متى ينام الطفل بغرفة بمفرده.. وكيف نعوده؟!
هل يعتبر نوم الأطفال فى غرف بمفردهم أمرا صحيًا أم لا ؟ وكم يكون العمر المناسب لفصل الطفل عن أمه أثناء النوم ؟ تساؤلات تدور بذهن العديد من الأمهات خاصة عند الطفل الأول.
خاصة وأن هناك دراسات أجراها نخبة من أطباء الأطفال المتخصصين
في بريطانيا، تشير إلى أن الأطفال الرضع حديثي الولادة يجب أن يظلوا في فراش والدتهم
حتى يصلوا إلى سن الثالثة، وذلك نظرا لأن قلب الطفل الصغير لا يتحمل شدة عناء النوم
بعيدا عن حضن أمه.
وعلى الجانب الأخر ترى الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال
أن الطفل يجب أن ينام على سرير منفصل فى غرفة والديه فى الستة أشهر الأولى من حياته،
وبعدها يمكنك البدء تدريجياً فى تعويده على النوم بغرفة منفصلة.
تضارب الأراء والأبحاث تجعل الأمهات فى حيرة من أمرهم وأى
طريقة يتبعونها للحفاظ على أطفالهم .
وتقول دكتوره إنشاد عزالدين أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية،
إنه لايجب فصل الطفل عن أمه أثناء فترة الرضاعه، ولابد وأن يكون بجانبها أثناء النوم
حتى سن عامين أو بعد الفطام، ويجب أن يتم هذا الأمر تدريجيًا حتى لا يتأثر الطفل نفسيًا،
لأن نوم الطفل الرضيع على صدر أمه يوفر له
الإحساس بالأمان والراحة النفسية والشعور بالاطمئنان، على عكس الأطفال الذين يتركون
بمفردهم ويتعرضون للفزع ليلاً ورؤية الكوابيس.
وتقول أخصائية علم الإجتماع، إن عملية فصل الطفل عن الأم
أثناء النوم يعتبر بمثابة فطام ثاني وذلك لمدى صعوبته النفسية الشديده على الطفل.
وتحذر "عزالدين" الأمهات من اتباع نصيحة
"اتركيه يبكي وغدًا يتعود الأمر"، لأن هذا الأمر يزرع بداخل الطفل القسوة
ويجعله يتعود القسوة مع الآخرين، والجفاف العاطفي تجاه كل شئ حوله ولا عجب من رؤية
طفل يقتل حيوانًا أليفًا أو يعذبه فهذا العنف والعدوانية نتيجة قسوة الأم أو تعرض الطفل
لموقف قاسي يظل يحمله بداخله طول العمر.
وتؤكد "عزالدين" على ضرورة التمهيد للطفل وتهيئة
الغرفه له بشكل يجذبه ويحببه فى غرفته، ونعوده على البقاء فيها
لأطول فترة ممكنة والتعود على الحفاظ على ألعابه وأدواته بها، حتى يتعود على الخصوصية
والاحتفاظ بكل مايخصه بداخل هذه الغرفة، ومع الوقت يبدأ فى التعود بالتواجد بها ثم
يتعلق بها ويفضل النوم بها وسط ألعابه التى يحبها.
وفى السياق ذاته يرى دكتورعادل أبو زهرة أستاذ علوم سلوكية
بجامعة الأسكندرية، أن نوم الطفل بغرفة بمفرده يبدأ بعد أن يبلغ عامين ويجب على الأم
تعويده النوم بمفرده حتى لا يكون معتمدا اعتمادا كاملاً على أمه في كل شيء، ومن الأفضل
أن يفهم أن له كينونته وله استقلاليته، مشيرًا إلى أن هذا سيسهل على الوالدين أمر التفريق
بين الذكوروالإناث عند سن العاشرة، ولن يكون هناك أي صعوبة بالنسبة للأطفال أن يتفهموا
ويتقبلوا مفهوم الخصوصية بالنسبة لهم وبالنسبة لآبائهم، مؤكدا أن عامين هو السن المناسب،
حيث تكون الأم قد أنهت رضاعة الطفل.
ورفض "أبو زهرة" لجوء بعض الأمهات بترك أطفالهن
بمفردهم منذ الأيام الأولى، اعتقادا منهم أن الطفل بذلك يتعود على النوم بغرفته بعيدا
عن الأم، وذلك خطأ تماما لأن الطفل يكون في حاجه لوالدته في السنوات الأولى، مبينا
أن ارتباط الطفل بجسد أمه ضرورة بيولوجية وعاطفية بالنسبة للرضيع.