"إعلام القاهرة" تناقش أول رسالة دكتوراه متخصصة في السينما الإسرائيلية
منحت كلية الإعلام جامعة القاهرة الباحثة سارة فوزي أحمد المدرس المساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بالطبع والتبادل مع الجامعات الأخرى وذلك في تخصص الأفلام التسجيلية حيث جاء موضوع الرسالة عن السينما التسجيلية الإسرائيلية ودورها في صناعة الصورة الإعلامية للمجتمع الإسرائيلي الحالي.
وتأتي هذه الرسالة الأكاديمية بإشراف الدكتور حسن عماد مكاوي العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة والدكتورة ياسمين أحمد المشرف المشارك على الرسالة، كما تشكلت لجنة الحكم والمناقشة برئاسة الدكتورة منى الحديدي أستاذة الإعلام والسينما التسجيلية بقسم الإذاعة والتلفزيون والدكتور وليد يوسف رئيس قسم النقد السينمائي بأكاديمية الفنون وأستاذ السيناريو في لجنة المناقشة.
واعتمدت الدراسة على المنهج الكيفي باستخدام تحليل بنية السرد بالأفلام الإسرائيلية التسجيلية مع الاعتماد على دراسة استقصائية ميدانية على عينة من مشاهدي هذه الأفلام من العرب.
وتلخصت أهم نتائج الدراسة في استمرار الأفلام التسجيلية الإسرائيلية إظهار حيادها الشكلي عبر الاعتماد على تصوير وجهات النظر المتعددة Multi Perspective إزاء الحادث الواحد بتسجيل شهادات الضحايا وشهود العيان من الجانب العربي، والتصوير في أغلب المواقع والمدن الفلسطينية التي حدثت بها هذه الجرائم أو الانتهاكات من جانب الجيش الإسرائيلي كذلك تصوير الجانب الإسرائيلي من الحدث.
واستخدام أغلب الأفلام التسجيلية الإسرائيلية لأسلوب السرد والقطع المتوازيين بحيث يتم سرد القصة من خلال أسرتين/ صديقين/ صديقتين ينتمي أحدهما لإسرائيل والآخر عربي أو فلسطيني في إطار رحلة كلا الطرفين للتعايش وتطبيع العلاقات فيما بينهما.
وانتقاد الأفلام الإسرائيلية المعاصرة في خطابها بناء الجدار الفاصل واعتبرته رمزا لسجن الفلسطينيين وقمعهم وأشارت إليه بأنه محاولات للتقسيم والتهميش والتمييز العنصري، تأتي هذه الرمزية على عكس السرديات السابقة للأفلام الصهيونية التي روجت من خلالها لفكرة بناء الجدار الفاصل، واستخدمته كأداة رمزية تعكس أكاذيب ما هو خارج المجتمع الإسرائيلي.
جاء الاعتماد على عاطفة الأمومة والأبوة والعمل على حماية الأبناء من تبعات الحرب كأحد الاستمالات الإقناعية العاطفية الأكثر تكرارا بالأفلام الإسرائيلية لدعم الخطاب الإيديولوجي المؤيد للتطبيع بين العرب وإسرائيل والتعايش السلمي لإنهاء الصراع.
واستمرار دعم الأفلام الإسرائيلية للذاكرة الجمعية Collective Memory عبر تقديم مجموعة من الرموز والقيم والتقاليد الدينية اليهودية لدمج اليهود من كافة أنحاء العالم بحيث تعيد تعريفهم في إطار المجتمع الإسرائيلي الحالي، ولكنها أضافت لخطابها بعدا آخر يتمثل في ذاكرة أخرى موازية تؤمن بالتعددية والعلمانية وقبول (الآخر) من العرب أو من الفئات المهمشة داخل إسرائيل.
واستمرار الأفلام الإسرائيلية في استخدام المصطلحات الدينية وتجريدها من بعدها الإيماني المقدس ووضعتها في قالب إيديولوجي سياسي. كما كشفت الأفلام عن وجود استقطاب سياسي وإيديولوجي شديد داخل المجتمع الإسرائيلي وتحديدا بين طبقاته العرقية والدينية المختلفة، ولا تزال إشكالية البحث عن الهوية هى الأكثر بروزا في السينما الإسرائيلية.
وظهر الانقسام الأفلام الإسرائيلية ما بين التأييد والمعارضة لاستمرارية سيطرة الجيش الإسرائيلي على كافة مناحي الحياة بإسرائيل.
وتظهر النتائج استمرار وصف المقاومين العرب بالإرهابيين وربطهم بالدموية والوحشية في المقابل تصوير الجندي الإسرائيلي الذي قام بالعملية العسكرية ضد الفلسطينيين باعتباره شخص تعرَض لضغوط سياسية من قبل قادته العسكريين.
وتعمد المخرجون الإسرائيليون اختيار شخصيات عربية وفلسطينية موالية لإسرائيل تتحدث بالعبرية طوال الوقت أو الإنجليزية وقليلا ما تتحدث بالعربية فضلا عن تخصيص مساحة زمنية للشخصيات الإسرائيلية تفوق نظيرتها الفلسطينية داخل بناء الفيلم كما لم تنتقد الشخصيات العربية المجتمع الإسرائيلي انتقادا حادا وإنما انتقدت سلطاته السياسية وفصلت بين المجتمع الإسرائيلي وانتهاكات جيشه مع أن نظام الخدمة العسكرية بإسرائيل إجباريا على أغلب فئات المجتمع الإسرائيلي وهو ما يؤثر بدوره على آراء عينة الدراسة من مشاهدي هذه الأفلام الذين يفصلون في اتجاهاتهم بين الجيش الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي.
يُذكر أن هذه الرسالة تعد من أولى الرسائل النوعية المتخصصة بمجال السينما الإسرائيلية بكلية الإعلام جامعة القاهرة.