السبت 15 مارس 2025 الموافق 15 رمضان 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

في حوارها لـ«كشكول» عميدة فنون تطبيقية حلوان السابقة: النظام الجديد للثانوية العامة "قيد التجربة".. والذكاء الاصطناعي شريك إبداعي

كشكول

تطوير المناهج العلمية بشكل مستمر لتتضمن أحدث التقنيات والمفاهيم

النظام الجديد للثانوية العامة لا يزال قيد التجربة وأتمنى أن يساهم تخريج طلبة موهوبين ومتميزين وفنانين حقيقيين قادرين على الابتكار والإبداع

الكلية لديها سبعة برامج خاصة تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة وتواكب أحدث الاتجاهات في مجال الفنون والتصميم

نحرص على ملتقيات التوظيف تنظيمها سنويًا

لا أتوقع أن يقضي الذكاء الاصطناعي على الوظائف في مجال الفنون التطبيقية بشكل كامل ولكنه قد يؤثر عليها بشكل أو بآخر

هذا أهم ما جاء في حوار مع الدكتورة ميسون قطب عميدة كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، حيث تطرق إلى جوانب متعددة، بدءًا من ضرورة التحديث المستمر للمناهج الدراسية، وصولًا إلى تأثير النظام الجديد للثانوية العامة على القبول بالكليات الفنية، بالإضافة إلى إنجازات الكلية والمبادرات التي تم إطلاقها تحت قيادتها.

أهمية الشق التكنولوجي في مجال الفنون التطبيقية، خاصةً في ظل التطور التكنولوجي الرهيب الذي نشهده.. ما هي رؤيتكم في هذا الصدد؟

بالتأكيد، الشق التكنولوجي أصبح ضرورة حتمية لا يمكن تجاهلها، لا يمكن لنا ككليات فنية أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا التطور الهائل، الأمر يتطلب منا تطوير مناهجنا العلمية بشكل مستمر، بحيث تتضمن أحدث التقنيات والمفاهيم.

ويجب أن نستفيد من التقنيات التكنولوجية الحديثة التي تظهر يومًا بعد يوم في المجتمع، وندمجها في العملية التعليمية، والأهم من ذلك، يجب أن نرى كيف يمكننا الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، واستكشاف إمكانياتها الهائلة، من أجل تطوير البحث العلمي والتصميمات والأفكار، ويجب أن يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة في أيدينا، نتحكم بها ونوجهها، وليس قوة مسيطرة علينا، كما يجب أن يكون كالفرشاة أو القلم أو الكمبيوتر، مجرد وسيلة لتحقيق رؤيتنا الإبداعية.

ما رأيكم في النظام الجديد للثانوية العامة، وهل تتوقعون أن يؤثر على تنسيق القبول في الكليات الفنية؟

النظام الجديد للثانوية العامة لا يزال قيد التجربة، ونحن نراقب تطبيقه باهتمام، وأتمنى أن يساهم هذا النظام في تخريج طلبة موهوبين ومتميزين، وفنانين حقيقيين قادرين على الابتكار والإبداع، وأن يشجع هذا النظام الطلبة على اختيار المواد التي تتناسب مع ميولهم وقدراتهم، وأن يمنحهم الفرصة لتجربة ما يحبون.

وهذا بدوره سيؤدي إلى دخول طلبة أكثر شغفًا بالتخصصات الفنية، وأعتقد أنه يجب أن نولي اهتمامًا أكبر بالنواحي الفنية والمواد الفنية في التعليم الثانوي، لأن الفن هو قوة ناعمة يجب استغلالها لتخريج جيل متوازن ومحب لوطنه، وقادر على المساهمة في بناء المجتمع.

ما هى أهم التطورات والإنجازات التي شهدتها الكلية خلال فترة توليكم المسؤولية؟

الحمد لله، شهدت الكلية خلال فترة تولي المسؤولية العديد من التطورات والإنجازات، حيث كان من أهمها استحداث العديد من البرامج الدراسية الجديدة والمتنوعة، عندما توليت المسؤولية، كان لدينا برنامج واحد فقط خاص بمصروفات، وهو برنامج علوم الأثاث، أما الآن، فلدينا سبعة برامج خاصة، تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة، وتواكب أحدث الاتجاهات في مجال الفنون والتصميم.

وهذه البرامج تشمل برنامج الإعلان الرقمي، وبرنامج الموضة وطباعة المنسوجات، وبرنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي، وبرنامج الوسائط المطبوعة، وبرنامج علوم التغليف، وبرنامج تصميم وتشكيلي للزجاج في العمارة، بالإضافة إلى ذلك، قمنا باستحداث دبلومات مهنية موجهة لغير المتخصصين، الراغبين في اكتساب مهارات فنية معتمدة.

كما أننا أولينا اهتمامًا كبيرًا بتجديد اعتماد الكلية وبرامجها المختلفة، وحصلنا على الاعتماد في عام 2019، وأعدنا اعتماده لاحقًا، كما تم اعتماد برنامج الغزل والنسيج، وإعادة اعتماده للمرة الثانية، وهو ما يعكس التزامنا بمعايير الجودة.

ما هي أهمية ملتقيات التوظيف التي تنظمها الكلية بشكل دوري؟

ملتقيات التوظيف تعتبر من الفعاليات المهمة التي استحدثناها في الكلية، ونحرص على تنظيمها سنويًا، حيث نهدف من خلال هذه الملتقيات إلى توفير فرص التدريب والتوظيف للطلبة والخريجين، وربطهم بسوق العمل وأصحاب الشركات والمؤسسات العاملة في مجال الفنون والتصميم.

كما تساهم هذه الملتقيات في تعزيز التواصل بين الخريجين وأعضاء هيئة التدريس، وتلقي ردود الأفعال والآراء من سوق العمل، مما يساعدنا على تطوير مناهجنا وبرامجنا الدراسية بشكل أفضل، ونحن حريصون على استضافة مجموعة متنوعة من الشركات المرتبطة بتخصصات الكلية، حتى يتمكن الطلبة من التعرف على الفرص المتاحة، وبناء علاقات مهنية تساعدهم في المستقبل، ولقد وصلنا بفضل الله إلى ملتقى التوظيف الثامن، وهو ما يعكس النجاح الذي حققته هذه المبادرة.

ماذا عن ملتقى التراث الشعبي الذي تنظمونه أيضًا؟

ملتقى التراث الشعبي هو مبادرة أخرى نعتز بها، وتهدف إلى إبراز دور الكلية في تنمية مجال الحرف التراثية والحفاظ عليها، ونسعى من خلال هذا الملتقى إلى تسليط الضوء على أهمية التراث الشعبي، وتشجيع الفنانين والمصممين على استلهام أفكارهم من هذا التراث الغني.

كما نهدف إلى خلق تواصل مباشر بين الحرفيين التقليديين والفنانين المعاصرين، وتبادل الخبرات والأفكار، من أجل تطوير أداء الحرفيين، وتزويدهم بالتصاميم والأفكار الحديثة التي تتناسب مع متطلبات العصر، مع الحفاظ على أصالة التراث.

ونسعى إلى أن نمد لهم يد العون بالأفكار والتصاميم التي تطور من أدائهم، وتحررهم من الشكل النمطي التقليدي المعتاد عليه في الحرف التراثية.

ما هى رسالتكم للطلبة المقبلين على دراسة الفنون التطبيقية؟

أقول لهم: الفنون التطبيقية مجال ثري وغني وجميل ومتنوع، يضم بين جنباته 14 تخصصًا علميًا، بالإضافة إلى سبعة برامج خاصة، وهو مجال يغطي كل مجالات الحياة، ويجمع بين الفن والتصميم، والدراسة النظرية والفنية والأكاديمية، وهو مجال يتطلب الشغف والإبداع والاجتهاد. أدعوكم للانضمام إلى هذا المجال الممتع والمثير، والعمل بجد واجتهاد لتحقيق أحلامكم وطموحاتكم، وأقول لهم: أهلًا بكم في كلية الفنون التطبيقية.

وأؤكد لهم أن النجاح يتطلب الكثير من العمل والدراسة، والاجتهاد في الثانوية العامة، من أجل تحقيق حلم الالتحاق بالكلية، ولا يجب أن يعتقد أحد أن الكلية سهلة، بالعكس، هى تتطلب مجموعًا عاليًا ومذاكرة جادة وعملًا دؤوبًا، يجب أن يحب الطالب تخصصه حتى يتفوق فيه.

هل تعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر سلبًا على فرص العمل في مجال الفنون التطبيقية، كما يخشى البعض؟

شخصيًا، لا أتوقع أن يقضي الذكاء الاصطناعي على الوظائف في مجال الفنون التطبيقية بشكل كامل، ولكنه قد يؤثر عليها بشكل أو بآخر، قد يقلل من الحاجة إلى بعض المهام التقليدية، أو يغير من طبيعة بعض الوظائف، لكنني أؤمن بأن الفكر والإبداع والتفكير النقدي سيظلون عوامل مهمة لا يمكن الاستغناء عنها في مجال الفنون والتصميم.

ويجب على المصمم والخريج وأعضاء هيئة التدريس مواكبة التطور التكنولوجي بشكل مستمر، وتطوير مهاراتهم، واكتساب المعرفة اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية، كما يجب أن يتعلموا كيف يستخدمون الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة، لتعزيز إبداعهم وتسريع عملهم، وليس كبديل عنهم، ويجب أن يكونوا مستعدين للتكيف مع التغيرات المتسارعة في سوق العمل، وأن يطوروا من أنفسهم باستمرار.