«فستان رانيا يوسف» يعيد الجدل بـ«صحافة» سوهاج .. وأستاذ المادة: مواكبة للتطور
هجوم شنه أولياء الأمور عبر جروبات التعليم علي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، علي خلفية سؤال وضعه قسم الصحافة بكلية الآداب جامعة سوهاج، يتعلق بفستان الفنانة رانيا يوسف، أثناء مشاركتها بمهرجان القاهرة السينمائي، والذي أثار موجة من السخط محلياً وعالمياً، مؤكدين أن تلك الطريقة لا يمكن أن تتوافق مع المنهج التربوي الذي يحتاجه أبنائهم خلال الفترة المقبلة، بينما برر البعض تواجده نظراً لتعلقه كحدث بطبيعة المادة المرتبطة بالأخبار.
أنسب فنون الكتابة الصحفية
جاء في امتحان قسم الصحافة بسوهاج، ما
نصه "تمثل واقعة ارتداء الفنانة رانيا يوسف، الهوت شورت في ختام مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي حدثا غريبا أثار الرأي العام".
وتناول السؤال عدداً من النقاط، من بينها
أنسَب فنون الكتابة الصحفية لتغطية هذا الحدث، مع بيان السبب، وكتابة 5 أسئلة غير تقليدية
يمكن أن توجه لرانيا يوسف حال إجراء حوار صحفي معها.
لا يتناسب مع التربية
وقال خالد
صفوت، أحد أعضاء جروبات التعليم: "هوت شورت رانيا يوسف في امتحانات
آداب جامعة سوهاج،ورئيس القسم سؤال ممتاز، مضيفاً "عايزين
نربي أجيال، هو ايه أهمية الهوت شورت حق شنو اسمها رانيا يوسف علشان يدرس في الجامعات
المصرية".
فيما تساءلت ولي أمر أخري، من قلة الأحداث في مصر بقي ده الحدث الجلل اللي
بيختبرهم بيه؟، في حين قالت وسام جميل، إن المعايير التعليمية والثقافية اختلفت، هم
دول الايدول والصفوة والمقياس الأَجل اللي نستخدمهم كنماذج في حياة أولادنا، سواء في
السلب أو الإيجاب، هو ده التطوير اللي الوزير مضيع شقي عمرنا ولادنا عليه، وكأن التناول
الصحفي في الحياة هيكون الصحافة الفنية فقط".
طبيعة مادة
بينما دافع البعض عن اختيارات واضع
المادة، حيث أكد إمام نجم أحد أولياء الأمور، حق القسم في اختيار ما يرتبط بمادته
قائلاً:" ليه
آداب قسم إعلام المفروض يسألهم في ايه، أنا مش شايفة حاجة غريبة في السؤال اللي بيدرس
إعلام حتكون ايه اهتماماته يعني"، وهو ما أيدته داليا رضا قائلة: "ايه المشكلة أنا مش شايفة يعنى.. إعلام يعنى أى سؤال يتوجه للطالب سواء كان
عن مين وإيه.. إيه المشكلة برضو".
مواكبة لمعايير الجودة
من جهته، أكد الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام السياسي ورئيس وحدة بحوث
الرأي العام بجامعة سوهاج، إن وضع
السؤال بهذه الطريقة جاء في إطار التطبيق العملي لمعايير الجودة التي تساعد في
إعداد صحفي يتمتع بخبرات ومهارات وقدرات صحفية تتواكب مع المهارات والقدرات
العالمية.
وقال حارص في تصريحات خاصة لـ«كشكول»: المهم هو التركيز علي المغزي من
السؤال وليس مجرد انتاج هذه المعالجات السطحية والتافهة باعتبار أن الحدث غريب ومثير،
حيث ان السؤال يكشف لنا عن طريقة التعليم المتبعة في تدريس مواد الإعلام بشكل عام
وليس مادة الإعلام المتخصص، خاصة وأن مراجعة امتحانات طلاب الإعلام والعلوم
الإجتماعية معظمها يقيس مهارة واحدة وهي تذكر المعلومات التي قد ينساها الطلاب
بمجرد دخوله المؤسسات الصحفية، لكن الجودة في التعليم في الدول المتقدمة تكون
شخصية الطالب الصحفي بصورة أخري.
وتابع، الصحفي يحتاج عدة مهارات منها مهارات التفكير، المقارنة، كيفية
الإعداد الجيد، التطبيق، الممارسة، ومهارات التواصل والإلتزام بالقواعد المهنية
والمعايير الاخلاقية، وجميعها يجب أن تكون حاضرة في كافة المقررات، المقررة في
مواد الإعلام والعلوم الاجتماعية.
وحول تقييم مستوي الطلاب وفق هذه المهارات، قال حارص: المسألة بحاجة
إلي أمرين أولهما أن تدرب الطلاب علي إكسابهم لهذه المهارات أثناء الدراسة، وثانيهما
أن تضع امتحان يقيم الطلاب في هذه المهارات التي تدربوا عليها، إذن فنحن لدينا
طريقة تدريس وامتحان يقيم هذه الطريقة، ومن أجل أن تحقق هذا، تحتاج إلي أحداث
أثارت الرأي العام وأوجدت بلبلة بالوسط الفني لكي تختبر مهارات وقدرات الطالب التي
تدرب عليها.
وأردف، السؤال يتضمن عدة عناصر ويقيم أشكال التغطية الصحفية المناسبة
لهذا الحدث، سواء أكانت إخبارية سريعة كما حدث، أو نقدية عميقة تكشف وتفسر تبعات
الفنانة رانيا يوسف في تكرار إقدامها علي مثل هذا النوع من الملابس، فيتدرب علي
كيفية اللجوء إلي مصادر جديدة تجبره علي اختيار التقرير كأحد فنون الكتابة الصحفية،
فيبحث عن نشأتها الاجتماعية وعلاقتها بأسرتها ومكانتها بالوسط الفني وعلاقتها
بأصدقائها المقربين الي آخره من الجوانب التي تحتاج جهداً من الصحفي المتميز.
وشدد أستاذ إعلام سوهاج، السؤال يستهدف التعليق علي الحدث، وطريقة
تناول الإعلام والتواصل الاجتماعي له، ما يجعل نقد المعالجات السريعة والسطحية
التي لا تخدم رسالة الفن أو الفنان أو القارئ، مؤكداً معايير الجودة هي من جعلتني أتجاوز
مستوي صحفي قائم وموجود إلي خلق صحفي قادر علي الإبدع.
واستطرد، لولا هذه الأحداث الغريبة ما كان يمكن للمهارات والقدرات أن يتم
تقييمها، فالأحداث العادية لا يكون للطالب متابعة جيدة لها أومقدرة علي التذكر،
وبالتالي لن يستطيع أن يتجاوب معها لعدم متابعته إياها، ومن المؤكد أن جميع الطلاب
تابعوا ما تعلق بأزمة الفستان وغيرها من الأحداث الملفته كبيان شيخ الازهر عن
ميراث الرجل والمرأة، موضحاً أنه تطلب يوماً كاملاً لوضع الامتحان، فيما لا يكلف
البعض عناء 10 دقائق لوضعه، وذلك للمساعدة في اختبار قدرات الطالب في التطبيق
والممارسة، وأنه يحتاج جهد مضاعفاً في التصحيح قد يصل إلي 4 أضعاف الوقت المحدد
لتصحيح اختبار تقليدي.