحلة النقاش ولم يُعرض على مجلس النواب للموافقة.

وانتقدت بعض الآراء تركيز الجهود على الجوانب الشكلية للنظام الجديد، دون إيلاء الاهتمام الكافي لتطوير المناهج الدراسية بما يتوافق مع سوق العمل المحلي والدولي، وطالب المشاركون بتوسيع دائرة الحوار لتشمل شرائح أوسع، مثل المعلمين وأولياء الأمور، عبر المنصات الإلكترونية.

التعاون بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي

أكدت المناقشات على أهمية التنسيق بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لضمان تحقيق التكامل بين مراحل التعليم الأساسي والتعليم الجامعي.

وأشارت الوزارة إلى ضرورة أن يوفر النظام المقترح مهارات تتماشى مع متطلبات سوق العمل، مع تعزيز التعاون بين المدارس والجامعات لتطوير العملية التعليمية بشكل شامل.

تحسين جودة التعليم وزيادة التفاعل مع المدارس الحكومية

وأظهرت الإحصائيات الأخيرة تحسنًا في نسبة حضور الطلاب بالمدارس الحكومية، ما يعكس أثر التعديلات الأخيرة على جودة التعليم. 

وأوضح وزير التربية والتعليم أن مقترح النظام الجديد لم يكن عشوائيًا، بل استند إلى دراسات بحثية شارك فيها أكثر من 120 خبيرًا تربويًا.

موقف الوزارة من التخوفات

أكدت الوزارة أنها تعمل بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة لوضع مناهج تعليمية مستقلة تهدف إلى غرس القيم الأخلاقية المشتركة بين الطلاب، مع التأكيد على أن النظام لن يُنفذ قبل موافقة مجلس النواب وإقرار التشريعات اللازمة.

وأكدت الوزارة، التزامها بتطوير المناهج لتواكب المتغيرات العالمية وتلبية احتياجات سوق العمل، مع الإبقاء على الحوار المجتمعي مفتوحًا لتلقي آراء جديدة تسهم في تحسين النظام.

نظام “البكالوريا المصرية”: فرصة للتطوير

أشارت الوزارة إلى أن نظام شهادة “البكالوريا المصرية” ما زال في طور المناقشة، مع الاستعداد لإجراء التعديلات اللازمة بناءً على الملاحظات التي تم جمعها خلال الجلسات الحوارية. وأكدت أن النظام الجديد يهدف إلى تقديم تعليم متطور يزود الطلاب بالمهارات التي يحتاجها سوق العمل، مع ضمان تحقيق مصلحة الطلاب والمجتمع.