الخميس 15 مايو 2025 الموافق 17 ذو القعدة 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

"الوكيل الأسبق لكليتي الإعلام والدعوة بجامعة الأزهر": التعريب قاطرة النهضة

كشكول

صرّح الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية والوكيل الأسبق لكليتي الإعلام والدعوة بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، بأن القضايا العلمية والحضارية يجب أن تُطرح داخل المؤتمرات والندوات العلمية الكبرى ومراكز البحث في المؤسسات التعليمية الرائدة، مثل الأزهر الشريف، وليس عبر وسائل الإعلام العامة.

 وأكد أن عملية التعريب ليست سهلة ولن تُنجز بين ليلة وضحاها، لكنها أيضًا ليست مستحيلة، فقد نجحت الأمة الإسلامية في ذلك قبل مئات السنين خلال عصر هارون الرشيد وابنيه الأمين والمأمون، الذين أسسوا أكاديمية بحثية ضخمة في بغداد، عاصمة الخلافة آنذاك.

أوضح الصاوي، أن التعريب يتطلب جهودًا هائلة من المؤسسات الأكاديمية والبحثية في الوطن العربي، وعلى رأسها المجامع اللغوية العربية التي تعمل على هذا الملف منذ عقود. 

وأضاف أن هناك لجانًا علمية تضم نخبة من المتخصصين في شتى المجالات لدعم إرادة مجتمعية قوية لتحقيق هذا الهدف، ولفت إلى أن التعريب يتجاوز الترجمة، حيث أن الأخيرة يمكن أن تُنجز حتى بالوسائل الإلكترونية، بينما التعريب يعني هضم العلوم واستيعابها وتمثلها، مع ترجمة المصطلحات المتخصصة وتوليد مفاهيم جديدة تلائم اللغة العربية.

أكد الصاوي، أن التعريب يعد قاطرة أساسية للنهضة، مشيرًا إلى أن أي أمة لا يمكن أن تحقق التقدم بلغة مستعارة، وأضاف أن اللغة العربية، التي كانت يومًا ما لغة العلم والابتكار، قادرة على استعادة مكانتها إذا توفرت الإرادة الحقيقية.

 وأوضح أن اللغة تمثل أحد أضلاع مثلث الهوية إلى جانب الدين والتاريخ، وأن الاهتمام بها يعكس الاعتزاز بالهوية الوطنية والقومية.

واختتم الصاوي، حديثه بالتأكيد على أهمية تعلم اللغات الأجنبية، ليس لمجاراة الهيمنة الثقافية الغربية، ولكن لنقل رسالة الإسلام العالمية للعالم، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، مشددًا على أن تعلم اللغات الأجنبية لا يتعارض مع السعي لتحقيق السيادة اللغوية للغة العربية في بلادنا.