الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
جامعات

«إعلام القاهرة» تناقش مخاطر ظاهرة «هوس الشراء»

كشكول

نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة، صباح اليوم الإثنين، الوبينار الإليكتروني  تحت عنوان "دور الإعلام في الحد من هوس الشراء وتأثيراته السلبية"، تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى عميدة كلية الإعلام، وبإشراف الدكتورة داليا محمد عبد الله، رئيس قسم العلاقات العامة بكلية الإعلام.

وشهد الوبينار الإليكتروني تفاعلا بين الحضور الإليكتروني ولجنة الوبينار من الضيوف الدكتورة حنان جنيد وكيلة كلية الإعلام لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور أحمد خطاب المدرس بقسم العلاقات العامة، والدكتور علي عجوة العميد الأسبق لكلية الإعلام والأستاذ بقسم العلاقات العامة، والإعلامية لمياء فهمي عبد الحميد، والإعلامي والمذيع بالتليفزيون المصري محمد حسان.

وبدأت فعاليات الوبينار باستعراض نتائج الدراسة الميدانية التي قام بها الطلاب على 200 مفردة من الجمهور لدراسة سلوكيات الشراء لديهم، وذلك على مستوى الجنسين الذكور والإناث، والتي أوضحت أن السلوك الاستهلاكي ارتفع لدى الاناث عنه لدى الذكور، وارتباط الهوس الشرائي بظاهرة الاستهلاك السلبي دون الحاجة الضرورية.

وفي كلمتها بالوبينار، قالت الدكتورة هويدا مصطفى عميدة كلية الإعلام، إن مناقشة الظاهرة قضية مهمة وأكدت دور الإعلام في التوعية من السلوكيات غير السوية، وأثنت على جهود الطلاب في القيام بإعداد دراسة حول سلوكيات الشراء لدى الجمهور.

وأشارت مصطفى، إلى أن سلوكيات الشراء تحتاج دوما لإجراء دراسات تتبعية للوقوف عليها وتقديم ما يفيد ويوعي الجماهير من الانغماس في سلبيات ذلك السلوك والحد منه، ودراسة العوامل المؤثرة على قرار الاستهلاك ومدى ارتباط ذلك القرار بالحاجات الضرورية، وارتباط ذلك القرار بعامل التأثير النفسي المتشكل لدى الجمهور، وذلك للوصول إلى الاعتدال والتوازن في القرار الشرائي ووفقا لمبدأ الضرورة وبما يساهم في رخاء المجتمع دون استنفاد موارده وانتاجه فيما لا حاجة له.

وأكدت عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الكلية تقدم دعمها الكامل لمشروعات طلابها التي تصب في خدمة القضايا المجتمعية وفق استراتيجية الجامعة في ضوء استراتيجية مصر2030.

وأوضحت عميدة الكلية، أن الإعلام في الوقت الحالي يعد ركيزة أساسية لتوعية الجمهور فيما يخص الشئون المجتمعية ويعد أحد الأدوات اللازمة لتلقي القيم الإيجابية ومنع تداول السلوكيات الجماهيرية السلبية والتي تتنافي مع ما تحتاجه الدولة منا بدعم ثقافة الترشيد والحث على ثقافة الإنتاج دون الاستهلاك الخاطئ.

وأوضحت مصطفى، أن الإعلام لا يتوقف دوره فقط عند حدود نشر الإعلانات الاستهلاكية بل أيضا تحجيم وترشيد سلوكيات الجمهور بشكل دائم وتوعيته بالضروريات اللازمة لاتخاذ قراء الشراء، وذلك لمنع تدويل ثقافة الاستهلاك الأعمى، وتوجيه تلك السلوكيات وترشيدها لأجل الصالح العام ولإعمار الوطن.

فيما عبرت الإعلامية لمياء عبد الحميد، عن بالغ سعادتها للمشاركة في الوبينار الإلكتروني داخل كلية الإعلام وبموضوعه المطروح حول هوس السلوك الشرائي، مشيرة إلى أن كلية الإعلام تعد كلية رائدة دوما في مجال تبني الدراسات الخاصة بالتوعية والتعريف بضروريات القيام بالسلوك الشرائي، مضيفة بأن الإعلام لابد أن يلتزم بالدور التوعوي في منع انتشار القيم السلبية الشرائية، وتحجيم انتشار القيم الاستهلاكية السلبية الخارجة عن احتياجات المواطن.

وقال الشيخ رمضان عبد الرازق من علماء وزارة الأوقاف، إن سلوكيات الشراء لابد أن يتبع فيها الجمهور قيم الدين، وذلك بما لا يؤدي إلى الإسراف والحض على قيم التبذير.

وقالت الدكتورة حنان جنيد وكيلة الكلية لشئون خدمة المجتمع، إن الدراسات الأكاديمية أظهرت أن العولمة والتقليد الأعمى هي القضية الشائكة والفوضاوية التي أدت إلى نماء القيم المتعلقة بسلوكيات الشراء السلبية، مشيرة إلى أن المقترحات والحلول تفرض على القائمين على صناعة الإعلام القيام بالدور التوعوي ودعم ثقافة الترشيد.

وفي كلمتها أطلقت جنيد، مبادرة خيرية بعنوان (افتح دولابك) برعاية عميدة الكلية، في إطار دور الكلية لخدمة المجتمع.

ودعت وكيلة الكلية، إلى دعم ثقافة الترشيد من خلال تبني حملة قوافل الخير التي تدعو فيها أبنائها من الطلاب وأساتذتها إلى الاستغناء عن ملابسهم الزائدة وتوجيهها لصالح الفئات من ذوي الاحتياجات، مضيفة بأن الدور التوعوي هو ما دفع الطلاب لتبني حملة ودراسة فحص سلوكيات الشراء الخاطئة والتوعية بدور الإعلام في محاربتها والحد منها بصورة تدريجية.

من جهته وخلال مشاركته قال الدكتور علي عجوة، العميد الأسبق والأستاذ بقسم العلاقات العامة، إن القيم السلوكية السلبية المتعلقة بالشراء تتعلق وترتبط بالجانب الديني وترتبط بسلوكيات الجشع والاستغلال وتنافي قيم الترشيد والتوازن البيئي الذي يعد سمة من سمات التحضر في المجتمعات الحديثة، مضيفا بأن الفارق بين الإسراف والاحتياج كبير وهو ما يحدد الرغبة في الشراء واتخاذ القرار الذي لابد أن يتحدد في ضوء الاحتياجات الفعلية للفرد -حسب رأيه-.

وأشار الأستاذ بقسم العلاقات العامة، إلى أن سلوكيات الشراء لابد من ترشيدها في ظل التحديات العالمية المتعلقة بانتشار وباء فيروس (كوفيد 19) كورونا، والذي أدى إلى تكالب المواطنين في جميع أنحاء العالم -حسب تعبيره- للحصول على الأدوية والمسكنات اللازمة للتداوي والوقاية من الفيروس، وأدى إلى نفاذ بعض من تلك المستلزمات الطبية، وظهور قيم الجشع والاستغلال التي تبناها القلة من التجار الراغبين في المكاسب المادية واستغلال الجانب النفسي لدى الجماهير بشتى السبل.

وخلال تعليقه ومشاركته في الوبينار قال الدكتور محمد عتران الأستاذ بقسم العلاقات العامة والإعلان، إن فكرة الوبينار تحتاج إلى الالتفات لتوعية الجمهور بثقافة الادخار واتخاذ القرار الشرائي في ضوء الاحتياجات المستقبلية، مشيرا إلى أن الإعلام يحتاج إلى توعية الجمهور وتنمية ذلك الاتجاه نحو الادخار دون دعم قيم الاستهلاك من خلال نشر الإعلانات، وذلك من خلال التوعية الإعلامية الدينية ولفت الانتباه إلى ارتباط هوس الشراء بالقيم السلبية.

وأشار عتران، إلى أن هوس الشراء ينجم عن قرارات متسرعة تتعلق بإشباع حاجة نفسية من خلال الشراء لأي سلعة دون حاجة فعلية لها، منوها إلى أن الحل يكمن في العلاج النفسي وهو من خلال الحصول على أدوية نفسية تعالج ذلك وأيضا من خلال دعم السلوكيات الأخرى الإيجابية بديلا عن سلوكيات هوس الشراء، والاتجاه نحو توعية النساء بشكل خاص لأن كثيرا من الدراسات أوضحت أن أكثر الجنسين تأثرا بظاهرة هوس الشراء هم من السيدات.