طلاب الأكاديمية العربية بالإسكندرية يبتكرون قاربًا صديقًا للبيئة
ابتكر طلاب مصرين بمعهد الدراسات التنقية والمهنية في مجمع خدمة الصناعة بالأكاديمية العربية للتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية في أبوقير بالإسكندرية، قاربًا يعمل بالطاقة الشمسية وصديقا للبيئة، يمكن التحكم فيه عن بعد بسهولة.
ويأتي القارب ضمن مشروعات التخرج للطلاب بالأكاديمية العربية، ويعد نقلة نوعية في مجال الابتكارات التي تعمل بالطاقة النظيفة في مصر.
وأوضح الطالب حسن سالم، أحد أفراد الفريق الذي توصل لهذا الابتكار، أن فكرته تقوم على عمل شيء مرتبط بالطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود، ويهدف أيضًا لتقليل الانبعاثات الكربونية، خاصة وأن هناك صعوبة في نقل الوقود للمراكب التي تعمل في النيل، وأحيانًا يحدث تسريب خلال النقل، بينما يعتمد القارب على طاقة نظيفة لا تؤذي البيئة.
وأضاف أن "القارب يمكن استخدامه في النقل بين ضفتي النيل لا سيما وأن إنشاء الجسور لهذا الغرض يكون مرتفع التكاليف، كذلك يمكن وضع القارب أيضا في بعض الأماكن السياحية خاصة، وأن هناك سياحًا لا يحبون الذهاب إلا لأماكن صديقة للبيئة، وهذا القارب سيكون متوافقًا مع تلك الأماكن في المنتجعات والمناطق السياحية".
ولفت إلى أن المركب يستطيع حمل 200 كيلو جرام، ويمكن التحكم في الوحدة الخاصة به سواء بشكل يدوي من داخل المركب، أو عن بعد، والخيار الأخير مفيد في الأماكن التي يصعب الوصول إليها، مثل المياه التي حدث بها تسرب للزيت، أو حريق فهذا المركب يمكنه الدخول لهذه الأماكن عبر التحكم عن بعد، كما يمكن بعد تطوير النموذج الخاص به بأحجام أكبر وفق الحسابات العلمية الدقيقة، لاستخدامه في نقل البضائع".
وأشار "سالم" إلى أن المركب من إنتاج مصري باستثناء بعض القطع والمكونات الخاصة بالتحكم الإلكتروني المتوافرة في السوق، ويمكن إنتاجه بشكل أكبر حال وصول تمويل من جهة تتبنى ذلك، وتكاليفه في المستقبل ستكون أرخص من أول نسخة في حال إنتاج أعداد كبيرة منه، لافتًا إلى أن الفريق يسعى في الوقت الحال للترويج لهذا المنتج حتى تتبناه جهة أو شركة لإنتاجه بشكل تجاري.
وتابع:"لدينا طموح لجعل هذا القارب يعمل بنظام الطيار الآلي عبر إدخال الذكاء الاصطناعي إليه، وكذلك تركنا خيارات كثيرة لتطويره، فيمكن استخدامه في المستقبل بعد تطويره في إزالة الزيوت التي تتسرب في بعض الأنهار والبحار، كما يمكن تطويره مستقبلا بحيث يتم تركيب معدة تزيل هذا الزيت عبر التحكم من بعد، ويمكن تركيب وحدة مطافي تضخ المياه عبر مضخة يتم تركيبها في القارب من الأسفل وتستخدم في إطفاء الحرائق التي تندلع في المياه، سواء في السفن، أو حقول النفط أو غيرها، دون تعريض أرواح البشر للخطر، وهي اقتراحات مستقبلية نسعى للوصول إليها بعد ذلك".
وأكمل “القارب صديق للبيئة ولا تصدر عنه انبعاثات كربونية، أو أي شيء يضر البيئة والمياه، ويمكنه العمل 6 ساعات متواصلة خلال ضوء النهار، أما خلال الليل فلديه بطاريات تمكنه من العمل من 3 إلى 6 ساعات”.
وواصل:"كما أنه مزود بمخارج وأسلاك لشحن القارب بالكهرباء والعمل مثل السيارات التي تعمل بالكهرباء، ويمكن شحنه من أي عامود إنارة أو من أي وحدة شحن قريبة منه، وتبلغ سرعته 4 عقدة في الساعة، وطوله 2.70 متر، وعرضه 1.10 متر، وهو من إنتاج معهد الدراسات التقنية والمهنية بمجمع خدمة الصناعة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وتم تحت إشراف الدكتور، أحمد جمعة رئيس قسم الورش الإنتاجية والدكتور، عصام عزت البكل عميد مجمع خدمة الصناعة، ودكتور إسلام البنا، ونسعى لمزيد من التطوير حتى يحقق الفائدة المرجوة منه على أكمل وجه".