"الفرانكو" حرب ضد الوطن العربي بدون أسلحة لتدمير اللغة والهوية العربية
إيمان كاسب
علم النفس: الفرانكو هي مؤامرة ممنهجة لتدمير اللغة العربية
طالبة: "مش بحب اكتب بالفرانكو لأنه لغة مش معترف بيها"
انتشرت في الآونة الأخيرة لغة "الفرانكو" بين الشباب المصري وهى عبارة عن ترجمة المنطوق العربي إلى كتابته بالأحرف الإنجليزية، ونالت هذه اللغة التى آتت إلى المجتمعات العربية رفض شديد من أساتذة اللغة العربية لأنها بمثابة العدو الغاشم الذي يسعى إلى تدمير كيان اللغة والثقافة العربية
آراء الطلبة
قال إسلام جمعة كاسب،
دكتور العلاج الطبيعي بالقصر العيني، إن لغة الفرانكو آثرت بشكل كبير على الهجاء وعلى
نطقه لبعض الكلامات العربية، حيث بدأ استخدامه منذ التحاقه بالجامعة، إذ وجد الكثير
من أصدقاءه يستخدمون هذه الطريقة المستحدثة في الكتابة نظرا لخمول عدد كبير منهم لتغيير
أحرف لوحة المفاتيح الخاصة بالهواتف المحمولة أو أجهزه الكمبيوتر من أحرف اللغة الإنجليزية
إلى اللغة العربية.
"مش بحب اكتب بالفرانكو لأنه لغة مش معترف بيها"
هذه أولى كلمات غدير كابل، الطالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إذ ترى أن استخدام
الفرانكوا في الكتابة سيؤثر مستقبيليا على اللغة العربية، مضيفة أن الفرانكو هو لغة
شباب الفيس بوك وسوف تختفي سريعًا مثلما ظهرت سريعًا، وأن اللغة العربية ستظل هي اللغة
الأم ولن يستطيع الغرب إمحاءها مهما فعلوا، كما أكدت وفاء رؤوف، الطالبة بالفرقة الثالثة
كلية الإعلام جامعة القاهرة، أنها تشعر بالضيق والسأم عندما تصل إليها بعض الرسائل
المكتوبة بهذه الأحرف الدخيلة على اللغة العربية، إذ ترى أن اللغة العربية هي خير دليل
على الهوية والثقافة العربية الأصيلة التي لم يستطع أي مستعمر جاء إلى مصر أن يمحيها
أو يضعفها مثلمل فعل في العديد من الدول العربية الشقيقة، وأشارت إلى أن الشعب المصري
وبخاصة فئه الشباب هم اللذين يضعفون لغتهم بأيديهم منذ أن بدأوا في إدخال بعض الكلمات
الإنجليزية داخل الجمل العربية مثل كلمة سيرش والتي يقابلها في اللغة العربية كلمة
بحث ومع كثرة استخدام الفرانكوا سوف يتزلزل عرش وكيان اللغة العربية.
آراء أساتذة اللغة العربية وعلم النفس
قال الدكتور حجاج أنور عبد الكريم، أستاذ اللغة العربية بكلية
دار العلوم جامعة القاهرة، إن تحويل المنطوق العربي للأحرف الإنجليزية بدلا من الأحرف
العربية سيدمر أركان اللغة والهوية العربية على المدى البعيد، مؤكدا أن لكل لغة جانب
ملفوظ وآخر مكتوب ومع استخدام لغة الفيس بوك الجديدة والتي تدعى الفرانكو سوف تفقد
اللغة العربية الجانب المكتوب، نظرا لتحويل الأحرف العربية إلى الأحرف الإنجليزية وسيتم
الاعتماد فقط على الجانب الملفوظ منها.
"الشباب ينظرون إلى الفرانكو على أنه لغة الرقي والحداثة"
بهذه الكلمات عبرت الدكتورة شيم قطب، الأستاذ بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة،
عن استياءها الشديد من حال الشباب المصري الذي يستقبل كل مستحدث يآتي إليهم دون التمعن
فيه لمعرفة النتائج المترتبة على هذا المستحدث، مضيفة أن اللغة التي يتباهى بها الشباب
فيما بينهم عند الكتابة بها ستدمر لغة القرآن الكريم والهوية العربية.
وذكرت "قطب" أن لمواجه هذا الغزو الثقافي يجب أن
تتضافر جهود الدولة مع بعضها البعض حتى نستطيع أن نسيطر على اللغة والهوية العربية
لذلك يجب شن حملات توعية للشباب المصري لتوعيتهم بخطورة اللغة التي يستخدمونها في الكتابة
"الفرانكو".
"الإعلام دلوقتي بيستخدم كلمات موغلة في العامية وألفاظ
الشارع" أشارت "شيم"، أن للإعلام دور كبير يجب أن يؤديه فيما يخص هذا
الشأن من خلال التخلي عن اللغة العامية المتداولة في البرامج والقنوات التليفزيونية
والاستقرار على اللغة العربية المرنة التي تتناسب مع جميع فئات المجتمع المصري دون
اللجوء إلى تجاوز الذوق العام.
"لغة الفرانكو هي مؤامرة ممنهجة لتدمير اللغة العربية"
هذا ما بدأ به جمال فرويز، استشاري الطب النفسي حديثه لـ"كشكول"، مضيفًا
أن لغة الفرانكو كانت مستخدمة عند وجود الاحتلال الإنجليزي لمصر ثم تراجع استخدامها
بعد ثورة 23 يوليو، ولكن عادت مرة آخرى بعد الانفتاح الاقتصادي لمصر، مؤكدا أن ثقافة
أى مجتمع متمثلة في اللغة المستخدمة، والدين، وأسلوب التعامل بين أفراد المجتمع والعلاقات
الاجتماعية داخل الأسرة.