تعاون بين جامعة الأزهر والمجلس العالمي للتسامح والسلام من أجل خدمة الإنسانية
أكد الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، أن مؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، تسعى جاهدة من أجل خدمة الإنسانية جميعًا دون النظر إلى اللون أو الجنس أو العقيدة.
وأوضح رئيس الجامعة خلال استقباله اليوم الأحد بمكتبه بمدينة نصر الدكتور أحمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام والوفد المرافق له؛ أن أكثر من 100 دولة حول العالم وثقت في منهج الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً، وأرسلت طلابها؛ لينهلوا من علومه ومعارفه الوسطية المعتدلة، ويعودوا إلى بلادهم؛ لنشر التسامح والأمن والأمان بها؛ انطلاقًا مما درسوه في جامعة الأزهر أعرق جامعات العالم.
وأعلن رئيس جامعة الأزهر أن جهود الأزهر الشريف شاهدة على ذلك من خلال التعاون الوثيق بين الأزهر الشريف وبيت العائلة المصرية، إضافة إلى التعاون الوثيق بين الأزهر الشريف والفاتيكان، والذي نتج عنه توقيع أهم وثيقة في القرن الحادي والعشرين: "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقعها كل من: فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، في الرابع من شهر فبراير عام 2019م في مدينة أبوظبي، مشيرًا إلى أن توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" في مدينة أبوظبي له دلالة كبيرة؛ أهمها: أن الأزهر الشريف في مصر، ومصر في قارة أفريقيا، والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان في روما في قلب أوروبا، ومكان توقيع الوثيقة في مدينة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة في قلب قارة آسيا، ومن ثم الدلالة في وثيقة الأخوة الإنسانية تعكس وتؤكد على أن التعاون ممكن بين الشرق والغرب، بين الشمال والجنوب، بدليل أن وثيقة الأخوة الإنسانية جمعت بين قارات أفريقيا وأوروبا وآسيا، وفي ذلك دلالة واضحة وتأكيدًا عمليًّا على أننا "معا نستطيع"؛ تأكيدًا لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾
وقد أشاد الدكتور أحمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، بجهود مؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
وأوضح أن العالم اليوم يحتاج إلى التسامح ونبذ العنف، مشيرًا إلى أن المجلس العالمي للتسامح والسلام رصد منح دراسية "ماجستير ودكتوراه" حول التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف الفكري على مستوى العالم، لافتًا إلى استئناسه بالمنهج الأزهري وبجهود فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وأنه يسعى إلى التعاون مع مؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً؛ لما تتميز به من تاريخ عريق ومنهج وسطي معتدل، ضارب بجذوره في التاريخ منذ ما يزيد على الألف عام.