"كابوس" تنسيق ذوي الهمم.. القانون يدعمهم والجامعات: القبول بشروط
أحلامهم في إكمال دراستهم الجامعية سرعان ما تبخرت أمام قرارات أسقطها القانون ولكن تنفذها الجامعات بحجة وجود ضوابط وكليات معينة تقبلهم.. إنهم «ذوو الهمم» الذين حالت هذه الضوابط دون مواصلة مسيرتهم التي يتطلعون إليها، بعد بارقة الأمل التي منحها القانون لهذه الفئة من الطلاب بأحقية الالتحاق بجميع الكليات ما لم تكن تلك الإعاقة سببا في التواجد وسط الطلاب والتعايش معهم.. لم يخل ماراثون تنسيق القبول من الجامعات سنويا من شكاوى طلاب ذوي الهمم بشأن قبولهم بالكليات.
حيث تسمح قواعد قبول طلاب ذوي الههم، التي أقرها المجلس الأعلى للجامعات، التقدم إلى الكلية النظرية أو العملية، التي تتفق مع رغبته طالما استوفى الحد الأدنى من مجموع الدرجات المطلوب للقبول بها، واجتياز اختبار القدرات أو المقابلة الشخصية في الكليات، التي تتطلب ذلك، على أن يتم تشكيل لجنة ثلاثية من أعضاء هيئات التدريس بالكلية المرشح لها الطالب لتطبيق اختبار قبول للوقوف على مدى قدرة الطالب على الوفاء بالتزاماته الدراسية للكلية وأنه في حال عدم موافقة الكلية على قبول بعض الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يتم ترشيح الطالب من خلال مكتب التنسيق الإلكتروني، بناء على رغبته التالية التي سجلها ضمن رغباته ببرنامج التنسيق خارج كليات القطاع الذي سبق وأن ترشحه إليه.
"جميع كليات جامعة الإسكندرية ترفض قبول بنتي رغم تفوقها الدراسي وحصولها على مجموع 95.61% "دمج" بالشعبة الأدبية".. هكذا قالت السيدة هايدي سامي، ولية أمر الطالبة تسنيم عماد خليل، والتي سرعان ما تفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالب بتطبيق القانون وأحقية الطلاب بالقبول بجميع الكليات ما دام حققوا الحد الأدنى للقبول واجتياز الاختبارات والمقابلات الشخصية المؤهلة للقبول بالكليات وفقا لما حدده القانون والمجلس الأعلى للجامعات، والسماح لهذه الفئة من الطلاب بالقبول بجميع الكليات ما لم تكن الإعاقة سببا في تعايشهم بالكلية.
تواصل "كشكول"، مع ولية أمر الطالبة، قائلة: "اللائحة وقفت أمام تحقيق طموح بنتي، مشيرة إلى أن الجامعة أكدت أن القانون حدد ضوابط وقبول هذه الفئة من الطلاب ولا يمكن الخروج عن القانون، ومفيش فايدة.. كل الكليات رفضت قبول بنتي بداعي القانون يرفض واللائحة لا تسمح".
وتابعت في شكواها: "جميع الكليات بجامعة الإسكندرية ترفض التحاق ابنتي بها برغم تفوقها الدراسي وحصولها على هذا المجموع بتعب وسهر وكفاح لأعوام ولكن قررت الجامعة حصارها في كليه الآداب قسم مكتبات وهو القسم الذي يسمح بدخول الدمج فقط حتى ولو كان ٥٠٪.. أين امتياز التفوق لطلبة الدمج مثل باقي الطلبة؟ أين دعم الدولة لذوي الهمم؟ أين التقدير وتكافؤ الفرص لكل مجتهد برغم الاختلاف الذي ليست لنا يد به، بل بذلنا كل طاقتنا مثل كل الطلبة ولكن الجامعة تحدد وترفض فتح المجال لنا وإعطائنا فرصه للتميز.. وأطالب رئيس جامعة الإسكندرية بالتكرم بالنظر في شكواي وتقدير ابنتي ودعمها.
"كشكول" استطلع آراء عدد من الخبراء للحديث حول قواعد تنسيق القبول بالجامعات، لطلاب ذوي الهمم:
ظلم للطلاب
رأت الدكتورة رحاب العوض، أستاذة علم الاجتماع بجامعة القاهرة، فكرة عدم إتاحة كليات معينة ودارسات معينة لأصحاب الهمم أو طلاب الدمج فكرة ظالمة لهذه الفئة من اطلاب ومجحفة، والأصل إتاحة الفرصة لهم، كل حسب ما يتراءى له من مجهود أو نسبة ذكائه المحددة تبعا للاختبارات وليس حسب هوى وفكر شخص معين.. ومنذ عدة سنوات لم تكن التكنولوجيا تقدمت بهذا الشكل.
كما اعتبرت أستاذة علم الاجتماع، إتاحة كليات معينة لهذه الفئة من الطلاب "إحباطا" لهم ولذويهم، حيث يتميزون ويقدمون ما لم يستطع الشخص السوي، مستشهدة بمثال وهو "طبيبة صماء وكذلك صيدلانية قعيدة والتفوق الجامعي والوصول إلى الهيئة التدريسية".
وأكدت أستاذة علم الاجتماع، أنه الأولى بالجمعيات المهتمة بذوي الهمم أن تدافع عن هؤلاء الطلاب وتفرض رأيها لتنفيذ القانون وقبول الطلاب ما لم تكن الإعاقة سببا في التواجد بالكلية وتحقيق رغباتهم، مشيرة إلى أنه يجب إتاحة الدراسات حسب استيعابهم وجهده وقدراته المتاحة وعدن الحجر عليهم وأن يكون اختبار الذكاء هو الفيصل للطلاب في القبول بالكليات.
إتاحة القانون
يؤكد الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن إتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة للالتحاق بالكليات والمعاهد المختلفة متاح وفقا للقانون في عدد كبير منها، موضحا أن قبول هذه الفئة من الطلاب يحكمه العديد من الضوابط وهي ضوابط وضعت بما لا يخالف القانون ولمصلحتهم شخصيا سواء في دراستهم أو مجال عملهم المستقبلي.
وأضاف المرسي، أن من أهم هذه الضوابط نوعية
الدراسة وهل يستطيع ذوو الاحتياجات الخاصة التعامل معها واستيعابها ولو بنسبة معينة
وأيضا نوعية الإعاقة وهل يمكن أن تمنعه من العمل في مجال الدراسة أم لا، مشيرا إلى
أنه في مجال الإعلام متاح التحاق ذوي الاحتياجات الخاصة بالدراسة في كلية الإعلام وذلك
وفقا لنوع الإعاقة التي لا تمنعه من ممارسة العمل الإعلامي ودراسته.
كما أكد أستاذ الإعلام، أن هناك كثيرا من ذوي الاحتياجات الخاصة درسوا في كلية الإعلام جامعة القاهرة بتخصصاتها المختلفة ويعملون حاليا بمجال الإعلام ومنهم أيضا من تفوق في دراسته وتم تعيينه أخيرا معيدا بقسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
استبيان للطلاب
بينما يقترح الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ التربية بجامعة عين شمس والخبير التربوي، بأن يقوم مكتب التنسيق بعمل استبيان لهؤلاء الطلاب لمعرفة المشاكل التي يواجهونها، وتعديل اللائحة الخاصة بهم لعدم تكرار المشاكل، وتضع قبل أن ينتهوا من الدراسة في مرحلة الثانوية، ولابد من التلاحم بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لمعرفة عدد الطلاب المعاقين ونوع إعاقة كل منهم ويتم توزيع الكليات حسب الإعاقة وليس كما هي الآن اللائحة مطبقة علي الجميع لأن هناك بعض الإعاقات يسمح لهم بدخول الكليات العملية وأخري لا، فبذلك يمنع التظلم لهم وكل طالب يكون علي دراية في مرحلة الثانوية بنوع الكلية التي يتم قبوله بها.
تطبيق نظام قبول لذوي الاحتياجات الخاصة
وأشار عبد العزيز إلى مقترح آخر لمنع تظلمات هؤلاء الطلاب، وهو تطبيق نظام قبول لذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعات بشرط التحاقهم ببرنامج تأهيلي لمدة عام بعد النجاح بالثانوية بأي مجموع، ويمكن بعد ذلك تأهله للكلية التي يريدها أو أقرب دراسة يرغبها، منوها بأن هذه الطلاب يتم توزيعهم حسب الحالة الخاصة بهم، فالمكفوفون لهم أحقية دخول الكليات النظري فقط ولا يمكنهم الدخول للكليات العملية نهائيا، ويوجد بعض الإعاقات يسمح لهم بدخول الكليات العملية ويتم توزيعهم على أقسام محددة فمثلا طالب معاق بقدمه فإعاقته لا تمنعه من دخول كلية الهندسة ولكنه يوزع على أقسام لا تحتاج لحركة كثيرة.
كما أكد الخبير التربوي، أنه توجد لائحة خاصة من التعليم العالي ومعتمدة من المجلس الأعلى للجامعات لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي أنه حق للطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة التقدم إلى الكلية النظرية أو العملية، التي تتفق مع رغبته طالما استوفى الحد الأدنى من مجموع الدرجات المطلوب للقبول بها، واجتياز اختبار القدرات أو المقابلة الشخصية في الكليات، التي تتطلب ذلك، على أن يتم تشكيل لجنة ثلاثية من أعضاء هيئات التدريس بالكلية المرشح لها الطالب لتطبيق اختبار قبول للوقوف على مدى قدرة الطالب على الوفاء بالتزاماته الدراسية للكلية وأنه في حال عدم موافقة الكلية على قبول بعض الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يتم ترشيح الطالب من خلال مكتب التنسيق الإلكتروني، بناء على رغبته التالية التي سجلها ضمن رغباته ببرنامج التنسيق خارج كليات القطاع الذي سبق وأن ترشحه إليه.
قواعد الأعلى للجامعات
تعد قواعد قبول الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة التي أعلن عنها المجلس الأعلى للجامعات هي: للطلاب المكفوفين، الحصول على 50 % على الأقل من المجموع الكلي في الشهادة الثانوية العامة 50% من المجموع الاعتباري في الشهادات الثانوية المعادلة العربية، يكون قبولهم في كليات: "الآداب- دار العلوم – الألسن- الحقوق- الخدمة الاجتماعية" بالجامعات بشرط استيفاء المواد المؤهلة المطلوبة لكل كلية.
ويتم تشكيل لجنة ثلاثية من أعضاء هيئة التدريس بالكلية المرشح لها الطالب، لتطبيق اختبار قبول للوقوف على مدى قدرة الطالب ذي الاحتياجات الخاصة على الوفاء بالالتزامات الدراسية بالنسبة للكلية، وفي حالة عدم موافقة الكلية على قبول بعض الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة يرشح الطالب من قبل مكتب التنسيق لرغبته التالية طبقًا لترتيب الرغبات المقدم منه في برنامج التنسيق الإلكتروني خارج كليات القطاع الذي سبق أن تم ترشيحه إليه.
تسهيلات جديدة
وكان وافق المجلس الأعلى للجامعات، على
إتاحة نقل الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أقرب جامعة لمحل إقامتهم شريطة إثبات محل
الإقامة بجوار ذات الجامعة، وتقديم كل التسهيلات اللازمة للطلاب من ذوي الاحتياجات
الخاصة، خلال التنسيق والقبول بالجامعات والمعاهد؛ بدءا من إتاحة جميع الكليات للتقديم،
امتدادا لتسهيلات في إجراءات التقديم للجامعات، أو التسكين بالمدن، بجانب تقديم إعفاءات
من المصروفات الدراسية بمختلف الجامعات، وفقا لحالة كل طالب على حدة.
قد يهمك أيضا: