اختفاء غامض لـ5 أشقاء.. والدهم:"عايز أخدهم في حضني"

لم يكن يصدق "جمال" أن يفقد أبنائه الخمسه الذين كانوا يتجهزون لحضور فرح أحد أقاربهم في غمضة عين، فبعد أن انتهوا من استعداداتهم توجهوا إلي بهتيم في محافظة القليوبية والتي تبعد عن مسقط رأسهم في شبرا الخيمة بضع دقائق فقط، خرجوا من البيت، يعدون الوقت على أصابع أيديهم، بفارغ الصبر، ينتظرون الذهاب إلى خالهم وأخذهم لحضور الحفل، ليتحول انتظار الحفل إلى اختفاء غامض، أصاب أسرتهم بالحيرة والدهشة، فيتساءلون بقلب ذاب حزناً عليهم "فين ولادي الخمسة؟".

جمال حمدان، المقيم بشبرا الخيمة، والد الأبناء الخمسة المختفين، روي ما حدث لأبنائه، وأكبرهم تبلغ من العمر 21 عاماً، والذين اختفوا دفعة واحدة دون سابق إنذار: "المسافة بينا وبين خالهم صغيرة جدا تأخذ ربع ساعة بالتوك توك، والمنطقة شغالة ليل نهار، الكبيرة 21 سنة اسمها أميرة، وسامية 16 سنة، ومنة 7 سنين، وغرام 5 سنين، ومصطفى 3 سنين، كلهم اختفوا في وقت واحد، مستطردا "أنا هموت عليهم، عاوز أخد عيالي في حضني".

خرج الخمسة الساعة الثالثة والنصف فجر يوم 21 أكتوبر، ومن ذلك الحين، لم تعثر أسرتهم على طريق جرة لهم: "كانوا رايحين لخالهم بدري عشان يلحقوا يروحوا الفرح في الشرقية، اتصلت بخالهم بعد ما خرجوا قلتلهم العيال وصلوا، قال لي لسه مجوش".

أصيب "حمدان" بالجنون، أبناؤه الخمسة اختفوا دفعة واحدة ولم يظهر منهم واحد، يتساءل: هل اختفوا، هل تم اغتصابهم، هل صُدر منه فعلاً جعلهم يقبلون على ترك البيت؟

وأضاف  "عقلي مش قادر يحدد، هل ده اختفاء ولا إيه بالظبط، نزلت لهم فيديو وقلت لهم فيه لو إنتوا زعلانين هصلح اللي إنتوا عاوزينه، أنا حتى ماعرفش هما زعلانين من إيه، بس بقول لو".

يستيقظ "جمال" صباحاً مثقلا بالهموم يذهب في كل مكان للبحث عن أبنائه الخمسة، ويرافقه بعض أفراد الأسرة، لم يترك مكاناً إلا وحاول البحث عنهم فيه، دون العثور على خيط واحد يدله إلى أولاده.

ينفض الغبار من ملابسه بعد رحلة عناء طويلة في الشوارع، ويعود إلى بيته "بخفي حنين" مع غروب الشمس: "هجمع عيالي بنفسي، بدور في كل مكان، مش هسيبهم يختفوا دول عيالي، مقدرش أعيش من غيرهم، بحبهم وبيحبوني، أميرة بدلعها بميرو، ورحمة يا قطة، أنا عاوز عيالي في حضني، أنا ماشي جسد بدون روح دلوقتي، وأمهم تعبت نفسياً".